قال وزير الخارجية القطري، «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، إن سياسة التجويع والحصار التي ينتهجها نظام «بشار الأسد»، فاقمت الوضع الإنساني في سوريا.
جاء ذلك، خلال استقباله من الرئيس «رجب طيب أردوغان» رئيس الجمهورية التركية، أمس الثلاثاء، في مدينة إسطنبول، في أول زيارة له لتركيا منذ تنصيبه وزيرا لخارجية قطر، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية «قنا».
وشدد «عبدالرحمن»، على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وأشار إلى تفاقم الوضع الإنساني في سوريا، جراء سياسة التجويع والحصار التي ينتهجها النظام، داعيا إلى «سرعة تنفيذ القرارات المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري الشقيق في أسرع وقت ممكن».
وتشهد عدة مدن وبلدات سورية، حصارا خانقا، منذ عدة أشهر، في إطار ما يسميها ناشطون محليون «حرب التجويع»، التي تقوم بها قوات النظام السوري، وميليشيات حزب الله اللبناني، والمليشيات الإيرانية والأفغانية وسواها.
يذكر أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قال إن الأحداث في سوريا والعراق لها تأثير على باقي دول العالم ولن نسكت بشأن ما يحدث في سوريا من إبادة وتهجير.
وأضاف في كلمة له أمس الثلاثاء، نقلتها وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية، أن الأزمة السورية تفاقمت حتى تجاوزت قدرة تركيا على تحمل تبعاتها بمفردها.
ولفت إلى أن «تركيا عبر موقفها في المسألة السورية، باتت صوت الضمير العالمي، وأنقذت كرامة الإنسانية، ونفعل ذلك بمقتضى موقفنا الانساني تماما، دون حساب المصالح أو انتظار مقابل، إلا أن الوضع بات يشكل عبئا لا يمكن لتركيا تحمله بمفردها وامكاناتها فقط».
وتابع أن «الفوضى في سوريا وفرت أرضية لنمو وانتشار منظمات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها، وأصبحت تصدر الإرهاب، وتركيا أكثر دولة تشعر بخطر التهديدات القادمة من سوريا، والأكثر تأثرًا من الهجمات الإرهابية».
ولفت إلى أنه «ينبغي على كافة الدول إظهار موقف مبدئي ومشترك لمواجهة الإرهاب والدول الداعمة له».
وقبل أيام، قال الرئيس التركي، إن تركيا ليست بلدا ينسحب أو يستسلم أمام الأسلحة الموجهة إليه.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.
ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.
وأكد «أردوغان» في كلمة له بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة الأربعاء الماضي، أن كل من لا يتفهم ويحترم موقف تركيا بخصوص سوريا فإنه سيدفع الثمن.
وأول أمس الإثنين، قال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، إن قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سوريا ليس مطروحا، مضيفا أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تضم كل دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف «جاويش أوغلو»، في مؤتمر صحفي في أنقرة، أن الضربات الجوية الروسية هي أكبر عقبة أمام وقف إطلاق النار في سوريا.