تفاعل مغردون مصريون بمزيج من الغضب والتندر على واقعة هروب لاعب المصارعة أحمد فؤاد بغدودة، بعد مشاركته في بطولة دولية أقيمت في تونس وحصوله على الميدالية الفضية، وهي الواقعة التي تكررت خلال السنوات الأخيرة.

وكانت بعثة منتخب مصر للمصارعة فوجئت، عقب مشاركتها في بطولة أفريقيا للمصارعة بمدينة الحمامات في تونس، باختفاء لاعب المنتخب من مقر إقامة البعثة، وذلك بعد تتويجه بفضية البطولة في فئة المصارعة الرومانية لوزن 63 كيلوجراما.

وفيما قال مسؤولون باتحاد المصارعة المصري إن بغدودة حظي بدعم كامل، وراتب شهري يبلغ 7 آلاف جنيه مصري (226 دولار)، قال والد الأخير إن نجله لم يتحصل على أي اهتمام أو رعاية من اتحاد اللعبة في البلاد، وأنه كان يتحمل نفقات نجله، حتى لا يحرمه من ممارسة الرياضة التي يحبها، رغم أنه (الوالد) يعمل كسائق "توك توك".

وكشف والد بغدودة أن نجله حصل على مكافأة تبلغ قيمتها 16 ألف جنيه (520 دولار)، بعد التتويج بالفضية، لكن لم يصله منها سوى 2200 جنيها (70دولارا تقريبا)، بعد أن خُصم من الجائزة 14 ألفا و800 جنيه (479 دولارا) بداعي الضرائب.

وعلّق مغردون على الحادثة، منتقدين عدم الاهتمام ببطل مثل بغدودة، وقارن البعض بينه وبين الرسامة والمصممة غادة والي، والتي تلاحقها اتهامات بسرقة أعمال فنية من فنان روسي، رغم أنها حصلت على اهتمام كبير من الدولة لدرجة أن رئيس البلاد عبدالفتاح السيسي كرمها.

بدوره، اعتبر مغرد يدعى عماد إبراهيم أن هروب المصارع المصري "تصرف طبيعي في غياب كامل وتام لدعم الألعاب الفردية"، في ظل غياب الرعاة والحوافز المالية والإعداد، مضيفا أن "كل لاعب بيصرف على نفسه.. هو مش أول لاعب ولا آخر لاعب يعمل كده (هكذا).. حاسبه لما توفر له كل الإمكانيات المادية والفنية".

واستحضر ثالث مشهدا من أحد الأفلام المصرية اعتبر أنه يوثق أزمة تجاهل مستحقات اللاعبين وحرمانهم من حقوقهم المالية.

وعبر آخرون عن تأييدهم لهروب اللاعب؛ بسبب كمية السلبيات التي توجد داخل المنظومة الرياضية، كجزء من المنظومة العامة بمصر.

وفي المقابل، شن آخرون هجوما على اللاعب بغدودة، واتهموه بخيانة الوطن، وذهب بعضهم إلى سبه.

ليست الأولى

ولم تكن واقعة هروب اللاعب أحمد بغدودة هي الأولى في مصر، فقد سبقتها وقائع مشابهة.

ففي أغسطس/آب 2022 هرب لاعب منتخب مصر للمصارعة الرومانية تحت 17 سنة، محمد عصام، بعد انتهاء بطولة العالم للناشئين في إيطاليا.

وسبقه هروب لاعب منتخب الشباب للمصارعة الحرة، أحمد حسن بوشا، في أغسطس/آب 2017، بعد المشاركة في بطولة العالم التي أقيمت بفنلندا. وبعد عامين من الواقعة، تحديدا عام 2019، هرب شقيقه حسن حسن بوشا أيضا خلال بطولة العالم التي أقيمت بالمجر.

وقبل ذلك، هرب المصارع طارق عبدالسلام، لاعب المنتخب الوطني، إلى بلغاريا، في عام 2016.