ف. تايمز: تطبيع العرب مع الأسد وصفة للفشل.. والسودان خير دليل

الخميس 27 أبريل 2023 02:03 م

اعتبر مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية للكاتبة كيم غطاس، إن تطبيع الدول العربية الذي بدأ مع نظام بشار الأسد في سوريا هو "وصفة مأساوية للفشل"، مطالبا المطبعين مع الأسد بعدم السعي لإدماجه في المجتمع الدولي، حتى وإن تم إعادة دمجه بالجامعة العربية، لأن المسار الأول يظل مستحيلا لطاغية يواجه سيلا من الدعاوى القضائية الدولية وسنوات من العقوبات على جرائمه ضد شعبه والإنسانية.

وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "المساومة مع الطغاة محكوم عليها بالفشل"، ويجب أن يلقي المسؤولون العرب الذين مضوا إلى دمشق، وآخرهم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، نظرة على السودان لمعرفة أن استمرار تغطيتهم على الرئيس السابق عمر البشير، رغم صدور أحكام من الجنائية الدولية ضده.

وقارنت كيم بين زيارة وزير الخارجية السعودي لدمسق ولقائه مع الأسد، بموقف المملكة عام 2012، ، في قمة أصدقاء سوريا في تونس، عندما ضغطت على وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون لتسليح المعارضة السورية، مردفة: أخبرني حينها مسؤول سعودي كبير في الوفد أن الأسد يحتل سوريا ويجب إبعاده.

مشكلات الأسد

وأوضحت الكاتبة أن بشار الأسد مازال لا يشعر بأي ندم رغم مقتل مئات الآلاف من السوريين في حملته الوحشية لقمع المعارضة واختفاء عشرات الآلاف الأخرين، لذلك فلماذا يزور الوزراء العرب دمشق؟

الجواب، بحسب الكاتبة، هو السياسة الواقعية، قائلة إن الأسد لم ينج فحسب، بل تسبب في مشاكل لا يستطيع جيرانه حلها بدونه.

فهناك حاجة لعودة ملايين اللاجئين السوريين، خاصة مع تصاعد التوترات بينهم وبين المجتمعات المحلية في دول مثل الأردن ولبنان.

هناك أيضا تدفق مخدر الأمفيتامين الاصطناعي المعروف باسم الكبتاجون من سوريا إلى دول عربية أخرى، وخاصة الأردن والسعودية.

وتوصف سوريا الآن بأنها "دولة مخدرات" وتقدر قيمة تجارة الكبتاجون فيها بالمليارات.

وحتى الآن لم تتم دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية في الرياض الشهر المقبل.، ولكن حتى لو تم الترحيب به مرة أخرى، فمن الجدير بالذكر أن مثل هذه الزيارات والتواجد لم ينقذ عمر البشير، وأطاح الشعب بمساعدة الجيش، والآن جنرالات الجيش الذين أطاحوا بالبشير في قتال من أجل السيطرة على البلاد.

ورغم أنه لا توجد مؤشرات حول انتفاضة أخرى في سوريا، ولا يوجد جنرالات في سوريا يمكنهم الإطاحة بالأسد ويقاتلوا من أجل السيطرة على البلاد، إلا أن الفترة التي سبقت الأزمة في الخرطوم تحمل درسا للمسؤولين العرب الذين يشقون طريقهم إلى دمشق، وهو أن المساومة مع الطغاة، سواء كانوا جالسين في قصر رئاسي أو يرتدون ملابس عسكرية، دون قوة أو ردع أو محاسبة، هي مسألة محكوم عليها بالفشل.

المصدر | كيم غطاس / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع مع الاسد بشار الأسد السودان عمر البشير

الجيش السوداني: انفراج كبير للأوضاع في الأيام المقبلة

اجتماع عربي في الأردن مع وزير خارجية سوريا.. ماذا يعني؟

اجتماعان لوزراء الخارجية العرب لبحث أزمة السودان وعودة سوريا

مودرن دبلوماسي: الأسد يلعب دورا مؤثرا في دبلوماسية البوكر

الجامعة العربية وسوريا في 12 عاما.. من التجميد إلى التطبيع (تسلسل زمني)