"اتفاق ضرورة".. استعادة العلاقات الإيرانية السعودية لن يُنهى القتال باليمن 

الجمعة 24 مارس 2023 05:37 م

اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت ومحلل الشؤون الشرق الأوسط، هلال خشان، أنه على عكس ما يتوقعه المراقبون، فإن اتفاق استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية لن يساعد فى حل الأزمة اليمنية. 

ورأي خشان في تحليل نشره موقع جيوبوليتيكال فيوتشرز أن المعطيات على أرض الواقع تؤكد عكس ما ذهب إليه المراقبون أن الاتفاق الذي تم بوساطة صينية، يمكنه إنهاء القتال المتواصل منذ سنوات في اليمن.

وأشار إلي أن نقطة الضعف الرئيسية في التقارب السعودي الإيراني تتمثل في أنه اتفاق ضرورة وليس قناعة، موضحا أن الاتفاق مدفوع بالقضايا المحلية وانشغال المجتمع الدولي بالحرب في أوكرانيا.

ولفت إلي أنه لا يمكن لإيران ولا السعودية تحمل خسارة الحرب لأن من يسيطر على اليمن يمكنه تأمين شبه الجزيرة العربية بأكملها.

وأوضح خشان أن اليمن يختلف عن البلدان الأخرى فى شبه الجزيرة العربية من ناحيتين الأولي أن اليمن جمهورية، بينما الأخرى ممالك أو إمارات.

الأمر الثاني أن اليمن يتمتع بسمات ديمقراطية نسبيا مقارنة بجيرانه، وهذا بالنسبة للسعودية يجعل اليمن يشكل تهديدا لها.

ولفت المحلل إلي أنه حتى في ظل الاتفاق السعودي الإيراني فإن مجلس القيادة الرئاسي اليمني المدعوم من السعودية يواجه تحديات خطيرة، مثل رأب الصدع بين الفصائل المتحاربة والبقاء موحداً وسط الأزمات المستمرة التي تواجه البلاد.

وأضاف أنه مما لا يثير الدهشة أن المجلس لم يحرز تقدمًا يُذكر نحو التسوية وتحسين جودة الخدمات للشعب اليمني، وبالنسبة لمعظم اليمنيين، تعتبر الممارسات غير الدستورية للأحزاب التي يتألف منها المجلس مثيرة للقلق.

في المقابل يسيطر الحوثيون منذ حلول 2022 على شمال اليمن باستثناء محافظة مأرب الغنية بالنفط.

واستغل الحوثيون المشاعر المعادية للسعودية داخل المجتمع اليمني، وركزوا على كيفية إلحاق الإجراءات الأمنية بالمملكة الضرر بالشعب اليمني، خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الحدودية، وطرد الرياض لآلاف العمال اليمنيين من السعودية.

وفي غضون استمرت المملكة فى وقف محادثات السلام لعدة أشهر بعد أن دخلت الهدنة حيز التنفيذ، وظل الوضع راكدا.

وبدا أن الرياض فضلت تجميد الصراع، حيث أصبحت القوى الكبرى في العالم منشغلة بحرب روسيا على أوكرانيا ، على أمل أن تتمكن من إعادة تنشيط الحرب في ظل ظروف دولية أفضل.

ومع ذلك، أدرك السعوديون في النهاية أن القدرات العسكرية للحوثيين قد تطورت وأنه بدون الدعم الأمريكي، كانت البنية التحتية السعودية، ولا سيما منشآتها النفطية، في خطر شديد.

ولفت خشان إلي أنه  من الخطأ الاعتقاد بأن إيران ستتخلى عن الحوثيين أو حلفائها الإقليميين الآخرين لتحسين علاقتها مع السعودية.

بالنسبة لطهران، فإن هذا من شأنه أن يقوض أحد المبادئ الأساسية للثورة الإيرانية - أي تصدير مبادئها في جميع أنحاء المنطقة - والجمهورية الإسلامية نفسها.

وأضاف أن إيران لن تقدم للسعوديين ما رفضت تقديمه للولايات المتحدة في محادثات فيينا المتوقفة فيما يتعلق بشأن الاتفاق النووي.

كما لم تتخذ السعودية بعد موقفا واضحا من مستقبل الصراع، غير مقتنعة بالمقترحات التي طرحها الوسطاء العمانيون في مفاوضاتها مع الحوثيين.

وحث العمانيون المسؤولين السعوديين على بناء الثقة من خلال معالجة الأمور الإنسانية، مثل الحصار الغذائي وتبادل الأسرى.

وفي كل الأحوال، قد يشجع الاتفاق مع إيران - الذي يزعم السعوديون أنه يحتوي على مواد سرية، بما في ذلك التزام طهران بتعليق شحنات الأسلحة إلى الحوثيين- كلا البلدين على قبول اتفاق لإنهاء الحرب.

وأضاف أنه كافة أطراف الاتفاق دخلته مع مراعاة مصالحها الخاصة.

فالصين، التي ساعدت في التوسط في الاتفاقية، تريد تعزيز علاقتها بالسعودية أحد أكبر موردي النفط، ولا تزال إيران تصارع آثار العقوبات الغربية الشديدة وسنوات من العزلة الدولية والإقليمية. 

كما أن إيران في حاجة إلى علاقات ودية مع السعودية ، بالنظر إلى أن وصولها إلى العالم العربي يمر عبر الرياض.  وبالمثل، يريد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن يرى بلاده تنتقل من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد حديث ، الأمر الذي يتطلب رؤية وبيئة خالية من النزاعات لجذب الاستثمار الأجنبي.

وخلص خشان لكن الاتفاق السعودي الإيراني لن ينهي القتال في اليمن، كما أنه من غير المرجح أن يستمر، وفشلها في نهاية المطاف قد يجر البلدين إلى الصراع مرة أخرى.


 

المصدر | هلال خشان/جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن الحرب فى اليمن الاتفاق السعودي الإيراني

الاتفاق السعودي الإيراني.. يخفض التوتر بالخليج ويشعلها بمناطق أخرى بالشرق الأوسط

الصفقة الإيرانية السعودية تدخل الشرق الأوسط حقبة غير أمريكية

مصادر استخباراتية: السعودية توسط روسيا لحل الصراع اليمني