انتصار للصين ويوم سيء لأمريكا.. تعليقات الصحافة العالمية على الاتفاق السعودي الإيراني

السبت 11 مارس 2023 01:22 م

اعتبرت صحف ووسائل إعلام دولية أن الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه، الخميس، بعودة العلاقات السعودية الإيرانية، بوساطة ورعاية صينية، يعد انتصارا دبلوماسيا مهما للصين ويحمل تطورات سيئة للولايات المتحدة وتموضعها السياسي في المنطقة.

واتفقت الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".

بدورها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تعليقها على أنباء الاتفاق السعودي الإيراني، إن الصفقة، التي تم إبرامها في بكين هذا الأسبوع وسط احتفالية المؤتمر الشعبي الوطني الصيني (الحزب الحاكم)، تمثل "انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا للصين حيث ترى دول الخليج أن الولايات المتحدة تنسحب ببطء من الشرق الأوسط الأوسع".

وأضافت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الاتفاق "يأتي في الوقت الذي يحاول فيه الدبلوماسيون إنهاء حرب استمرت سنوات في اليمن، وهو صراع ترسخت فيه إيران والسعودية بعمق".

هجوم دبلوماسي صيني

نفس المعنى تقريبا عبرت عنه شبكة CNN الأمريكية؛ حيث اعتبرت أن الصين حققت "انتصارا دبلوماسيا مهما في منطقة الخليج التي لطالما اعتبرت جزءًا من مجال نفوذ الولايات المتحدة".

وأشارت الشبكة الإخبارية، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن ذلك يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن تحقيق انتصار آخر في الشرق الأوسط من خلال محاولة التوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ونقلت عن حسين إيبش، الباحث المقيم البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن قوله: "بالنسبة للسعودية، يعد التقارب مع إيران جزءًا أساسيًا من هجوم دبلوماسي كبير على جميع الجبهات".

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أنه، "مثلما تقوم السعودية بتطبيع العلاقات مع إيران، فإنها تنتج إطارًا محتملاً للتطبيع في نهاية المطاف ، ربما ، مع إسرائيل أيضًا".

ويعتبر إيبش أن الاتفاق على الصفقة السعودية الإيرانية في بكين يعزز دور الصين كلاعب دبلوماسي واستراتيجي في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن هذا "لن يرضي واشنطن بشكل خاص".

انعكاس لعلاقة بايدن وبن سلمان

أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فاعتبرت أن الصفقة السعودية الإيرانير برعاية صينية تعد أحد مظاهر التكلفة للعلاقة المتوترة بين  الرئيس الأمريكي جو بايدن والسعودية.

ورغم أن الصحيفة حاولت، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، التقليل من الصفقة، قائلة إن تأثيرها العملي يقتصر على المدى القريب على إعادة فتح السفارات، إلا أنها اعتبرت أن على واشنطن أن تقلق.

وأوضحت أن ولي العهد السعودي، تحت قلقه بشأن الدعم الأمريكي للرياض، قام بالتحوط في رهاناته الأمنية، حيث تودد إلى الصين وغازل النفط باليوان بدلاً من الدولار، وسعى إلى علاقات أفضل مع روسيا، والآن تسعى المملكة السنية إلى انفراج مع جارتها الشيعية.

وتقترح الصحيفة على إدارة "بايدن"، وقف تنفير السعوديين، والعمل – بدلا من ذلك - على إقناع المملكة بالانضمام إلى الدول العربية لفتح العلاقات مع إسرائيل بموجب "اتفاقيات أبراهام".

ثقة صينية

مجلة "بارونز" الأمريكية، من جهتها، نقلت عن جوناثان فولتون، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي، قوله إن الصفقة تشير إلى أن الصين مستعدة للقيام بدور أكبر في المنطقة.

وأضاف: "قد تكون هذه علامة على ثقتها المتزايدة في وجودها الإقليمي ، وقد تكون علامة على أنها تعتقد أن هناك مساحة لتحدي الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط"، وفق ما ترجمه "الخليج الجديد".

وختم بالقول: "على أي حال ، يبدو أنه انتصار دبلوماسي للصين وخروج مهم عن نهجها الإقليمي حتى هذه النقطة".

البيان السعودي

وقال البيان السعودي، الذي  نقلته "واس"، الخميس، قال إنه "جرت مباحثات في بكين، خلال الفترة من 6 إلى 10 مارس/آذار الجاري، بين وفدي السعودية وإيران برئاسة وزير الدولة عضو مجلس الوزرا مستشار الأمن الوطني في السعودية مساعد بن محمد العيبان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني".

وذكر البيان أن تلك الخطوات جاءت: "استجابةً لمبادرة من الرئيس شي جين بينج رئيس الصين الشعبية، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، بناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينج وكل من قيادتي السعودية وإيران، بأن تقوم الصين باستضافة ورعاية المباحثات بين السعودية، وإيران، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية".

وأعرب الجانبان السعودي والإيراني وفق البيان، عن "تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022".

كما أعربا أيضاً عن "تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الإيرانية نفوذ الصين وساطة صينية العلاقات الصينية الأمريكية نفوذ أمريكا

برعاية صينية.. اتفاق سعودي إيراني على عودة العلاقات وفتح السفارتين في غضون شهرين

مستشار خامنئي: الاتفاق الإيراني السعودي يدشن حقبة ما بعد أمريكا في الخليج