ذعر الإفلاس.. كيف هزمت الأزمات المالية كبرى أندية كرة القدم (خاص)

الاثنين 20 مارس 2023 12:49 م

يوسف عامر- الخليج الجديد

تخيم حالة من الذعر منذ انهيار بنكي سيليكون فالي (إس في بي) وسيجنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام، حيث تتصاعد مخاوف من احتمال تكرار الأزمة المالية الطاحنة التي عانى منها العالم بأسره عام 2008.

والحديث عن الأزمات المالية والإفلاسات يستدعي من ذاكرة مشجعي الساحرة المستديرة أسماء أندية كرة القدم عديدة أشهرت إفلاسها وأخرى يهددها خطر الإفلاس، وبينما نجحت أندية في العودة بل الفوز ببطولات محلية وقارية، طوت الأزمات أندية أخرى نهائيا خارج دائرة الأضواء.

نادي ملقة أحد أعرق الأندية الإسبانية يشارف على الإفلاس جراء ديون بمبالغ لا يقدر على سدادها، حتى اضطر إلى بيع عقود أبرز لاعبيه لتجنب إعلان إفلاسه مؤقتا.

ومقابل 9 ملايين يورو، تخطط شركة "قطر للاستثمارات الرياضية" للاستحواذ على 51% من أسهم نادي ملقة، الذي يحتل المركز 20 في دوري الدرجة الثانية، وبات مهددا بالهبوط إلى الثالثة، قبل 11 جولة من نهاية الموسم، وفقا لإذاعة "مونت كارلو" الفرنسية.

وهذه الشركة، المملوكة لجهاز قطر للاستثمار، استحوذت عام 2011 على نادي باريس سان جرمان الفرنسي.

وقال اللاعب الإسباني السابق ديفيد فيرنانديز لـ"الخليج الجديد" إن "عمليات الاستحواذ تشكل في كثير من الأحيان طوق نجاة للأندية من أجل إنقاذها من الغرق في الديون وإعلان الإفلاس".

وأوضح فيرنانديز أن "وضع نادي ملقة يحتاج لضخ دماء جديدة على المستوى الإداري، ومن ثم إعادة لاعبيه والعودة السريعة إلى سابق عهده"، مؤكدا أن "الاستثمار الرياضي بات طوق نجاة لأندية كبرى للاستمرار في طريق الألقاب".

ويجان أتلتيك

حالة أخرى تعرضت بالفعل للإفلاس في 2020، وهو نادي ويجان أتلتيك الذي كان أحد أهم أندية الدوري الإنجليزي، لكنه بدأ في التراجع تدريجيا ثم هبط إلى الدرجة الثانية.

وقال رئيس النادي السابق ديفيد شارب لـ"الخليج الجديد" إن "أندية الكرة ليست مجرد مباريات وبطولات فقط، ولكنها عالم من المال يخسر ويكسب مع كل هدف أو لقب وتعاقد جديد".

وتابع أن "ويجان عانى بشدة قبل إفلاسه وقضت أزمة كورونا على أي محاولة لإنقاذه، ومع تسجيل خسارة سنوية قدرها 9.2 ملايين جنيه إسترليني وقع النادي تحت الحراسة القضائية وأعلن إفلاسه".

وشدد شارب على أن "الاستثمارات داخل الأندية ركن أساسي لنجاحها وصمودها أمام التقلبات، وهو ما يغفله عدد من الأندية وتكتفي بمشاركاتها في البطولات والسعي وراء محاولات البقاء فقط، فيكون الفشل هو المصير".

ليدز يونايتد وبورتسموث

ويجان ليس النادي الإنجليزي الوحيد الذي تعرض للإفلاس، فهناك ليدز يونايتد الذي تآكل داخليا بسبب مشاكل مالية، ما تسبب في هبوطه إلى الدرجة الثالثة بعد أن كان أحد أفضل أندية الدوري الممتاز.

وبعد سنوات من ترتيب الأوراق وصلت لـ16 عاما، عاد ليدز يونايتد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في 2021.

وكذاك عاني نادي بورتسموث، الفائز بكأس الاتحاد الإنجليزي، من أزمة مروعة بسبب رواتب اللاعبين المرتفعة، ليهبط إلى الدرجة الأدنى في الدوري، حيث إنه لم يربح ما يكفي من المال لتمويل إنفاقه الضخم.

وفي 2013، تمكن مشجعو النادي من إنقاذه باستحواذ ناجح من شركة مشجعين "بومبي".

رينجرز، أحد أقطاب الكرة الأسكتلندية، تعرض هو الآخر للإفلاس قبل سنوات، حيث فشل في دفع عدد من الالتزامات المالية وهبط من الدوري الممتاز.

وقام رجل الأعمال تشارلز جرين بشراء النادي مقابل 7 ملايين يورو وحوله إلى شركة جديدة باسم "ذي رينجرز فوتبول كلوب"، بعد أن وصلت الديون المتراكمة على النادي لصالح مصلحة الضرائب البريطانية إلى 25 مليونا و800 ألف يورو، ليعود النادي إلى المنافسة.

بارما وفيورنتينا

وخارج المملكة المتحدة، أعلن نادي بارما الإيطالي إفلاسه بعد الوصول إلى ذروة المشكلات المالية عام 2003، ليتم وضعه تحت الرقابة المالية حتى 2007.

وفي 2015، أعلن إفلاسه وهبط إلى دوري الدرجة الثانية، ثم أُعيد تشكيله تحت اسم بارما كالتشيو، ومنذ ذلك الحين كلما يصعد إلى دوري الأضواء يعود إلى الدرجة الأدنى.

وبظروف مشابهة، أعلن فيورنتينا الإيطالي إفلاسه في 2002، ليتم إرساله إلى دوري الدرجة الثانية ثم يعود ويصبح حاليا أحد أندية الوسط.

أم كلثوم تنقذ الاتحاد

أما عربيا، فالحالة الأبرز هي تعرض نادي الاتحاد السكندري المصري للإفلاس عام 1960، وتدخل وزارة الشؤون الاجتماعية وقتها بدعم النادي بـ5 آلاف جنيه لإيقاف قرار المحكمة بالحجز على ممتلكاته.

ومع تفاقم الديون، أقامت المطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم حفلا غنائيا في الإسكندرية خُصصت عائداته لصالح الاتحاد، لتنتهي أزمات النادي الشهير بـ"سيد البلد" (الإسكندرية) ويعود إلى مضمار المنافسة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كرة القدم أندية أزمات مالية إفلاس استحواذ سيليكون فالي