زلزال سوريا.. دمشق توجه نداءً عالميا للإغاثة وسط دمار مواقع أثرية ورعب الناجين

الاثنين 6 فبراير 2023 04:28 م

وجهت دمشق، الإثنين، نداء استغاثة للأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها، ومؤسسات إغاثية وإنسانية، لمد يد العون إليها، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، في حين تسببت الكارثة بتضرر مبان أثرية وقطع تاريخية.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية التابعة للنظام: "سوريا تناشد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من شركاء العمل الإنساني من منظمات دولية حكومية وغير حكومية لمد يد العون".

ودعت الوزارة تلك الجهات إلى "دعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة كارثة الزلزال المدمر".

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا بوقوع ضحايا ودمار كبيرين في مناطق متفرقة في البلاد جراء الزلزال القوي الذي ضرب جنوبي تركيا ومنطقة شرق المتوسط.

وضرب زلزال عنيف جنوبي تركيا وشمالي غرب سوريا، صباح الإثنين، بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، وخلّف آلاف القتلى والمصابين.

كارثة تطال الآثار

في سياق متصل، أفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام السوري بتعرّض مبان ومتاحف ومواقع أثرية لأضرار متباينة جراء الزلزال العنيف.

وقالت المديرية في بيان، إنّ التقارير الأولية أشارت إلى "وقوع أضرار طفيفة ومتوسطة بقلعة حلب التاريخية، منها سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية".

وأضاف البيان: "سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار".

كما تضررت بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب، بحسب البيان.

وتعدّ قلعة حلب الواقعة فوق تل في وسط المدينة القديمة من أكبر وأقدم القلاع في العالم، وتضم داخلها شواهد على حضارات تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد ووصولاً إلى الحقب الإسلامية، وهو ما دعا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي.

كما أدّى الزلزال، الذي يعد الأسوأ في سوريا منذ عقود، إلى إلحاق أضرار في معالم أثرية أخرى، منها قلعة المرقب الواقعة على بعد 5 كيلومترات شرقي مدينة بانياس، على الساحل السوري.

وقالت المديرية: "وردتنا معلومات عن تضرر بعض المباني داخل قلعة المرقب. أضرار طفيفة ومتوسطة، منها سقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران أو واجهات المباني، ومنها سقوط كتلة من برج دائري في الجهة الشمالية، حيث الأبراج الشمالية".

كذلك أشارت إلى تأثر بعض المباني التاريخية في محافظة حماة، حيث سقطت واجهات عدد من هذه المباني مع حدوث تشققات وتصدعات في جدرانها.

أيضاً، وقعت أضرار في مدينة السلمية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً إلى الشرق من حماة، وشوهدت أجزاء متساقطة من الجدران الخارجية لقلعة شميميس.

لحظات مرعبة

إلى ذلك، يروي ناجون سوريون من الزلزال اللحظات الصعبة التي تعرضوا لها، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس". 

وقال "أسامة عبدالحميد" الذي تعلو جبينه جروحا، جراء تهدّم المبنى الذي يقطن فيه مع عائلته فوق رؤوسهم: "كنا ننام بأمان وإذ شعرنا بهزة أرضية قوية جداً".

ويضيف من مستشفى الرحمة في بلدة دركوش في محافظة إدلب شمال غرب سوريا حيث يتلقى العلاج: "أيقظت زوجتي واصطحبنا أولادنا وركضنا باتجاه باب المنزل في الطابق الثالث، وما أن فتحنا الباب حتى سقطت البناية كلها".

وخلال لحظات، وجد "عبدالحميد" نفسه تحت ركام المبنى المؤلف من أربع طبقات في قريته عزمارين الحدودية، لكنّ "الله الحامي" أنقذ حياته وعائلته بأعجوبة.

ويضيف بتأثر شديد: "سقطت الجدران علينا، لكنّ ابني تمكّن من الخروج وبدأ الصراخ، تجمّع الناس حينها لمعرفتهم أن ثمة أحياء وأخرجونا من تحت الأنقاض".

وبينما نجا "عبدالحميد" مع عائلته، قتل جميع جيرانه في المبنى.

في نفس المستشفى، يتلقى "محمّد بركات" (24 عاماً) وهو أب لأربعة أطفال العلاج بعد إصابته بكسر في رجله.

ويقول بينما يتمدد على السرير وجروح تغطي وجنته وأنفه: "سحبت أولادي وخرجنا من المنزل لأنه منزل أرضي وقديم، وإذ بجدران الأبنية المجاورة بدأت تسقط علينا ونحن نقف في الشارع".

وأصيب "بركات" بكسر في رجله جراء سقوط جدار عليه بينما نجا أفراد عائلته.

في مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، دُمّرت كتلة أبنية متلاصقة وسُويت بالأرض، بينما بقيت ألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه صامدة فوقها. وتناثرت الفرش والأغطية.

وعند شعوره بالهزة الأرضية، حمل "أنس حبش" (37 عاماً) طفله وطلب من زوجته الحامل أن تجاريه في الركض إلى مدخل شقتهما الواقعة في الطابق الثالث والأخير في مبنى بمدينة حلب (شمال)، التي صدعت سنوات الحرب مئات الأبنية فيها.

ويقول: "نزلنا الدرج كالمجانين بعدما غطيت وجه طفلي بوشاح لحمايته، وما أن وصلنا إلى الشارع حتى رأينا عشرات العائلات وهي في حالة خوف ورعب".

ويضيف: "ثمة من ركع على الأرض وبدأ الصلاة، وثمة من كان يبكي، كما لو أنه يوم القيامة".

ويقول "حبش" بتأثر شديد: "لم أشعر بهذا الإحساس طيلة سنوات الحرب، كان الوضع أصعب بكثير من القذائف والرصاص".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

زلزال سوريا سوريا النظام السوري الأمم المتحدة مواقع أثرية

الجارديان: زلزال سوريا وتركيا صنع مأساة فوق أخرى.. وجهود الإنقاذ أصعب في الأولى