إفلاس بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر.. شبح أزمة 2008 في الأفق

الاثنين 13 مارس 2023 11:15 ص

تخيم حالة من الذعر على الأسواق المالية العالمية، تحت وطأة انهيار بنكي سيليكون فالي "إس في بي" وسيجنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتصاعد مخاوف من احتمال تكرار الأزمة المالية لعام 2008.

رسميا، أعلنت السلطات الأمريكية الجمعة إفلاس سيليكون فالي، وهي مجموعة مالية تركز على الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، ويعد أكبر انهيار لبنك في الولايات المتحدة منذ أزمة 2008.

وتسبب الإفلاس في تجميد عشرات مليارات الدولارات التي أودعتها في البنك شركات ناشئة وصناديق أسهم خاصة، ما أثار الخشية من حصول صدمة في قطاع التكنولوجيا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذا هو البنك الأمريكي السادس عشر في حجم الأصول، وفي نهاية 2022 كانت لديه أصول بقيمة 209 مليارات دولار وودائع 175.4 مليار.

وبعد أن أغلقت المصرف، مقره في كاليفورنيا، فرضت الوكالة الأمريكية لضمان الودائع رقابتها على المؤسسة المتوقع إعادة فتحها الإثنين باسم جديد.

رفع أسعار الفائدة

أزمة سيليكون فالي بدأت الأربعاء بإعلانه عن بيع أوراق مالية بالخسارة إضافة إلى بيع حوالي 2.25 مليار دولار من الأسهم الجديدة لدعم ميزانيته، ما أثار الذعر بين شركات رأس المال الاستثماري الرئيسة التي بدأت بسحب أموالها من البنك.

ومع تعثر البنك، انهارت أسهمه في البورصة وشهدت أكبر انخفاض لها في يوم واحد على الإطلاق الخميس حيث تراجعت أكثر من 60%، ما دفع بورصة نيويورك الجمعة إلى وقف التعامل على السهم، بالإضافة لاحقا إلى أسهم بنوك أخرى بينها فيرست ريبوبليك وباك ويست بانكورب وسيجنيتشر.

وأحد الأسباب الرئيسية لانهيار سيليكون فالي، وفق خبراء، هو رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) لأسعار الفائدة بهدف كبح التضخم، حيث كان البنك قد اشترى سندات خزانة بودائع عملاء بقيمة حوالي 91 مليار دولار، ومع تراجع قيمة السندات جراء رفع أسعار الفائدة خسر البنك نحو 15 مليار دولار.

إفلاس سيجنتشر

وفي ظل مخاوف من احتمال أن تواجه البنوك الأخرى مشاكل مماثلة، تصاعدت عمليات بيع لأسهم البنوك على نطاق واسع على مستوى العالم الخميس والجمعة، وخسرت أكبر 4 بنوك أمريكية 52 مليار دولار في البورصات.

ومن أبرز البنوك المتضررة: فيرست ريبابلك الذي انخفضت أسهمه بنسبة 30% في جلستي الخميس والجمعة، وفقدت أسهم سيجنتشر ثلث قيمتها منذ مساء الأربعاء.

وبعد يومين من مفاجأة سيليكون فالي، أعلنت السلطات الأمريكية الأحد إفلاس سيجنتشر، ومركزه في نيويورك، كاشفة عن أن الودائع لديه بلغت نحو 88.59 مليار دولار حتى 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما زارد المخاوف من حدوث ما يُعرف بتأثير سقوط قطع الدومينو وتكرار أزمة 2008.

وفي 2008 كانت جميع البنوك الكبرى بالولايات المتحدة والعديد من البنوك الكبيرة في أوروبا قد اشترت كميات هائلة من الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري باستخدام ودائع المودعين، ومع انهيار بنك "الإخوة ليمان" (Lehman Brothers)  في خريف ذلك العام، تهافت المودعون لسحب ودائعهم فعجزت البنوك وأفلست لتبدأ أزمة مالية عالمية.

تراجع الدولار

والإثنين، تراجع الدولار مع تدخل السلطات الأمريكية لكبح تداعيات انهيار البنكين، حيث انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية أمام 6 عملات، 0.153% إلى 104.080، وفق رويترز.

وارتفع الين الياباني 0.34% إلى 134.52 أمام الدولار، وهو أعلى مستوى في شهر مع تحرك المستثمرين صوب العملات الآسيوية التي تمثل ملاذا آمنا.

كما ارتفع اليورو 0.44% إلى 1.069 دولار، وبلغ أحدث سعر للجنية الإسترليني 1.2085 دولار بارتفاع 0.47% خلال اليوم.

وصعد الدولار الأسترالي 0.79% إلى 0.663 دولار، وكذلك الدولار النيوزيلندي 0.36% إلى 0.616 دولار.

تعهد بايدن

ومشددةً على أن "دافعي الضرائب لن يتحملوا أي خسائر"، تعهدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعويض المودعين في البنكين.

وقال بايدن، في تغريدة الإثنين: "أنا ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى، ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى؛ حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى".

وتابع: "يمكن للشعب الأمريكي والشركات الأمريكية أن يثقوا في أن ودائعهم المصرفية ستكون موجودة عندما يحتاجون إليها".

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، الأحد، إن الحكومة تريد تجنب تأثير إفلاس بنك سيليكون فالي على بقية النظام المصرفي، مضيفة: "نريد أن نتأكد من أن مشكلات أحد البنوك لا تسبب عدوى لبنوك أخرى قوية".

تداعيات أوروبية

على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، سارع مودعون إلى سحب نحو 30 مليار جنيه إسترليني (36.1 مليار دولار) من حساباتهم في بنوك بريطانية، وسط مخاوف من تنامي عمليات السحب، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.

وخسرت أسهم إتش إس بي سي 4.6% من قيمتها وستاندرد تشارترد 4.5% وباركليز 4% ولويدز 3.3% ونات ويست 2.5%

كما تعثرت بنوك أوروبية أخرى، ففي فرنسا خسر سوسييتيه جنرال 4.49% وبي إن بي باريبا 3.82% وكريدي أجريكول 2.48%، وكذلك خسر دويتشه الألماني 7.35% وويو بي إس السويسري 4.53%.

وأعلن فرع سيليكون فالي في بريطانيا حالة الإفلاس بداية من مساء الأحد المقبل. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير الأحد، أن الحكومة البريطانية تسعى إلى إبرام صفقة للاستحواذ على الفرع البريطانية للبنك للحيلولة دون اتساع نطاق الضرر في قطاع التكنولوجيا.

ووفق الصحيفة البريطانية يوجد عرض من مستثمر من الشرق الأوسط للاستحواذ على الفرع البريطاني، وهو أحد أبرز العروض المقدمة.

ونقلا عن مصادر مطلعة قالت إن ودائع هذا الفرع كانت تبلغ حوالي 7 مليارات إسترليني (8.42 مليار دولار) عندما اعتبرها بنك إنجلترا (المركزي) متعسرة.

تأثر كويتي ونفي مصري

ومع التزام معظم الدول العربية الصمت حتى الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش الإثنين، لم تتضح بعد التداعيات المحتملة لإفلاس البنكين الأمريكيين، ولاسيما سيليكون فالي، على الأنظمة المصرفية العربية.

وقال محافظ البنك المركزي الكويتي باسل الهارون، الأحد، إن تأثير انهيار سيليكون فالي على البنوك المحلية "ضئيل جدا"، وفق وكالة الأنباء الكويتية.

وتابع أن "انكشاف البنوك الكويتية على بنك سيليكون فالي ضئيل جدا"، مشددا على أن بنوك الدولة الخليجية "تمتلك مصدات مالية كبيرة".

فيما نفى البنك المركزي المصري، عبر بيان مساء الأحد، وجود تداعيات سلبية على القطاع المصرفي المصري، نظرا لعدم امتلاك البنوك المصرية أي ودائع أو توظيفات أو معاملات مالية لدى سيليكون فالي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة إفلاس سيليكون فالي سجنتشر أزمة مالية

أسعار النفط تنخفض إثر مخاوف من أزمة مالية جديدة

ما بعد بنك وادي السيليكون.. هل تعيد صناعة التكنولوجيا هيكلة نفسها؟

بعد قرار سعودي.. بنك "كريدي سويس" يخسر 25% من قيمته

إفلاس الشركات الأعلى منذ 12 عاما.. وشبح الركود يخيم على أمريكا