التطبيع السعودي الإيراني.. الخاسرون والرابحون بعيون خبراء عرب

السبت 11 مارس 2023 12:50 م

يوسف علي أوغلو - الخليج الجديد

توقع خبراء وباحثون وسياسيون عرب، أن ينعكس اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية بشكل إيجابي على دول منطقة الشرق الأوسط، لافتين إلى أنه قد يعزز استقرارها، بما يشمل إيقاف الحرب باليمن.

وعبر تغريدات لهم على موقع "تويتر"، اتفق هؤلاء الخبراء على أن هذا الاتفاق يعد صفعة لأمريكا وإسرائيل وانتصارا لدبلوماسية الصين في المنطقة.

سلام بعد صراعات

إذ أعرب السياسي العراقي والقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو عن أمله بأن "يُفضي هذا الاتفاق إلى سلام في المنطقة التي أنهكتها صراعات بمسميات مصطنعة".

ووصف الخبير الاستراتيجي والأمني الكويتي العقيد خالد إبراهيم الصلال الاتفاق، بأنه "خطوة في الإتجاه الصحيح"، متوقعا أن "تعزز الاستقرار في المنطقة"، بما يشمل "إيقاف الحرب في اليمن وإعادة ترتيب عدة ملفات أمنية وإستراتيجية في أكثر من دولة في المنطقة والشرق الأوسط".

واعتبر الأكاديمي والسياسي اليمني أحمد المؤيد، أن التوصل إلى هذا الاتفاق هو الأمر الطبيعي وهو المطلوب.

وقال: "عندما استجابت السعودية لدعوات دولة غير إمبريالية وغير معادية للمنطقة تحقق التقارب سريعا وتوّج بعودة العلاقات".

رد سعودي على الغرب

فيما اعتبر الصحفي والسياسي اللبناني نوفل ضو، الاتفاق السعودي الإيراني "ردا من المملكة على تفضيل الغرب قبل عدة سنوات التفرد بعقد بصفقة نووية مع طهران من دون الأخذ في الاعتبار المصالح العربية".

وأوضح أن الرد السعودي مفاده أن "العرب يعرفون كيف يحافظون على مصالحهم بمعزل عن الغرب".

ورأى ضو، أيضا، أن واحدة من المعاني الاستراتيجية لإبرام الاتفاق السعودي الإيراني في الصين هي أنه "إذا كانت أمريكا وفرنسا تريدان حصر المفاوضات مع ايران بالملف النووي ولا تريدان إدراج موضوع الصواريخ والمسيرات والأذرع الإيرانية في المحادثات، فإنه من حق السعودية أن تتعاون مع الصين وروسيا لحل هذه المشكلة".

واعتبر أنه "ليس صحيحا أن اتفاق السعودية وايران على استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما يعني اطلاق يد ايران في لبنان".

وعلى النحو ذاته، وصف وزير الخارجية المصري الأسبق والسياسي المخضرم عمرو موسى التطبيع السعودي الإيراني بـ"الإيجابي".

وتوقع أن "تدخل المنطقة (بفضل هذا الاتفاق) مرحلة مختلفة من التنسيق أو التفاهم بين القوي الفاعلة فيها".

ورأي أن واشنطن "فوجئت بهذا التطور الكبير الذي أحدثته السياسة الصينية بالتوسط بنجاح بين العدو رقم واحد للسياسة الامريكية الحالية (إيران) والصديق المقرب رقم واحد لهذه السياسة (السعودية)".

كذلك، رأى الكاتب والخبير السياسي القطري جابر الحرمي أن الاتفاق السعودي الإيراني "سينعكس ايجابا على تهدئة ملفات مفتوحة بالمنطقة وإيجاد حلول لها ".

ولفت إلى أن "شعوب المنطقة تتطلع إلى استقرار حقيقي للتفرغ إلى التنمية، بدلا من الانشغال بصراعات على جبهات متعددة"؛ فـ"الحوار الحقيقي والجاد سبيل لحل كل المشاكل".

وأشار في هذا الصدد إلى الانزعاج الإسرائيلي من الاتفاق، واصفا الإسرائيليين بـ"تجار الحروب".

يوم سيء لأمريكا

من جانبها، عدت هديل عويس الكاتبة والمحللة السياسية السورية الأمريكية، الاتفاق السعودي الإيراني "يوما سيئا للدبلوماسية الأمريكية" و"انتصارا دبلوماسيا كبيرا للصين في منطقة الشرق الأوسط".

ورأت هديل أن السعودة هي "الرابح الأكبر بكل المقاييس من التفاهم مع إيران"، فيما تعد إسرائيل "الخاسر الأكبر" من تلك الخطوة.

الصين القوة الدولية الأهم

وعلى النحو ذاته، خلص الإعلامي والخبير السياسي اللبناني عثمان عثمان إلى أن المصالحة السعودية الإيرانية تعني أن الصين -لا أمريكا- هي القوة الدولية الأهم مستقبلا.

وأضاف أن الاتفاق دليل أيضا على أن "المستجير من إيران بإسرائيل كالمستجير من الرمضاء بالنار"، وإشارة إلى نهاية "اتفاق أبراهام، وكل خرافات التعويل على الدولة اليهودية".

وعد الكاتب الصحفي الجزائري والباحث في العلوم السياسية محمد دخوش الإعلان عن نجاح وساطة الصين في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية و إيران في نفس اليوم الذي أُعيد فيه انتخاب الرئيس الصيني شي جين بينج لولاية ثالثة "رسالة بالغة الأهمية عن انخراط أكبر للصين في البحث عن دور لتسوية الأزمات و تشكُل ارهاصات النظام الدولي الجديد".

واتفق مع هذه الرؤية الخبير السياسي المصري ومدير برنامج الشرق الأوسط بوقفية كارنيجي للسلام العالمي عمرو حمزاوي، إذ وصف الاتفاق السعودي الإيراني بـ"الإعلان الدبلوماسي الأهم عن تجاوز الشرق الأوسط للهيمنة المنفردة للولايات المتحدة وعن دور الصين الصاعد في قادم الأيام".

وأضاف أن هذا الاتفاق "خطوة كبيرة باتجاه شرق أوسط تتراجع صراعاته وتساهم الصين في ترتيباته الأمنية ويتجاوز ماضي الهيمنة المنفردة للولايات المتحدة الأمريكية".

وفي هذا الصدد، توقع الإعلامي الأردني الفلسطيني جمال ريان أن يعيد الاتفاق السعودي الإيراني "رسم خريطة التحالفات في المنطقة".

في المقابل، أعرب أستاذ العلوم السياسية في الإمارات عبدالخالق عبدالله عن اعتقاده بأن رعاية الصين لاتفاق بين السعودية وايران اليوم لا تعني بالضرورة تراجع أمريكا وتقدم الصين في المنطقة".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الصين أمريكا لبنان اليمن

الاتفاق السعودي الإيراني.. تصريحات متفائلة وأخرى متخوفة

إيران: استئناف العلاقات مع السعودية سيسرع من إنهاء الحرب في اليمن

اتفاق السعودية وإيران.. ما هي المخاطر المنعكسة على مصالح إسرائيل؟

صحيفة عبرية ترصد الرابحين والخاسرين من الاتفاق السعودي الإيراني.. ماذا قالت؟