على حساب واشنطن وحلفائها.. تقرير: الصين تعزز وجودها بقطاع النفط العراقي

الأربعاء 15 فبراير 2023 11:18 ص

بينما يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يتبنون نهجا دقيقا  لتعزيز مصالحهم المتبقية في العراق، تخطو الصين خطوات كبيرة لتعزيز وجودها في قطاع النفط العراقي، حيث شهد الأسبوع الماضي منح ستة امتيازات نفطية من بغداد إلى ثلاث شركات صينية وإماراتية، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس" الأمريكي.

التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، نقل عن مصدر رفيع يعمل عن كثب مع وزارة البترول الإيرانية، قوله إنه تم الاستقرار في الأيام القليلة الماضية على أن تصبح مؤسسة البترول الصينية "بتروتشاينا" (PetroChina) المشغل الرئيسي الوحيد لحقل "غرب القرنة 1" النفطي العملاق بالعراق، في حين تقترب شركة "إكسون موبيل" (ExxonMobil) الأمريكية أخيرا من بيع حصتها البالغة 32.7% في الحقل.

20 مليار برميل

يعد هذا تحولا لصالح الصين؛ فحقل "غرب القرنة 1"، الواقع على بعد حوالي 65 كيلومترا من مدينة البصرة، مركز النفط والتصدير الرئيسي في جنوب العراق، يحتوي على جزء كبير من احتياطيات العراق القابلة للاستخراج، والمقدرة بـ43 مليار برميل.

في البداية، كان يُعتقد أن الحقل يحتوي على نحو 9 مليارات برميل من تلك الاحتياطيات، لكن أوائل 2019 قالت وزارة النفط العراقية إن احتياطياته القابلة للاستخراج تزيد عن 20 مليار برميل.

وأضافت الوزارة أن الخطط تهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للحقل إلى أكثر من 700 ألف برميل يوميا بحلول نهاية 2025، من مستوى 450 ألف إلى 500 ألف برميل يوميا الآن.

إضافة إلى ذلك، وكما هو الحال مع جميع حقول النفط الرئيسية في العراق، يبلغ متوسط تكلفة النفط الخام في حقل "غرب القرنة 1" ما بين 1 و2 دولار أمريكي للبرميل، وهي أقل تكلفة تطوير في العالم إلى جانب إيران والسعودية.

عقود عديدة

وعلى الرغم من أن شركة "بيتروتشينا" اشترت حصة تبلغ 32.7% في الحقل في الوقت نفسه تقريبا الذي استحوذت فيه "إكسون موبيل" على حصتها في الحقل، إلا أن الصين ومنذ فترة طويلة كانت الشريك المهيمن في الحقل بفضل صفقات عديدة على حساب "إكسون موبيل" .

وتم توقيع عقدين آخرين لتغيير قواعد اللعبة في الحقل العملاق، أحدهما كان مع شركة "Hilong Oil Service & Engineering" الصينية لحفر 80 بئرا بتكلفة 54 مليون دولار، والآخر مع شركة الحفر العراقية بمساعدة صينية لحفر 43 بئرا بتكلفة 255 مليون دولار.

وبعد فترة وجيزة، دخلت شركة "Anton Oil" الصينية الصورة، بموجب عقد إدارة المشروع وخدمات التطوير.

حقل "مجنون"

كما فازت الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية (CPECC)، وهي تابعة للشركة الأم مؤسسة البترول الصينية، بعقد هندسي بقيمة 203.5 مليون دولار في حقل مجنون بالعراق.

وتبلغ احتياطات هذا الحقل 38 مليار برميل، مع هدف بزيادة إنتاجه إلى 600 ألف برميل يوميا بحلول عام 2026 من مستوى 240 ألف حاليا.

و"مجنون" هو حقل مشترك مع إيران يُعرف فيها باسم "آزاديغان"، وينقسم بدوره إلى حقلين عملاقين: شمال أزاديجان وجنوب أزاديجان.

ولا تزال مؤسسة البترول الوطنية الصينية هي المشغل الأجنبي الرئيسي في شمال أزاديجان، الذي بدأ تشغيله في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بطاقة إنتاجية 75000 برميل يوميا.

انسحاب "إكسون موبيل"

وللمرة الأولى منذ سنوات، أعلنت "إكسون موبيل" أنها تريد الانسحاب من مشاريعها في العراق، بما فيها مشروع إمداد مياه البحر المشترك (CSSP)، الذي يتضمن نقل مياه من الخليج العربي إلى منشآت إنتاج النفط لزيادة الضغط ومعدلات الاسترداد في مكامن النفط الرئيسية، في وقت تشكو شركات بترول دولية من ضعف العائدات من اتفاقيات تقاسم الإيرادات في العراق.

في الوقت نفسه، أبلغت الصين، عبر مؤسسة البترول الوطنية، وزارة النفط العراقية أن لديها التكنولوجيا والخبرة والقدرات الهندسية المطلوبة لاستكمال المشروع بالمواصفات المطلوبة.

لكن نظرا لحجم المشروع، ونقص التقدم الملحوظ من جانب الشركة الصينية، فقد أصبح واضح، وربما لوزارة النفط العراقية، أن الشركة لا تملك القدرات المطلوبة.

وكل ما أراده الصينيون، بحسب المصدر الإيراني، هو دفع "إكسون موبيل" إلى الانسحاب من العراق، بحيث يكون لهم حق "الرفض الأول" (حق الشفعة للتعاقد قبل أي طرف آخر) في جميع حقول النفط والغاز الرئيسية الأخرى في البلاد.

المصدر | سايمون واتكينز- أويل برايس/ ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق النفط الصين الولايات المتحدة واشنطن

من التنمية إلى السياسة.. هكذا ترى النخب العراقية الصين

العراق يقرر تنظيم التجارة مع الصين مباشرة وبعملة اليوان

على عكس الروسية والصينية.. شركات النفط الغربية غير مرحب بها في العراق

صعوبات تواجه دور الصين المتنامي في قطاع الطاقة بالعراق