فورين أفيرز تكشف المطلوب من نتنياهو للحصول على دعم بايدن للتطبيع مع السعودية ومواجهة إيران

الأربعاء 8 مارس 2023 01:56 م

"يعرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن منع إيران من امتلاك السلاح النووي مهمة صعبة، وأن الطريق للتطبيع مع السعودية يمر عبر واشنطن".

هكذا يتحدث مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز"، لافتا إلى أن نتنياهو لا يمكنه الحصول على كل شيء من الولايات المتحدة بدون تنازلات، لافتا إلى أنه من أجل حماية الأمن القومي الإسرائيلي فعلى تل أبيب تقديم تنازلات وتسويات.

يقول المقال إن الأيام الحالية هي أوقات شدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي عادة ما تنظر إليها الحكومة الأمريكية بأنها متينة، فقد عاد نتنياهو على رأس ائتلاف يعتبر الأكثر تطرفاً وتديّناً في تاريخ إسرائيل، وهو في مواجهة الرئيس جو بايدن، الذي يعتبر نفسه صديقاً حقيقياً لإسرائيل، ويتذكر العلاقة المحفوفة بالمخاطر بين الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ونتنياهو.

ويدلل المقال الذي كتبه مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، والمدير التنفيذي السابق لمعهد الأمن القومي الإسرائيلي، عاموس يادلين، على هذا التوتر بتوسيع نتنياهو المستوطنات في الضفة الغربية، والعمل على تقويض استقلالية القضاء، وهي أفعال انتقدها بايدن بشدة.

وعلى المسرح الدولي، يتردد نتنياهو بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وسط حنق المسؤولين الأمريكيين، وقام في فترته السابقة بتوثيق العلاقات الإسرائيلية مع الصين.

وعلى الرغم من ذلك، وصل أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب، وحصل منه نتنياهو على دعم الولايات المتحدة في أهم أولويتين دوليتين، وهو موضوع إيران، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية.

إلا أن المسؤولين الأمريكيين، وفق المقال، أكدوا لنتنياهو أن بايدن لا يوافق على سياسة الحكومة تجاه الفلسطينيين وأوكرانيا والسياسات الداخلية.

يقول يادلين، إن زيارة بلينكن كانت في معظمها، لعرض الاعتراضات الأمريكية، لافتا إلى أن "خلافات كهذه ستجعل حياة نتنياهو صعبة، فبايدن هو الزعيم العالمي الوحيد القادر على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وهو الرئيس الأمريكي القادر على منح السعودية الضمانات الأمنية التي تريدها مقابل التطبيع".

وقبل عامين، وجد نتنياهو صعوبة في تحقيق هذين الهدفين، فقد كان بايدن يريد العودة للاتفاقية النووية، إلا أن الوقت تغير، ففي ظل رفض إيران العودة إلى المفاوضات وقمعها للمتظاهرين وتقديمها الدعم العسكري لروسيا في أوكرانيا، فإن بايدن مستعد للمخاطرة، واتخاذ موقف متشدد من طهران.

ويعرف نتنياهو هذا، ويأمل بأن يدفع بايدن إلى بناء حملة ضغط قصوى ضد إيران وتنسيق تهديد عسكري.

كما أن نتنياهو كان واضحاً في خطابه عقب توليه الحكومة من جديد نهاية العام الماضي، بأنه يريد توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية لتشمل السعودية.

إلا أن يادلين يعلق على ذلك بالقول: "بايدن لن يستطيع تخصيص الوقت الكافي لهذين الأمرين، والمسرح الفلسطيني مشتعل، وسيكافح في إقناع حكومته لدعم نتنياهو وهو يبعد نفسه عن الغرب، تحديداً في أوكرانيا، ويقوم بتفكيك الديمقراطية الإسرائيلية من الداخل".

ويتابع: "صحيح أن إدارة بايدن أعربت عن استعدادها لاتخاذ موقف متشدد من إيران، وأنها قد تنسق مع إسرائيل كما في المناورة العسكرية الأخيرة، لكن واشنطن وضعت مسافة بينها وبين التبني الكامل لإستراتيجية إسرائيل".

ويزيد: "من أجل أن يحقق نتنياهو تقدماً في أهداف السياسة الخارجية، فعليه أن يقوم بالمقايضة، والتنازل عن ملامح في السياسة الداخلية والخارجية من أجل الحصول على تعاون كامل من إدارة بايدن".

وفي شأن التطبيع مع السعودية، يقول الخبير الإسرائيلي: "يمكن أن تساعد إدارة بايدن في تعزيز التقارب السعودي الإسرائيلي، وهي ليست خائفة من عمل هذا، لكنها ستجد صعوبة في ظل التوتر بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

ويشير إلى "علاقات باردة بين الولايات المتحدة والسعودية، ستعقّد من اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، وربما جعلتها بعيدة المنال".

ويتابع: "قبل التوقيع على أي اتفاقية، تريد الرياض ضمانات أمنية قوية، وتزويداً من دون انقطاع للسلاح المتقدم، ومساعدة في تطوير مشروعها النووي المدني".

ويزيد يادلين: "لحين تغيير نتنياهو مواقفه، وإظهاره المرونة، فإن من الصعب رؤية تحرك أمريكي بهذا الاتجاه"، لافتا إلى أن "نتنياهو يعرف أن منع إيران من امتلاك السلاح النووي مهمة صعبة، وأن الطريق للتطبيع مع السعودية يمر عبر واشنطن، ولهذا عليه إظهار حسن النية، وتعديل سياساته لتناسب مصالح وقيم أمريكا".

وحول ما على نتنياهو القيام به لإرضاء أمريكا، يقول الخبير الإسرائيلي: يجب أن راجع سياسياته مع الصين وفي الحرب الروسية الأوكرانية (..) كما عليه منع وزرائه والمستوطنين من إشعال العنف ضد الفلسطينيين".

وفي هذا الشأن يقول المقال: "مواصلة التحريض والاستفزاز من اليمين المتطرف، ستغضب بايدن والقادة الغربيين، وسيتعامل بايدن معها كإهانة شخصية له وهو يحاول مواجهة نقاد إسرائيل".

ويعلق على ذلك بالقول: "لا يحتاج نتنياهو للتوافق مع بايدن في كل قضية، إلا أن محاولة الحصول على دعمه لن تكون سهلة، فهو يواجه ما يعرف بمكعب روبيك، حيث يريد إرضاء بايدن للحصول على دعمه في الملف الإيراني والتطبيع مع السعودية، وبالمقابل يواجه تحالفاً يريد التشدد في الموضوع الفلسطيني والشأن المحلي، أي تقويض القضاء".

ويختتم يادلين مقاله بالقول: "لحل لغز المكعب عليه أن يعطي الأولوية للعلاقة مع أمريكا، مهما كان رأي حلفائه في الداخل، فالولايات المتحدة هي حليف لا يستغنى عنه في أمن إسرائيل".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو السعودية التطبيع إيران البرنامج النووي أمريكا أوكرانيا الصين الاستيطان

إيران وإسرائيل.. تاريخ من التعاون والصراع المحسوب