تحليل: توترات الغرب وتركيا لن تنتهي برحيل أردوغان.. وهذا ما يجب أن يحدث

الأحد 7 مايو 2023 01:18 م

جادل أكاديمي تركي معارض حول فرضية ارتباط تحسن العلاقات بين تركيا والغرب بتغير النظام الحاكم في البلاد، معتبرا أن بعض الخلافات بين أنقرة والغرب تنبع من "عوامل هيكلية متأصلة بعيدة عن أية تغييرات في هيكل الحكومة".

وقال الأكاديمي والباحث سادات لاشينير، في تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد"، إن خير مثال على ذلك ذلك هو سياسة الولايات المتحدة تجاه التنظيمات الكردية في سوريا والعراق، وهي سياسة لا يتوقع أن تتغير من قبل واشنطن لمجرد تغير الحكومة التركية ورحيل الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يؤدي التحول في الحكومة إلى تخفيف التوترات وتوفير فرصة لتجديد العلاقة بين الغرب وأنقرة، وفق الكاتب، تجدر الإشارة إلى أن أي تأثير إيجابي أولي قد يكون عابرا، ومن المحتمل ظهور تحديات وصراعات جديدة، حتى مع تغيير الحكومة في تركيا.

أهمية الانتخابات التركية

ولفت الكاتب إلى أن وسائل الإعلام العالمية وصفت الانتخابات التركية الحالية بأنها "الأهم في العالم"، وهو التعبير الذي استخدمته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، قام مركز الأبحاث البريطاني "تشاتام هاوس" بإحصاء الانتخابات في تركيا من بين "أهم ثلاثة أحداث يتوقع ظهور نتائجها في العالم هذا العام".

بدورها، قالت مجلة "إيكونوميست" أيضا بأن انتخابات تركيا هي الأهم في العالم الآن، وصدرت مجلات أخرى مشهد الانتخابات على أغلفتها، مثل Le Point الفرنسية وغيرها.

ويتساءل الكاتب: لماذا يشكل تغيير الرئيس في تركيا مصدر قلق للعالم خاصة الغرب؟ ويجيب: لأن تركيا باتت من الدول المحورية القليلة في العالم، والتي تمتلك أصولًا استراتيجية سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو فكرية مرغوبة بشدة من قبل القوى العالمية الكبرى.

وتجد هذه الدول نفسها في تقاطع مجالات القوى العظمى ذات الاهتمام وغالبًا ما تستخدم أصولها الإستراتيجية للحفاظ على العلاقات مع القوى الكبرى المتعددة، حتى في بعض الأحيان تضع بعضها في مواجهة أخرى، من أجل حماية مصالحها الخاصة.

ويقول الكاتب إنه مع صعود الصين والتحدي الذي تفرضه دول مثل روسيا، أصبحت القيادة الأمريكية مثيرة للجدل بشكل متزايد. يتم إعادة تشكيل ميزان القوى العالمي بعناصر جديدة، وفي مثل هذه البيئة غير المستقرة وغير المستقرة، يصبح الموقف الذي تتخذه تركيا حيث تصبح الكتلة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

التوتر التركي الأمريكي

ويرى أن هناك قلقا غربيا عاما مما يصفونه بميل تركيا، في عهد أردوغان، إلى المعسكر الروسي وابتعادها عن الغرب، وهو الأمر الذي تعزز منذ عام 2013، علاوة  على المواقف المتعارضة بين تركيا والولايات المتحدة في عدة ملفات من سوريا إلى إسرائيل، ومن مصر إلى إيران، واتهام أنقرة لواشنطن بدعم تنظيم حزب العمال الكردستاني، وصولا إلى ذروة التوتر عقب الانقلاب الفاشل في تركيا منتصف 2016، حينما اتهمت أنقرة واشنطن أيضا بدعمه، ورفض تسليم المتهم الأول خلفه فتح الله كولن.

ثم جاءت أزمة استبعاد تركيا من برنامج المقاتلة الأمريكية المتطورة "إف 35" بعد شرائها منظومة "إس 400" الروسية.

وكان حديث الرئيس الأمريكي، حينما كان لا يزال مرشحا، عن اعتزامه العمل على دعم المعارضة التركية للإطاحة بأردوغان مهما وأثثار ردود أفعال واسعة في تركيا وخارجها.

ووفقا لما سبق، لا يتوقع الكاتب أن تمثل الانتخابات التركية حلا لمشكلات وقلق الغرب من أنقرة، حتى في حالة الإطاحة بأردوغان وفوز المعارضة.

ويلمح  الكاتب إلى أن الغرب مسؤول بشكل أكبر عن تدهور العلاقات مع تركيا، بسبب تأخير الاتحاد الأوروبي المتعمد لضم أنقرة إليه، وهو ما جعل الأخيرة تتجاوز هذا الأمر وتتصرف بوجهة نظر جديدة أكثر ندية مع الاتحاد.

علاوة على ذلك، لم تذهب تركيا لشراء منظومة "إس 400" الروسية إلا بعد رفض ومماطلة الولايات المتحدة في منحها منظومة "باتريوت" المناظرة، وكذلك المماطلة في تحديث أسطولها الجوي من مقاتلات "إف 16".

ويعتبر الكاتب أن الانتخابات التركية، أيا كانت نتائجها، ستعطي فرصة فريدة للغرب وأنقرة لإعادة إحياء علاقتهما والبدء من جديد.

وفي المقابل، تراقب روسيا والصين عن كثب نتائج الانتخابات، وستتأثر سياساتهما تجاه تركيا بأي تغييرات في الحكومة في أنقرة.

المصدر | سادات لاشينير | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانتخابات التركية رجب طيب أردوغان العلاقات التركية الأمريكية العلاقات التركية الأوروبية

على أعتاب الانتخابات.. تجمع مليوني لأنصار أردوغان في إسطنبول والمعارضة تتحدى (فيديو)