رصد علماء من جامعة يلدز التقنية وجامعة كوجلي التركيتين، ارتفاع مستوى غاز الرادون المشع في الهواء الجوي بمقدار أربع مرات عن المعدل الطبيعي، وذلك في منطقة كهرمان مرعش التركية التي تعرضت للزلزال يوم 6 فبراير/شباط الماضي.

ويمكن أن يؤدي هذا الغاز إلى تلف جزيئات الحمض النووي وخلايا الجسم، بالإضافة إلى ذلك يسبب الإصابة بالسرطان.

وأشار العلماء في تقرير لهم، نشرته وسائل إعلام محلية، إلى أن نتائجهم جاءت بعد دراسة ميدانية للتربة في قرية اكبينار الواقعة بين منطقتي البيستان وإكينزيا في كهرمان مرعش، خلال أيام 9-12 فبراير/شباط الماضي.

ووفقاً للبروفيسور عثمان غوناي، فإن غاز "الرادون" المشع موجود في التربة وينبعث نتيجة انشطار المواد المشعة الموجودة في بنية التربة، ويحتوي على "اليورانيوم" و"الثوربوم" و"البوتاسيوم" التي عند تحللها ينبعث منها غاز "الرادون" الذي عادة ما يرتفع إلى سطح الأرض، ولكن يؤدي حدوث الزلازل إلى كشف بنية التربة والصخور، ما يؤدي إلى ارتفاع مستواه كثيراً.

وغاز "الرادون" مشعّ طبيعي عديم الرائحة واللون والطعم، وينتج عن الاضمحلال الإشعاعي الطبيعي لليورانيوم المتواجد في الصخور وأنواع التربة كافّة، ويمكن العثور عليه في الماء أيضاً.

ويتسرب الرادون من التربة إلى الهواء، حيث يضمحل وينتج مزيداً من الجزيئات المشعة، وأثناء التنفس تترسب هذه الجزيئات إلى الخلايا المبطنة، حيث يمكن أن تتلف الحمض النووي ويُحتمل أن تسبب سرطان الرئة.

ويخطط العلماء لإجراء دراسة ثانية للتربة، بعد مضي سنة على الزلزال، لرصد تصاعد هذا الغاز وتأثيره.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 48 ألفا و448 قتيلاً.

بينما كشفت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، عن تعرض منطقة حصة بولاية هاتاي الإثنين لهزة أرضية بقوة 4.7 درجة، عند الساعة 05:23 بالتوقيت المحلي، وعلى عمق 11.52 كيلومترا تحت سطح الأرض.

كما تعرضت منطقة بوتورغة بولاية ملاطية، لهزتين أرضيتين بقوة 4.5 درجة في الساعة 4:34 بالتوقيت المحلي وعلى عمق 8 كيلومترات.

أما الهزة الثانية فكانت بقوة 4.5 درجة في الساعة 5:13 بالتوقيت المحلي، وعلى عمق 10 كيلومترات.

يذكر أن جنوبي تركيا وشمالي سوريا شهدا في 6 فبراير/شباط الماضي، زلزالين بقوة 7.7 و7.6 درجة، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.

وأودت الكارثة التي كان مركزها ولاية كهرمان مرعش، بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّفت دمارا ماديا ضخما في 11 ولاية تركية.