فرص جديدة.. لهذا تجاوزت الإمارات وإيطاليا خلافات 2021

السبت 18 مارس 2023 03:17 م

اعتبر الباحث جورجيو كافيرو أن زيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني  لأبوظبي، في 4 مارس/ آذار الجاري، رسمت مسارا جديدا للعلاقات بين البلدين بعد خلافاتهما، حيث توفر التطورات الجيوسياسية والمصالح المشتركة فرصا جديدة للشراكة.

كافيرو لفت، في تحليل نشره منتدى الخليج الدولي وترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن علاقات البلدين تراجعت عام 2021، حين علقت روما مبيعات صواريخ إلى أبو ظبي للمطالبة بمعالجة مخاوف حقوق الإنسان وإحلال السلام في اليمن، فردت الإمارات  بإجبار القوات الإيطالية على مغادرة قاعدة المنهاد الجوية بإمارة دبي.

وبعد لقائها مع رئيس الإمارات (الغنية بالنفط) الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أشادت ميلوني بعلاقة بلادها بالدولة الخليجية، وقالت إن العلاقات المشتركة "ستعود إلى شراكة استراتيجية".

وهذه الزيارة إلى الإمارات كانت أول زيارة لميلوني إلى دولة عضو بمجلس التعاون الخليجي، وثالث زيارة إلى دولة عربية بعد الجزائر وليبيا.

وقال الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية الإماراتي للمنتدى إن العلاقات الثنائية "الآن على أرض صلبة" و"من المتوقع أن تزداد قوة في السنوات القادمة".

تطورات دولية

وأرجع كافيرو تجاوز إيطاليا والإمارات خلافهما في 2021 إلى أحداث دولية كبرى خلال العامين الماضيين، وأهمها أن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 شكل تحديات كبيرة في مجال الطاقة لإيطاليا ودول أوروبية أخرى عديدة.

وبعد زيارتها مباشرة، كتبت ميلوني افتتاحية في صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية (تابعة للدولة)، تناولت فيها حاجة روما إلى شراكة أقوى مع الإمارات، وأعربت أسفها "لاعتماد إيطاليا المفرط على الطاقة، ولا سيما على روسيا".

وشددت على تصميم روما على أن تصبح أقل عرضة لصدمات إمدادات الطاقة الدولية عبر إطلاق حملة من "دبلوماسية الطاقة المكثفة" لتنويع مصادر الطاقة الإيطالية.

وقالت إن "التطورات الأخيرة في الإطار الدولي خلقت فرصة مناسبة لشراكة استراتيجية متجددة بين البلدين من وجهة نظر سياسية وكذلك على ملفات أخرى، مثل الطاقة والأمن الغذائي".

الطاقة وتغير المناخ

وخلال زيارة ميلوني لأبوظبي، وقّع الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني كلاوديو ديسكالزي مذكرة تفاهم بشأن مبادرات انتقال الطاقة مع كل من مبعوث الإمارات للمناخ ورئيس مؤتمر "كوب 28" (COP28) سلطان أحمد الجابر، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

وهذه المذكرة تهدف إلى تعزيز التعاون بين إيني وأدنوك في تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وغاز الميثان، بالإضافة إلى الحرق الروتيني للغاز، إلى جانب استشكاف الفرص في مجال الطاقة المتجددة واحتجاز وتخزين الهيدروجين الأزرق والأخضر وثاني أكسيد الكربون.

وبين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول 2023، تستضيف مدينة إكسبو دبي الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

استثمار وفضاء ودفاع

لكن التحسن الأخير في العلاقات الإماراتية الإيطالية، بحسب كافيرو، أكثر من مجرد شراكة في الطاقة.

وقال عبد الله إن "إيطاليا من بين دول الاتحاد الأوروبي القليلة التي تدرك تماما الحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع دول الخليج العربي".

وتابع: "الطاقة عامل مهم، لكن زيارة رئيسة الوزراء ميلوني للإمارات هي أكثر من النفط. التجارة والاستثمار والفضاء والدفاع هي قضايا مناقشة مهمة".

ومن بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ترتبط إيطاليا بأكبر علاقات تجارية مع الإمارات، وتعمل ما لا يقل عن 600 شركة إيطالية في الدولة الخليجية في قطاعات الطاقة والدفاع والمنسوجات والأزياء.

وقال فرانشيسكو بترونيلا، وهو صحفي ومحلل جيوسياسي، إن "الإمارات تحتاج إلى تقديم نفسها كدولة جذابة لهذا النوع من الأعمال والاستثمار  لتنويع اقتصادها وجعله أكثر ديناميكية".

فيما قال فرانشيسكو ساليسيو شيافي، مساعد في معهد الدراسات السياسية الدولية ومقره ميلان، إن الشراكة الثنائية "قد تتطور إلى مجالات جديدة للتعاون الصناعي، لا سيما في المجالات الحيوية لأبو ظبي مثل الفضاء والتقنيات المبتكرة”.

استقرار ليبيا

كما أن مصالح كل من إيطاليا والإمارات في القارة الأفريقية تؤثر في العلاقات بين البلدين، وفقا لكافيرو.

وقالت ميلاني في أبوظبي إن الإمارات تحتفظ بالقدرات اللازمة للعب "دور حاسم ومهم للغاية" في تحقيق الاستقرار في ليبيا.

وليبيا هي دولة غنية بالنفط وكانت مستعمرة إيطالية سابقا وينطلق منها مهاجرون غير شرعيين عبر البحر المتوسط إلى دول أوروبية، لاسيما إيطاليا، بحثا عن حياة أفضل.

وفيما يتعلق بتدفقات الهجرة المنبثقة من الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط لا تستطيع روما تجاهل الأوضاع في ليبيا وتون.، بحسب كافيرو.

وتابع أنه إدراكا للتأثير الفريد الذي تحتفظ به القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، فإن الإمارات اديها أيضا حافز لتعزيز تعاونها مع روما.

واعتبر بترونيلا أن شبكات علاقات أبو ظبي في شرقي ليبيا وحوار إيطاليا المستمر مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس (غرب) قد يكمل كل منهما الآخر لتحقيق قدر أكبر من الاستقرار.

ومنذ مارس/ آذار 2022 تتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان إحداهما برئاسة فتحي باشاغا وكلفها مجلس النواب بطبرق (شرق) والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة عبد الحميد الدبيبة (في الغرب) الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.

وتبذل الأمم المتحدة جهودا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا تقود إلى نقل السلطة وإنهاء سنوات من النزاعات المسلحة والصراعات السياسية.

المصدر | جورجيو كافيرو/ منتدى الخليج الدولي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات إيطاليا جورجيا ميلوني فرص شراكة خلافات طاقة

لماذا تسعى إيطاليا لتعزيز تعاونها مع الإمارات؟