صلاة جماعية على النبي ﷺ بقرار حكومي بعد الجمعة تثير جدلا في مصر

الجمعة 26 مايو 2023 01:41 م

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مقاطع فيديو لجلسات صلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بشكل جماعي في عدد من مساجد البلاد، بعد صلاة الجمعة، تنفيذا لقرار وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، الذي صدر قبل أيام في هذا الشأن، فيما أثار الأمر جدلا بين مؤيد ومعارض ومعتبر أنه بدعة ومزايدة من قبل السلطات على تدين المصريين وتعلقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، بينما استحضر آخرون تناقضا حكوميا في هذا الإطار، قياسا على واقعة سابقة.

وشرع أئمة وخطباء تابعون للأوقاف بعد صلاة الجمعة، 26 مايو/أيار الجاري، في مطالبة المصلين بترديد صلوات جهرية على النبي صلى الله عليه وسلم بشكل جماعي وراء الإمام، ما أثار انقساما.

وبدأ هذا الانقسام مع إعلان وزارة الأوقاف، أن موضوع خطبة الجمعة عن فضائل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، على أن يتم التطبيق العملي لموضوع الخطبة بأن تصدع جميع المساجد عقب صلاة الجمعة بالصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لمدة من 3 إلى 5 دقائق، وحددت الصيغة التي سيتم ترديدها.

وبعدها بساعات قليلة نشرت دار الإفتاء المصرية بيانا أكدت فيه أن الدعوة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "ليست بدعة"، مستشهدة بنص أهل العلم على مشروعية تخصيص زمان أو مكان معين بالأعمال الصالحة، واستحباب تخصيص يوم الجمعة وليلته بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما أكدت أن من يتهم المسلمين في فعلهم ذلك بالبدعة فهو الأولى بهذا الوصف، مبررة بأنه "تحجر واسعا، وضيق على المسلمين أمرا جعل الشرع لهم فيه سعة".

كما أكد وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، عبر حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الهدف من القرار هو نشر الدعوة بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وعبر عدة وسوم، أبرزها وسم #على_النبي، تداول البعض مقاطع فيديو لتطبيق القرار في مساجد بالبلاد، عقب صلاة الجمعة، وتفاعل المؤيدون للقرار مع هذه المقاطع، مشيرين إلى كونها عادة جيدة تدل على حب المصريين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

في المقابل، عبر آخرون، ومعظمهم من التيار السلفي أو المحسوبين عليهم، عن رفضهم القرار، باعتبار أن تخصيص وقت للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بشكل جماعي هو بدعة لم ترد في الدين، علاوة على أنه لا يصح أن تفرض عبادة بقرار، على حد قولهم.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل، فيديوهات سابقة لشيوخ سلفية معروفين من بينهم الشيخ مصطفى العدوي، بأن الدعوة للصلاة على النبي جماعيا "أمر محدث، ودخيل على الإسلام ولم يكن على عهد النبي"، مؤكدا أن الصحابة لم يقوموا بهذه الدعوات، ولم يرد بشأنها في المذاهب الأربعة.

وفضل طرف ثالث الاشتباك مع الأمر من زاوية سياسية، مستحضرين ما اعتبروه تناقضا بين ملاحقة السلطات لحملة ملصقات تدعو للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قبل سنوات قليلة، وتجريمها وتغريم من يلصقونها من أصحاب المنازل والسيارات والمحلات، بينما تصدر نفس الحكومة قرارا بالصلاة الجماعية على النبي داخل المساجد وتلزم الأئمة بهذا الأمر.

واعتبر آخرون أن مسألة إجبار المصريين على الصلاة على النبي بقرار حكومي لا يليق بمكانته صلى الله عليه وسلم، وبه نوع من المزايدة على تدين المصريين وحبهم الفطري للنبي والصلاة عليه في كل وقت وحين، حتى في اللغة العامية الدارجة تدخل الصلاة على النبي في معظم أوقات المصريين، حيث يفعلون ذلك حين الغضب أو الدعوة إلى التهدئة أو الدهشة والإعجاب أو خوف الحساد والغيرة وعند بداية العمل وفي آخره.

وتندر البعض على القرار الحكومي، مطالبين بتطبيقه في ميدان التحرير، وسط القاهرة، الذي تبادر السلطات بمنع أية تجمعات بداخله أو في محيطه، منذ تولي عبدالفتاح السيسي الرئاسة.

وكان إعلاميون قد انتقدوا قرار وزير الأوقاف بالصلاة الجماعية على النبي صلى الله عليه وسلم، معتبرين أن هذا القرار يتناسى أن مصر دولة مدنية وليست دينية، كما قال الكاتب والإعلامي المؤيد للسلطات إبراهيم عيسى.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الصلاة على النبي وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة صلاة الجمعة مساجد مصرية

وزير الأوقاف المصري: منعنا 12 ألف إماما من صعود المنابر

بعد افتتاحه.. مسجد شنودة يثير الجدل في مصر