ستراتفور: الجزائر تخرج من عزلتها.. وعاملان يحدان من تحديث اقتصادها

الثلاثاء 7 فبراير 2023 10:31 ص

سلط موقع "ستراتفور" الضوء على تبني الجزائر استراتيجية جديدة للمشاركة الدولية في سعيها لتحديث اقتصادها، مشيرا إلى أن اعتماد البلد الشمال أفريقي المستمر على عائدات النفط والغاز وموقفه المستمر من بعض المنافسات الجيوسياسية، التي تشارك فيها إسرائيل وروسيا، سيحدان من محاولاته للتحديث.

وذكر الموقع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن الرئيس "عبدالمجيد تبون" بدأ ولايته، في ديسمبر/كانون الأول 2019، بعد الإطاحة بـ "عبدالعزيز بوتفليقة"، حاول تحويل السياسة الخارجية الجزائرية عن الانعزالية التي اتسمت بها في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 

وفي عام 2022، تبنت وزارة الخارجية الجزائرية عدة تحركات تؤكد جهود الدولة نحو المشاركة بشكل أكثر فاعلية في الشؤون العالمية والإقليمية.

وأشار إلى أن الجزائر تتمتع بفترة من الاستقرار السياسي الداخلي، تمكن الحكومة من تبني سياسة خارجية أكثر فاعلية، ومن المرجح أن يستمر هذا الاستقرار على المدى القريب، إذ لا موعد لإجراء انتخابات رئاسية في عام 2024.

وإزاء ذلك، انتعش الاقتصاد الجزائري من خلال ارتفاع عائدات الطاقة في عام 2022، في ظل ازدياد الطلب على الغاز الجزائري بسبب قيام الدول الأوروبية بتحويل وارداتها من الطاقة من روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا.

وتعد ميزانية الجزائر لعام 2023 أكبر ميزانية صاغتها الجزائر على الإطلاق، ما يسلط الضوء على مقدار استفادة الجزائر المعتمدة على عائدات الطاقة من ارتفاع أسعار الطاقة في عام 2022، ويسمح للحكومة الجزائرية بتحويل الإيرادات إلى السكان في شكل توسيع نطاق الفوائد والإعانات، والحد من مخاطر الاحتجاجات ذات الدوافع الاقتصادية.

وستستخدم الجزائر بعضاً من مكاسبها الاقتصادية غير المتوقعة للارتقاء بمظهرها الإقليمي وحماية أمنها القومي. وتجري الجزائر العاصمة محادثات مع تونس وليبيا بشأن زيادة صادراتها من الغاز والكهرباء إلى البلدين بأسعار مخفضة.

فتونس وليبيا تكافحان من أجل توفير الطاقة، بينما تريد الجزائر تحقيق الاستقرار في جيرانها الشرقيين لمنع انتشار عدم الاستقرار في المنطقة.

كما تخطط الجزائر، في العام المقبل، لمواصلة استضافة الفصائل الفلسطينية للتوسط في اتفاق يخرج بها من مأزقها ويبني مواجهة أقوى للحكومة الإسرائيلية.

ويفي هذا بضرورة جزائرية أساسية لدعم حركة عدم الانحياز ومواجهة الحكومة الإسرائيلية في جميع أنحاء المنطقة، ويضع الجزائر صوتًا إقليميًا قويًا إلى جانب دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى.

ويمكن للجزائر أن تحاول استخدام بعض المساعدات الاقتصادية لإقناع الدول الأفريقية والإقليمية الأخرى التي لم تحذو حذو الموقعين على اتفاقيات إبراهيم وتطبيع العلاقات مع إسرائيل لأسباب داخلية.

ورغم التوقعات الاقتصادية المستقرة على المدى القصير والمتوسط، لا تزال حالة عدم اليقين الاقتصادي طويلة الأجل تلوح في الأفق، ما دفع الجزائر إلى جذب الاستثمار الأجنبي لتمويل جهود التحديث.

ولم يكن التوسع الهائل في المعاشات التقاعدية ومزايا التقاعد والأجور العامة في ميزانية الجزائر لعام 2023 ممكنًا إلا بسبب الزيادة في إيرادات الطاقة التي تلقتها الجزائر في عام 2022، ما يؤكد استمرار اعتماد البلاد على الهيدروكربونات. وهذا يعني أن أي انخفاض في عائدات الطاقة سيؤدي إلى أزمة في الميزانية.

وبفضل التشريع الأخير الذي صدر في عهد "تبون"، تعتزم الجزائر جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية أكثر من أي وقت مضى في السنوات المقبلة لاستخدامها في القطاع الخاص الجزائري والقطاعات الاقتصادية غير النفطية بما في ذلك الخدمات.

لكن أي تحول طفيف في سياسة الجزائر الخارجية يعرضها لمخاطر أمنية. فمن المرجح أن تشتعل الخصومات الجيوسياسية مع المغرب، كلما حاولت الجزائر تعزيز علاقاتها مع دول جنوب الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا.

وتخلق علاقة الجزائر الوثيقة مع روسيا مخاطر بشأن العقوبات التي قد تقلل من اهتمام المستثمرين الغربيين بالبلاد إلى حد ما، لكن الطلب المتزايد على الغاز الجزائري يعني أن الغرب سيظل يعطي الأولوية للحفاظ على العلاقات الجيدة مع البلد الشمال أفريقي.

وأصبح تعميق العلاقات الجزائرية مع روسيا أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا ثالث أكبر عميل أسلحة لروسيا في العالم.

ومع استمرار روسيا في حربها في أوكرانيا، من المرجح أن تعرب حكومتا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن القلق بشأن إنفاق الجزائر الكثير من الأموال على شراء الأسلحة الروسية.

 ومع ذلك، فإن الحاجة إلى الغاز الطبيعي الجزائري تعني أنه من المرجح أن تحافظ الحكومات الغربية على علاقات إيجابية وعملية مع الجزائر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الجزائر المغرب الصحراء الغربية عبدالمجيد تبون عبدالعزيز بوتفليقة

الجزائر تعلن تخصيص مليار دولار لدعم دول أفريقية.. خطوات لاستعادة النفوذ الإقليمي