ترجمة وعرض: الخليج الجديد
ذكر تقرير بموقع «ذا فيرج» (theverge.com) أن السعودية اشترت مؤخرا أسطولها الأول من الطائرات القتالية بدون طيار، بحسب برقية من «تقارير تكتيكية» (Tactical Reports).
فقد التقى ولي العهد السعودي الأمير «سلمان بن عبد العزيز» بالمسؤول العسكري الصيني الجنرال «وانغ غوانغچونغ» لتوقيع عقد لشراء طائرات وينغ لونغ بدون طيار الصينية. تم تصميم طائرات هذه الصفقة بحيث تحاكي طائرة بريديتور الأمريكية بدون طيار، وتسمى ‘الزاحفة المجنحة’ Pterodactyl، مع قدرات مراقبة وقوة رفع تكفي لحمل صاروخين جو– أرض.
إذا صح التقرير، فهذا يعني أن السعودية قد أصبحت إحدى الدول القليلة المتزودة بطائرات مسلحة بدون طيار. حتى الآن، تشمل هذه المجموعة فقط الولايات المتحدة وبريطانيا و(الاحتلال الصهيوني) والصين وإيران. لكن الإمكانية متاحة بشكل متزايد لمن يستطيع دفع ثمنها.
في معرض سنغافورة للطيران في وقت سابق هذا العام، عرضت كل من (دولة الاحتلال الصهيوني) والصين بضاعتهما للعملاء الراغبين، وهناك عروض مماثلة في عشرات المعارض الجوية الأخرى. مع إظهار الجهود الأمريكية – فيما يسمى بمكافحة الإرهاب – قيمة هذه الآلات، هناك دول كثيرة ترغب في شرائها.
لا تزال الولايات المتحدة مسؤولة عن الغالبية العظمى من هجمات هذه الطائرات في أفغانستان وباكستان واليمن والقرن الأفريقي وإقليم الساحل والصحراء، وتليها (إسرائيل)، لكن هذا يعود أكثر إلى السياسة وليس القدرة.
فقد وجد تقرير مكتب المحاسبة العامة الحكومي الأمريكي صدر في 2012 أن أكثر من 75 بلدا لديها شكل من الطائرات بدون طيار. أكثرها غير مسلح لكن بعضها، كالمنظومات المستخدمة في أستراليا واليابان وسنغافورة، يمكن تعديله لأغراض عسكرية. الأهم من ذلك، يبدو أن استخدام الولايات المتحدة لهذه الطائرات – أكثر من 50 هجوما في 2013 وحدها – قد شحذ شهية عالمية للطائرات القتالية بدون طيار. يقول «مايكل هورويتز»، عالم السياسة بجامعة بنسلفانيا: «إن الاحتكار الأمريكي للطائرات بدون طيار قد انتهى، وربما لم يوجد ابتداءا».
لقد أبطأت الحواجز التجارية الدولية انتشار هذه الطائرات، لكنها لم توقفه. بالنسبة للشركات الأمريكية، تقع الطائرات القتالية بدون طيار تحت سيطرة نفس الاتفاقية الحاكمة لصواريخ كروز، من خلال هيئة دولية تسمى نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف.
لكن الصين و(إسرائيل) ليستا جزءا من المجموعة، وبدأ البلدان يسوقان بقوة أنظمة طائرات بدون طيار لدول أجنبية حريصة على مواكبة قدرات الولايات المتحدة. يقدر أحد تقارير شركة «فروست أند سوليفان» الاستشارية أن (إسرائيل) صدرت أنظمة طائرات بدون طيار بين 2005 و2012 بقيمة 4.6 مليار دولار.
يقول الخبراء إن السعودية قد أظهرت سابقا الاهتمام والميزانية لهذا النوع من المشتريات. تقول «سارة كريبس» الأستاذة بجامعة كورنيل والباحثة في انتشارةالتسلح بهذه الطائرات: «تحاول السعودية ودول أصغر، مثل الإمارات العربية المتحدة، وضع أيديها على كل ما بوسعها الحصول عليه، لكن سياسات التصدير الأمريكية مقيدة جدا»، مما يجعل الصين إحدى المصادر الوحيدة المتاحة لهذه الطائرات.
المعلوم أن السعودية تستضيف على أرضها قاعدة أمريكية رئيسة للطائرات القتالية بدون طيار، وهذه القاعدة مسؤولة عن الهجمات الموجهة ضد أشخاص وجماعات يشتبه الأمريكيون بعلاقتها بما يسمى القاعدة في شبه جزيرة العرب باليمن. وقد قتل نتيجة هذه الهجمات أفراد كثر لم يتسن التحقق من هوياتاهم أو انتماءاتهم أو علاقاتهم، منهم مواطنان أمريكيان هما «أنور العولقي» وابنه، وهو إجمالا قتل خارج دائرة القانون والادعاء والمحاكمة والدفاع.
يبدي بعض المراقبين قلقا كبيرا من أن تستخدم السعودية هذه الطائرات القتالية بدون طيار في قتل مواطنيها بدعوى مكافحة الإرهاب والتطرف، على الطريقة الأمريكية في قتل اليمنيين والأفغان والباكستانيين مثلا أو الطريقة الإسرائيلية في قتل الفلسطينيين بقطاع غزة أو المصريين في سيناء. خاصة أن هذا النوع من السلاح موجه أساسا نحو عمليات استخبارية خاصة واغتيالات وليس ضد دول معادية مثلا في حالة الحرب. ■