إبراهيم بودربالة.. منحاز لقيس سعيد رئيسا لبرلمان تونس

الثلاثاء 14 مارس 2023 01:52 م

انتخب مجلس نواب الشعب (البرلمان) في تونس، مساء الاثنين، عميد المحامين السابق إبراهيم بودربالة (71 عاما) رئيسا له، وهو داعم لمسار الإجراءات الاستثنائية الذي بدأ رئيس البلاد قيس سعيد فرضه في 25 يوليو/ تموز 2021، مما تسبب في أزمة سياسية مستمرة.

في البداية حصل بودربالة على 48 من أصل 154 صوتا، وفي جولة إعادة حصد 87 مقابل 67 لمنافسه عبد السلام الدحماني النائب عن دائرة مارث من ولاية قابس (جنوب شرق).

ولد بودربالة في حي باب الفلة المحاذي لمدينة تونس العتيقة لأسرة من مدينة الحامة بولاية قابس، وبعد 3 سنوات من ميلاده انتقلت العائلة إلى مدينة رادس الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس.

وفي 1976 نال شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة من كلية الحقوق بالعاصمة التي كانت آنذاك معقلا للتيارات اليسارية.

عمادة المحامين

في 1979 انتُخب بودربالة عضوا في هيئة إدارة جمعية المحامين الشبّان وبعد 4 سنوات أصبح رئيسها، ثم جرى انتخابه في 1987 عضوا بالهيئة الوطنية للمحامين (نقابة المحامين).

وانتُخب بودربالة في 1992 رئيسا للفرع الجهوي للمحامين بتونس العاصمة (أهم فرع للمحاماة في البلاد من حيث عدد المحامين)، وأُعيد انتخابه في 1995 لعهدة ثانية امتدت 3 سنوات.

وترشح بودربالة 5 مرات لمنصب عميد المحامين لينالها في يوليو/ تموز 2019، بعد أن دعمه اليساريون والإسلاميون في القطاع بالحصول على 1287 من أصل 2500 صوت، خلال الدور الثاني للانتخابات مقابل مرشح القوميين بوبكر بالثابت.

قضايا شهيرة

دافع بودربالة في قضايا سياسية، منها محاكمة قيادة الاتحاد العام للشغل (أكبر نقابة عمالية) إثر أحداث 1978 التي شهدت صداما بين النقابيين ونظام الرئيس حينها الحبيب بورقيبة (1957-1987)، بحسب موقع مجلة "ليدرز" التونسية.

كما ترافع في قضايا حركة "الاتجاه الإسلامي" (حركة النهضة حاليا) عند ملاحقتها من جانب نظام بورقيبة عامي 1981 و1987، وعن رئيس حزب العمال (الشيوعي) حمة الحمامي في محاكمة تسعينيات القرن الماضي من نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي (1987-2011).

ولم يكن بودربالة، وفق وكالة الأناضول، صداميا ولا معارضا شرسا لنظام بن علي، بل كان ينشط ضمن هياكل حزب "الاتحاد الديمقراطي الوحدوي" (قومي) الموالي لبن علي.

الإجراءات الاستثنائية

منذ إعلان الرئيس سعيد عن إجراءاته الاستثنائية في 25 يوليو/ تموز2021، بدا واضحا انحياز بودربالة لهذا المسار على الرغم من الخلافات التي كانت تشق قطاع المحاماة "المسيّس جدا".

وتلك الإجراءات من أبرزها إقالة الحكومة وتعيين أخرى وحل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية وإقرار دستور جديد عبر استفتاء وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وفي مايو/ أيار الماضي عينه سعيد رئيسا للجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في إطار "الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة"، التي أعدت الدستور الجديد.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن بودربالة مع أحزاب وشخصيات أخرى تكوين مبادرة "لينتصر الشعب" استعدادا للانتخابات التشريعية .

وتعتبر قوى في تونس الإجراءات الاستثنائية "تكريسا لحكم فردي مطلق"، بينما تراها قوى أخرى "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت ببن علي.

أما سعيد، الذي بدأ في 2019 فترة رئاسية تستمر 5 سنوات، فقال إن إجراءاته "ضرورية وقانونية" لإنقاذ الدولة من "انهيار شامل".

وترشح بودربالة للانتخابات التشريعية المبكرة عن دائرة رادس- مقرين بولاية بن عروس (جنوب العاصمة)، وفاز من الدور الأول في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وبعد نحو 20 شهرا على إغلاقه ضمن الإجراءات الاستثنائية، فتح البرلمان التونسي أبوابه مجددا الإثنين لاستقبال نوابه المنتخبين حديثا وليس بينهم أي تمثيل للمعارضة، إذ قاطع الرافضون للإجراءات الاستثنائية تلك الانتخابات، معتبرين إياها غير شرعية.

المصدر | الخليج الجديد - الأناضول

  كلمات مفتاحية

تونس برلمان إيراهيم بودربالة قيس سعيد الإجراءات الاستثنائية أزمة سياسية