وثائقي يكشف الدور الروسي في ليبيا.. ما علاقة سيف الإسلام القذافي؟

السبت 18 مارس 2023 08:07 ص

كشف وثائقي عن الدور الغامض الذي أداه الروسي مكسيم شوجالي في ليبيا، قبل اعتقاله عام 2019، وعلاقته "المريبة" بيفجيني بريجوجين مؤسس ميليشيا فاجنر شبه العسكرية، وبـ"سيف الإسلام" نجل الزعيم الراحل "معمر القذافي".

ونشر برنامج "ما خفي أعظم" على فضائية "الجزيرة"، تفاصيل اعتقال شوجالي وأحد مساعديه في طرابلس يوم 17 مايو/أيار 2019، وما كشفه هذا الاعتقال من دور روسي خفي في ليبيا استمر لسنوات. وبث البرنامج لقطات حصرية لعملية مداهمة واعتقال شوجالي التي تمت يوم 17 مايو/أيار 2019.

ونقل الوثائقي عن رئيس المجلس الأعلى في ليبيا خالد المشري، قوله إن الاعتقال جاء بناء على معلومات استخباراتية من دولة أجنبية لوزارة الداخلية ومكتب النائب العام، رجح أن تكون الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه في تلك الفترة لم تكن روسيا قد تدخلت بعد لصالح اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ومن جهته، أكد فتحي باشاغا الذي كان حينها وزيرا للداخلية (2018-2021)، أن الاعتقال قام به مكتب النائب العام الذي كان لديه كامل المعلومات عن تحركات شوجالي، وهو من أمر بالقبض عليه وعلى مساعده، مؤكدا أنه لم يكن لديه معلومات كافية عن عملية الاعتقال.

وتحدث عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي نزار كعوان، عن تعاون استخباراتي ليبي أمريكي أفضى إلى اعتقال شوجالي.

وفي لقاء خاص، قال شوجالي، وهو رئيس صندوق حماية القيم الوطنية في روسيا، إنه ليس رجلا عسكريا، وإنه خدم في جيش الاتحاد السوفييتي (1984 و1986)، ولا علاقة له بالقوات الخاصة أو القوات المسلحة، مؤكدا أنه دخل ليبيا بتأشيرة رسمية، ولم يوجه له أي اتهام بشكل واضح.

ورفض شوجالي الخوض في ظروف احتجازه، مكتفيا بالقول إن هذا الأمر تم توجيهه ودعمه من الخارج، داعيا إلى تجاوز هذا الموقف.

وتظهر نسخة حصرية مسربة من مذكرة النيابة العامة الليبية في قضية شوجالي وفريقه، أن "الأخير نشط مع آخرين في العمل على الأراضي الليبية ضمن فريق روسي وقام بمهام متعددة".

وضم الفريق بعض الأشخاص من بينهم سامر سعيفان الذي يحمل الجنسيات الروسية والأردنية والبيروفية، وهو في الأصل طبيب جراح وكان المترجم الخاص لشوجالي، ودخلوا جميعا ليبيا تحت غطاءات مختلفة.

وأشار التحقيق الاستقصائي إلى أن اسم يفجيني بريجوجين يُذكر بشكل متكرر في محضر النيابة العامة الليبية، وأشير إليه بعدة أسماء. ويوصف بأنه أحد أكبر صناع القرار في المطبخ الروسي، وارتبط اسمه بتأسيس مجموعة فاجنر.

وحول علاقته ببريجوجين، أقر شوجالي بمعرفته شخصية مؤسس فاجنر، دون التطرق للمزيد من التفاصيل.

ويكشف المشري للاستقصائي، أن بريجوجين، أو كما يوصف بطباخ الرئيس (الروسي فيلاديمير) بوتين، تواصل معه شخصيا بهدف إنهاء قضية شوجالي من دون ضجة، وهي المكالمة التي سربها الروس أنفسهم.

وعرج التحقيق الاستقصائي، الذي حمل عنوان "أسرار شوجالي"، على التدخل الروسي في ليبيا من خلال قوات فاجنر، لكن شوجالي نفى الاتهامات التي توجه إلى فاجنر، وقال إنها "نوع من الخرافة".

وتمكن البرنامج من الحصول على ملفات سرية تضم مئات الوثائق والتقارير وعشرات المقاطع المصورة التي كانت في أجهزة شوجالي الخاصة وتمت مصادرتها يوم اعتقاله، تكشف ما خفي من دور الفريق الروسي والمرتبطين به في المشهد الليبي وخارجه.

وتظهر تقارير سرية أن شوجالي كان يرصد الوضع الميداني والعسكري في ليبيا وينقل المعلومات إلى موسكو يوميا، لكن أبرز ما فيها سلسلة لقاءات الفريق الروسي بسيف الإسلام القذافي، بهدف دعمه لخوض الانتخابات الرئاسية.

وتظهر الوثائق أن 3 لقاءات جرت بين الفريق الروسي وسيف الإسلام.

وحول اللقاءات مع سيف الإسلام، يقول شوجالي إن نجل القذافي كان حينها غير معتقل، نافيا وجود سعي لفريقه للتأثير في الانتخابات الليبية.

ويذكر أنه بعد عام و8 أشهر تم الإفراج عن شوغجلي ومساعده فيما وصفت بـ"صفقة سياسية". وقال المشري إن الإفراج جاء بعد وساطات كثيرة (لم يذكرها).

وعرض البرنامج الاستقصائي لقطات بثت للمرة الأولى تتعلق بتسليم شوجالي ومساعده إلى سلطات بلديهما من قبل السلطات الليبية بطرابلس في 20 ديسمبر/كانون الأول 2020، حيث تمت عملية التسليم في مطار العتيقة.

ويعد موقف فاجنر المحفور في ليبيا يتوافق مع تصميم روسيا الأوسع نطاقا، وهو الضغط على الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو للتوصل إلى نتائج سياسية مختلفة من خلال التحكم في مصادر الطاقة القريبة وزرع عدم الاستقرار على حدودها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا فاغنر سيف الإسلام القذافي مكسيم شوغالي