ذا إندبندنت: العالم يدفع ثمن نهاية الربيع العربي.. لكن هناك أمل في جيل جديد

الخميس 25 مايو 2023 12:01 م

رغم الواقع القاتم في المنطقة العربية، والذي يشير إلى أفول "الربيع العربي" وعودة انتفاش الأنظمة الاستبدادية، ورغم احتواء مطالب الديمقراطية والإصلاح والتغيير في تلك المنطقة بمناورات ناعمة حينا وخشنة أحيانا، لكن مستقبل هذه المطالب في المنطقة لا يزال في المتناول، ولا تزال الفرصة مهيأة لأولئك الذين يؤمنون بالديمقراطية والتقدم للعودة.

هكذا يرى تحليل نشرته صحيفة "ذا إندبندنت" للباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز "تشاتام هاوس"، فارع المسلمي، مشيدا بجيل حالي يتميز بالصحوة السياسية، وشاهد بنفسه هشاشة الأنظمة القمعية العربية الحالية، رغم أنها باتت متحدة الآن، بدليل احتضان تلك الأنظمة لرئيس النظام السوري بشار الأسد داخل جدران الجامعة العربية مؤخرا، رغم الفظائع التي ارتكبها بحق شعبه والانتهاكات الحقوقية.

ويعتبر الكاتب في تحليله الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن الترحيب ببشار الأسد في جدة بالسعودية، قبل أيام، يفتح صفحة جديدة قاتمة في عالم مظلم، حيث تم فتح الأذرع لطاغية قتل مئات الآلاف وشرد الملايين وارتكب جرائم حرب مروعة.

ويضيف أنه بعد أكثر من عقد من الربيع العربي، يبدو أن الأمنيات بجلب قوى سياسية جديدة أكثر خضوعا للمساءلة، إلى السلطة، لاجتياح الطغاة الفاسدين الذين خدموا طويلا قد ضاع، حيث أعادت الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء المنطقة تأكيد سيطرتها وأرسلت رسالة واضحة مفادها أنه لن يتم المخاطرة بأي تغيير وستستمر الأنظمة السياسية القائمة مهما حدث.

وأكثر ما يلفت الانتباه، وفقا للكاتب، هو تضامن هذه الأنظمة واستعدادها لتنحية الخلافات السابقة جانباً لصالح سياسة الواقعية. لم يعودوا يرون فائدة في الصراعات بالوكالة، وبدلاً من ذلك هم على استعداد لإعطاء الأولوية للتعاون مقابل جهود الإصلاح في المنطقة.

ويشبه الكاتب الجامعة العربية بأنها "مؤسسة بيزنطية مليئة بالرجال المسنين الذين يتحدثون لساعات ولكنهم لا يفعلون الكثير"، حيث سلمت مقعد سوريا للمعارضة في عام 2013، ودعمت جهود المسلحين لإسقاط الأسد، ومع ذلك، أعادت رئيس النظام السوري رافعة شعار: "عارضتك من قبل، لكن طالما أنك تحافظ على قبضتك على السلطة، فسيتم الترحيب بك مرة أخرى في الحظيرة".

ويرى الكاتب أن هذه الأنظمة أن يكون شعبها قد أنهكه الصراع والقمع ولم يعد لديه الإرادة لإعطاء الأولوية لدعوات التغيير.

لكن هذا لا يعني أن الربيع العربي كان عبثًا، بحسب التحليل، حيث كان هذا الربيع، الذي اجتاح المنطقة عام 2011، لحظة تاريخية من الصحوة السياسية لشعوبها، أفرزت جيلا مهتما بالسياسة وعليما بالتجارب وشاهدا على هشاشة الأنظمة الاستبدادية، رغم انتصارها على دعوات التغيير في نهاية المطاف.

علاوة على ذلك، كان الغزو الروسي لأوكرانيا بمثابة أحدث تذكير لكيفية إعاقة الأنظمة الاستبدادية للتقدم في بلدانها وتهديد السلام والاستقرار العالميين.

من النقطة الأخيرة تحديدا، يطالب الكاتب المجتمع الدولي بجهود الإصلاح الديمقراطي السلمي وألا يضحي بها على مذبح النفعية السياسية، وألا يشغله اتحاد الأنظمة العربية الاستبدادية.

المصدر | فارع المسلمي | ذا إندبندنت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الربيع العربي الجامعة العربية بشار الاسد الانظمة الاستبدادية الديمقراطية

بعد 12 عاماً… هل كُتبت شهادة وفاة الربيع العربي؟

من الثورات إلى المصالحات.. هل تقترب نهاية حقبة ما بعد 2011؟

موجة ثالثة من الربيع .. هل توشك ثلوج الشتاء العربي على الذوبان؟