كشفت منظمة حقوقية مصرية عن تفاصيل الاعتداءات والهجمة التي تعرض لها المعتقلون السياسيون في سجن "بدر 3" خلال ما سمته "الأربعاء الأسود" قبل عدة أيام.

وقالت منظمة "حقهم" الحقوقية؛ إنه في مساء الأربعاء 12 أبريل/نيسان 2023، حضرت قوات من مصلحة السجون إلى سجن بدر 3 ودخلت قطاع 2 وعملت على تجريد عدد كبير من زنازين المعتقلين.

ومن بين من تم تجريدهم الوزيران السابقان خالد الأزهري وحاتم عبداللطيف، والأستاذ بجامعة الأزهر عبدالرحمن البر، والدكتور أحمد عارف، والمهندس عمرو ذكي، والأستاذ جمال العشري وآخرون.

ووفق المنظمة، فقد تم إفراغ الزنازين تماما من كل شيء؛ الملابس والبطاطين والأدوية، كما تم نزع "خرطوم وحنفية" الحمام.

وأكدت المنظمة تعرض الدكتور عبدالرحمن البر للإغماء داخل محبسه الانفرادي؛ نتيجة "حالة الشد التي تعرض لها".

وأفاد البيان بإيداع عدد من المعتقلين زنازين التأديب، منهم عمرو زكي وأمين الصيرفي وجمال العشري وعبدالسلام المليجي ومحمد الطحان وأحمد عارف.

كما تم إغلاق "نضارات" الزنازين بالقوة، وحاول بعض المعتقلين منعهم، فتم الاعتداء عليهم بالضرب؛ ما تسبب في كسر يد أحدهم وإصابة البعض الآخر بجروح مختلفة.

وتحدثت المنظمة عن إقدام العديد من المعتقلين الذين يعدون بالمئات في "القطاع 2" على محاولة الانتحار؛ للتخلص من المعاناة في ظل التصعيد المستمر من إدارة السجن، وذلك عبر تناول كمية كبيرة من أدوية السكر والضغط، التي تصرف للمرضى أصحاب الأمراض المزمنة.

وفي الآونة الأخيرة، سلطت منظمات حقوقية الضوء على الأوضاع "المزرية" و"المعاناة" التي يواجهها المعتقلون في سجون بدر، وذلك بعد تسريب عدة رسائل تكشف عن الأوضاع هناك.

وفي رسالة عنوانها "أيها العالم ما زلنا نتنفس"، وجه السجناء نداء إلى منظمات حقوق الإنسان، قائلين إن 500 سجين معزولون عن العالم لا يعلمون أي شيء، ويمارس بحقهم الحرمان من كل مقومات الحياة.

وجاء في الرسالة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون، دخل على أحد المسجونين، وشتمه بألفاظ نابية، وقال له؛ إن مصر فيها 108 ملايين إنسان، وإن قتل 500 منهم لا يشكل أي مشكلة لرئيس النظام عبدالفتاح السيسي.

و"سجن بدر 3"، تم تشييده في ديسمبر/كانون الأول 2021، وقد روجت له الحكومة المصرية كنموذج لأجندتها لإصلاح السجون.

ومنتصف فبراير/شباط الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن أقارب سجناء وجماعات حقوقية قولهم، إن سجن "بدر" الذي وصفته مصر بأنه نموذج للإصلاح وتحتجز فيه بعض أبرز السجناء، يحرم النزلاء من الرعاية الصحية ويخضعهم لمعاملة عقابية تشمل العزل.

وتقدر جماعات حقوقية أن عشرات الآلاف سُجنوا بسبب المعارضة السياسية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويشكون منذ فترة طويلة من انتهاكات بما في ذلك التعذيب الممنهج وظروف الاحتجاز التي تهدد الحياة.