يوسف عامر - الخليج الجديد

زادت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الضغط على الرياضة السودانية التي تشهد تراجعًا كبيرا من الأساس، حيث أدت لتجميد النشاط الرياضي ومضاعفة الخسائر.

ويبدو أن الحلم الذي يراود السودانيين منذ ستينات القرن الماضي بتحويل المدينة الرياضية في الخرطوم إلى الأكبر أفريقيًا سيطول، بعدما تحول معظمها إلى مواقع عسكرية، ما دفع الصحف السودانية لوصفه بـ"الحلم الموءود".

ورغم تدشين المدينة الرياضية عام 1995 على مساحة تقارب مليونا ونصف المليون متر مربع، لكنها لم تكتمل نتيجة فساد وسرقات وصفتها التقارير المحلية بأكبر عملية فساد أراض في السودان، بالإضافة للتعدي على أراضي المدينة الرياضية بنسبة وصلت إلى 73%.

الشلل التام الذي تعاني منه العاصمة الخرطوم يقرب السلطات الرياضية من اتخاذ قرار بإلغاء النسخة رقم 28 من الدوري السوداني، حيث كان من المقرر انتهاء الموسم بنهاية مايو/أيار الجاري لكن الفترة الحالية لن تكون كافية لإنهاء الموسم.

قطبا الكرة السودانية

آثار الحرب ظهرت جلية على أندية الهلال والمريخ، بصفتهما قطبي الكرة السودانية، والممثلين الدائمين للسودان في المحافل العربية والقارية، فعلى الرغم من وداع الثنائي لدوري أبطال أفريقيا لكن الهلال قرر مواصلة مشواره في البطولة العربية للأندية.

الفريق الأزرق سيخوض مباراته أمام الصفاقسي التونسي في المرحلة الثانية من البطولة، في مايو/أيار ويونيو/حزيران.

الهلال يعاني من ظروف داخلية صعبة، حيث افتقد خدمات مدربه الكونجولي لوران أبيينجي وطاقمه المعاون بالإضافة لمحترفي الفريق الذين قرروا مغادرة السودان إلى فرنسا ورفضوا العودة حتى إذا ما تم استئناف النشاط الرياضي، نظرًا للأوقات العصيبة التي مرت عليهم قبل خروجهم من السودان.

وجاءت حالة وفاة مدرب الفريق السابق فوزي المرضي متأثرًا بوفاة ابنته بطلق ناري خلال أول أيام الحرب لتزيد الأوجاع، حيث كان المرضي أكثر داعمي الفريق لاعبًا ومدربًا وإداريا.

لاعب الهلال السوداني موفق صديق يقول في هذا الصدد إن اللاعبين مصممون على التدريب بحماس من أجل الحفاظ على لقب الدوري الذي يحتل الهلال صدارته، بالإضافة إلى استكمال مشوار الفريق في كأس الملك سلمان وتحقيق الفوز على الصفاقسي.

ويقول لاعب الهلال السوداني موفق صديق إن الحرب أفقدت اللاعبين أهم العناصر المطلوبة لتألقهم، وهي الأمان والاستقرار.

ويضيف موفق لـ"الخليج الجديد": "الفريق سيتأثر بالطبع خلال البطولة العربية خاصة مع خوضها بنظام الذهاب والإياب خلال أدوارها الأولى، نحن لا نعلم حتى الآن أين سنخوض مباراة الصفاقسي، ولكن الأكيد أننا عازمون على تقديم أكثر ما لدينا للتأهل".

أما المريخ، ففقد 4 لاعبين برازيليين بالإضافة لـ5 آخرين في الجهاز الفني استغاثوا جميعًا بدولتهم وظهر بعضهم في مقاطع فيديو باكين ليتم إجلاؤهم لحين استقرار الأوضاع، أما باقي الجهاز الفني واللاعبين فقرروا التوجه نحو مصر وتحديدًا مدينة أسوان حتى تهدأ الأوضاع ويعود النشاط الرياضي.

الظهير الأيسر لنادي المريخ أحمد آدم ظهر، خلال الشهر الماضي، مرتديا زي الجيش السوداني وحاملا سلاحا في يده، دون تأكيدات بشأن مشاركته في الاشتباكات الدائرة.

ويقول هيرون ريكاردو المدير الفني لنادي المريخ إن الوضع في السودان لا يبشر بخير، فالحرب لا تعرف جبهات ولا تفرق بين مواطن وأجنبي وبالتالي فـ"الجميع مُهدد".

ويضيف ريكاردو لـ"الخليج الجديد" أن ابتعاد اللاعبين عن التدريبات والمباريات الفترة الأخيرة سيؤثر بالسلب على مستواهم إذا ما عاد النشاط الرياضي، مضيفًا أن عدم عودة النشاط الرياضي سيمثل كارثة أكبر وسيخرج الجميع خاسرًا.

الهلال يحتل صدارة منافسات الدوري السوداني هذا الموسم برصيد 50 نقطة، قبل غريمه المريخ صاحب المركز الثاني برصيد 48 نقطة.

معاناة "صقور الجديان"

وعلى مستوى المنتخب، فإن إدارته تواجه معضلات من اجل إقامة المواجهات المتبقية من تصفيات أمم أفريقيا.

ويحتل المنتخب السوداني المركز الثالث في مجموعته بـ6 نقاط خلف الجابون وموريتانيا أصحاب الـ7 نقاط.

المغربي بادو الزاكي تولى تدريب المنتخب السوداني ضمن خطة للتطوير وخاض معهم مباراتين فاز بواحدة وخسر الأخرى.

ويقول أسامة المنان نائب رئيس الاتحاد السوداني لـ"الخليج الجديد": "الخطة الفنية للنهوض بالكرة السودانية والمنتخب السوداني تم تعطيلها بشكل تام، المدرب المغربي تم التعاقد معه لأهداف معينة منها تطوير المنتخب الوطني تزامنًا مع تطوير قطاعات الناشئين بهدف إحداث طفرة على مستوى التمثيل القاري والدولي لكرة القدة السودانية".

أما المغربي بادو الزاكي، مدرب "صقور الجديان"، فلا ينكر تأثير الحرب على اللاعبين بشكل خاص والكرة السودانية بشكل عام.

الزاكي يؤكد لـ"الخليج الجديد" أن مشوار المنتخب السوداني بتصفيات أفريقيا يحتاج تركيز بشكل كامل قبل مواجهتي موريتانيا والكونغو لحسم التأهل.