رؤية أمريكية: السعودية أصبحت قوة دبلوماسية لا يستهان بها

السبت 25 مارس 2023 03:28 م

اعتبر مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن (CSIS) جون بي. الترمان أن السعودية باتفاقها مع إيران تخلت عن "سلبية عقود عديدة وأظهرت أنها قوة دبلوماسية لا يستهان بها".

وبوساطة صينية، وقّعت السعودية (ذات أغلبية سنية) وإيران (ذات أغلبية شيعية) في 10 مارس/ آذار الجاري اتفاقا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية خلال أسبوعين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات، منذ أن اقتحم محتجون سفارة المملكة بطهران، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين، بينهم سُنة، بتهم منها الإرهاب.

الترمان أشاد، في تحليل نشره المركز وترجمه الخليج الجديد، بتحركات السعودية خلال أسبوع قائلا إنها "أولا سربت أنها كانت تستكشف (إمكانية تطبيع) العلاقات مع إسرائيل، وأظهرت في الوقت نفسه انفتاحها وصلابتها. وفي اليوم التالي، أعلنت عن الصفقة (الاتفاق مع إيران) في بكين".

ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية فإن السعودية أبلغت الولايات المتحدة بإمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب مقابل التزام أمريكي رسمي بأمن المملكة (لاسيما في مواجهة إيران) ودعم برنامج نووي سعودي وتزويد الرياض بأسلحة معينة، لكن واشنطن رفضت تلك الطلبات.

والرياض لا ترتبط بعلاقات معلنة مع تل أبيب، وتشترط انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

و"سرعان ما تبع الصفقة في بكين إعلان عن قيام صندوق الاستثمارات العامة السعودي بإطلاق شركة طيران جديدة (طيران الرياض)، وبعد يومين جرى الإعلان عن شراء المملكة 78 طائرة بوينج"، بحسب الترمان.

ولم يكن بالإمكان إطلاق مثل هذا الناقل الجوي دون ضمان أن لا تكرر جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، هجماتها بصواريخ وطائرات بدون طيار على أهداف في المملكة، بينها منشآت نفطية.

واعتبر الترمان أنه: تم ترتيب الأحداث والإعلانات على مدار الأسبوع ليكون لها تأثير معين. كان الأهم هو إظهار أن السعودية لديها السيطرة على مستقبلها. لقد فعلت أكثر من مجرد منح الصين، زبونها النفطي الرئيسي، انتصارا دبلوماسبا.

وأردف أن "صفقة بوينج عززت ليس فقط المملكة كلاعب اقتصادي جاد، ولكن أيضا أكدت استعدادها للعمل بشكل مستقل ودون مجموعة متشابكة من المفاوضات الدبلوماسية والتنازلات".

رد فعل بايدن

وبشأن رد فعل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الاتفاق بين السعودية وإيران، بوساطة صينية، قال الترمان إن "مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أفاد بأن السعوديين أبقوا واشنطن على إطلاع مستمر بشأن مفاوضاتهم مع إيران، وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكين إن أي شيء يمكن أن يساعد في تقليل التوترات وتجنب الصراع وكبح جماح الأعمال الخطيرة أو المزعزعة للاستقرار من جانب إيران هو أمر جيد".

وأضاف: "لقد فعلت السعودية ذلك بالضبط، وستكبح مجموعة متنوعة من الإجراءات الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، وستحاول ضمان بقاء الصين منخرطة ودفع إيران إلى الوفاء بالتزاماتها".

وتتهم عواصم خليجية وإقليمية وغربية، بينها الرياض وتل أبيب وواشنطن، طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن والعراق ولبنان وسوريا، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ بحُسن الجوار.

ورجح الترمان أن "تنخرط إيران بشكل أكثر فاعلية في الدبلوماسية لإنهاء مشاركتها التي استمرت ثماني سنوات في (حرب) اليمن، وستحتاج إلى العمل مع الجيران، وخاصة الإمارات، لمواءمة السياسة في كل من قضايا الأمن والطاقة".

ومنذ أكثر من 8 سنوات يعاني اليمن من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وفي الوقت نفسه "ستحتاج السعودية إلى الانخراط بعمق وبطريقة مستدامة مع الولايات المتحدة، التي تظل ضماناتها الأمنية حيوية للدفاع عن المملكة، بحسب الترمان.

المصدر | جون بي. الترمان/ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الصين الولايات المتحدة اتفاق دبلوماسية

صحيفة عبرية: السعودية تقود عهدا جديدا من الدبلوماسية لاستعادة مقعد القيادة