صفقة طائرات بوينج.. تنويع الاقتصاد سلاح السعودية لاستقلال السياسة الخارجية

الأربعاء 22 مارس 2023 08:14 م

سلطت مجلة "أتالايار" الضوء على توجه المملكة العربية السعودية نحو استراتيجية لتطوير اقتصاد متنوع ومنفتح على العالم الخارجي، لتصبح المملكة "أكثر استقلالية عن القوى الدولية الكبرى"، واعتبرت صفقة شراء الرياض لطائرات من طراز بوينج الأمريكية نموذجا لذلك.

وذكرت المجلة الإسبانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن هذه الجهود تهدف إلى تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي وزيادة الاستثمار الأجنبي وتعزيز التنمية الاقتصادية وتعزيز رفاهية السكان.

ونوه التقرير إلى أن صفقة طائرات بوينج "علامة على الطموح اللا محدود وقدرة المملكة على بناء مستقبل واعد"، مشيرا إلى أن الصفقة مجرد استثمار رأسمالي، لكن من المتوقع أن تعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد السعودي، حيث تساهم بمبلغ 20 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي وتخلق 200 ألف فرصة عمل جديدة.

وإضافة لذلك، من المتوقع أن تعوض الإيرادات الناتجة عن الصفقة التكلفة في أقل من 3 سنوات، ما يدل على أن "العملاق العربي مستعد للاستثمار في اقتصاده لتحسين مكانته الدولية والتزامه تجاه شعبه" بحسب المجلة الإسبانية.

وأورد التقرير أن شركات الطيران السعودية تأمل في أن تصبح أكبر مركز لوجستي بالشرق الأوسط من خلال نقل 330 مليون مسافر سنويًا، ما يضمن سيولة مستقرة في سلاسل التوريد بين المستوردين والموردين والمرسل إليهم.

وسيتيح الموقع الجغرافي الفريد للمملكة الاستفادة من وسائل النقل البحري والجوي للتجارة العالمية، ما يؤهل السعودية لتكون رائدة في النقل والتجارة الدولية، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن السعودية سبق أن وقعت، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين، تضمنت عقودًا تزيد قيمتها على 29 مليار دولار.

ومع ذلك، فإن الصفقة بين السعودية وبوينج اقتصادية عززت العلاقات التجارية بين واشنطن والرياض، وأظهرت أيضًا أن السعودية دولة تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة، وليس لمصالح حلفائها.

وألمح مسؤولون أمريكيون إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية لن تتغير بشكل كبير بعد الإعلان عن الاتفاقية، استنادا إلى حقيقة أن الحكومة السعودية شريك اقتصادي لا غنى عنه، وأن قراراتها السياسية لم تكن بالضرورة ضارة بالولايات المتحدة.

وإضافة لذلك، فإن حقيقة عدم ارتفاع أسعار النفط بعد الصفقة السعودية الإيرانية تظهر أن قراءة السعودية لتوازنات السوق كانت صحيحة وليست سياسية، ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في الحفاظ على علاقة مستقرة مع المملكة.

وتعد الزيادة في إيرادات شركة النفط الحكومية السعودية "أرامكو"، في السنوات الأخيرة، علامة واضحة على أن المملكة تتخذ خطوات لتنويع اقتصادها والاستفادة من مواردها الرئيسية.

وترتبط هذه الاستراتيجية ببرنامج رؤية المملكة 2030، الذي يركز على إنهاء الاعتماد الأحادي على النفط.

وتمثل هذه الاستثمارات فرصة للنمو للمملكة، حيث من المقرر أن تزيد إيراداتها بشكل كبير في السنوات القادمة.

وهنا تشير "أتالايار" إلى أن عديد المراقبين يلاحظون أن هناك اتجاهًا واضحًا في السياسة الدولية للسعي إلى موقف متوازن بين جميع القوى، ما يعد وسيلة لخلق بيئة دولية أكثر انسجاما واستقرارا بين الدول.

وفي هذا الإطار، وافقت روسيا على أن السعودية قوة اقتصادية ناشئة يمكن أن تكون بمثابة حليف موثوق به، وتحترم العلاقات مع الجميع، ولكن لا تخدم أحدًا.

وأشارت المجلة الإسبانية إلى أن هذه الرؤية الجديدة للسعودية تدعمها مشروعات التكرير والبتروكيماويات التي تنفذها في العديد من دول جنوب آسيا، ولكنها لا تشكل تهديدًا لفرص منافسي النفط الآخرين، ما يعكس الاستقرار التجاري واحترام الجانب الاستثماري المطلوب في المنطقة، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في موقفها تجاه المملكة.

المصدر | أتالايار - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية تنويع الاقتصاد بوينج أرامكو روسيا الصين

بعد عودة "بوينج".. "إيرباص" تتفاوض للفوز بصفقة مع "طيران الرياض"

مؤتمر ميلكن.. السعودية تبحث عن استثمارات أمريكية لمستقبل ما بعد النفط

بـ8 مليارات دولار.. مباحثات سعودية مع بوينج لشراء 150 طائرة جديدة