استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

علي سعادة: محمد بن زايد.. هل يعيد قراءة المشهد بعيدا عن حسابات «الضيوف العرب»؟

الثلاثاء 10 يونيو 2014 07:06 ص

علي سعادة

أزمة صامتة بين الرياض وأبو ظبي، الأزمة بلغت حدها بعد أن أبلغت واشنطن الرياض مؤخراً أن ولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد» قال لوزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إن «بشار الأسد» هو «الخيار الأفضل لسوريا».ما أغضب الرياض من أبو ظبي أيضاً هو اقتراب الأخيرة من روسيا التي رفضت كل محاولات السعودية للتخلي عن دعم «الأسد»، وتقول أنباء صحفية أنه في أعقاب الأزمة الأوكرانية وبعد العقوبات التي فرضت على الشركات الروسية تم تهريب٢٢ مليار دولار من موسكو إلى أبو ظبي للإفلات من هذه العقوبات. 

في الجانب الآخر من المشهد الخليجي تقول أنباء صحافية إن رحيل "أصدقاء" أبو ظبي عن مقاعد حكم الرياض في إشارة إلى رئيس الاستخبارات السابق الأمير «بندر بن سلطان» وشقيقه «سلمان» وعديد الرجال المقربين منه، أثار استياء الشيخ «محمد بن زايد» الذي شعر في لحظة ما أنه بات بلا أصدقاء حقيقيين في المملكة العربية السعودية. كما أن وزير الداخلية القوي «محمد بن نايف» لم ينس الشتيمة التي وجهها ولي عهد أبوظبي لوالده الأمير الراحل «نايف بن عبد العزيز»، وهو من أسباب الأزمة المتنامية بين السعودية والإمارات. 

كما أن السعودية حذرته أكثر من مرة من إفساد العلاقات مع قطر، وفقا لموقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، وذلك بعد أن رصدت أجهزة الأمن السعودية سلسلة اتصالات شملت تعليمات من ديوان «محمد بن زايد» للقيادي السابق بحركة فتح «محمد دحلان»، لترويج معلومات لعدد من وسائل الإعلام العربية الممولة إماراتيا تهدف لإفشال المصالحة الخليجية وتخريب العلاقات بين الدوحة والرياض.

رغم أن ولي عهد أبوظبي يقول بأن «قطر إخواننا، وأنا شخصيا لدي علاقة مميزة مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر»، مشيراً إلى أن «الاختلاف قد يحصل بين الأشقاء في البيت الواحد لكنه لا يمكن أن يفرقنا شيء عن أهل قطر إخواننا». وتبين وثائق ويكيليكس المسربة عن دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة أن «بن زايد» يكيل الشتائم للسعوديين ولنظامهم السياسي سراً، ويقوم بتحريض المسؤولين الأمريكيين ضدهم، بينما في العلن يقول إن العلاقات بينه وبين المسؤولين في الرياض بأفضل حال.

ونقل عنه قوله : "السعوديون ليسوا أصدقائي الأعزاء وإنما نحتاج لأن نتفاهم معهم فقط".وتحدثت مصادر خليجية مسؤولة عن أنباء مؤكدة وصلتها مؤخرا عن حدوث موجة من الاستقالات بين ضباط أجهزة الأمن بالإمارات احتجاجا على ما وصفته بسوء إدارة أجهزة الأمن بالبلاد. 

ونقل موقع "بوابة القاهرة" عن المصادر قولها إن هؤلاء الضباط سبق أن قدموا عدة ملاحظات شفوية ومكتوبة لقادتهم حول سوء إدارة أجهزة الأمن وترك إدارة هذه الأجهزة لمستشاره ولي العهد للشؤون الأمنية محمد دحلان حيث بدأ في فرض قيادات بعينها وترفيع بعض الموالين على حساب أبناء البلد الأصليين، وتوقفت مصادر مطلعة عند إعلان الإمارات عن جلطة أصابت رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد والذي بثته وكالة الأنباء الإماراتية بداية العام الحالي.

وأشارت أن ولي عهد أبو ظبي يستعد لتولي قياد البلاد بسبب تردي حالت أخيه الصحية وعدم قدرته على شؤون البلاد وأن إعلان خبر الجلطة التي أصابت الشيخ «خليفة بن زايد» ما هو إلا تمهيد لإعلان وفاته أو عدم قدرته على الحكم

ويعتبر «محمد بن زايد» الحاكم الفعلي لدولة الإمارات منذ سنوات.

 وبحسب وثيقة من تسريبات ويكيليكس، ويعود تاريخ الوثيقة إلى كانون الثاني/ يناير عام 2007، فان «محمد بن زايد» قال لمساعد وزير الخارجية الأمريكية «نيكولاس بيرنز» خلال اجتماع في أبوظبي إنه: «لو أعلنت دعمي علناً لبعض الأمور فأنهم (الإماراتيون) سيرجمونني بالحجارة». وكان مصدر ليبي مسؤول قال في تصريحات صحافية: «إن الإمارات عرضت على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مبلغا ماليا ضخما يقدر بعشرات مليارات الدولارات، مقابل التدخل العسكري في ليبيا، والسيطرة على مقاليد الحكم، وطرد القوى والفصائل الإسلامية هناك، وعلى رأسها جماعة الإخوان».

وأوضح «أن حكومة أبو ظبي تسعى إلى حل خارجي، يكون غطاؤه محاربة الإرهاب والتطرف». وكان موقع «ميديل ايست مونيتور» البريطاني قال :«إن الجيش المصري حصل على وثيقة تأييد من الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب داخل مصر وفي مناطق الشرق الليبي للقضاء على الجماعات الإسلامية، وقصف بعض المواقع التي سيتم توفيرها من قبل واشنطن». وقال الكاتب المعروف «ديفيد هيرست» أنه بأفول نجم «بندر» ينكشف «محمد بن زايد» أكثر ويصبح أكثر عرضة للنقد من قبل شيوخ الإمارات الآخرين، من أمثال حاكم دبي الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم».

وعلى النقيض من أبو ظبي، وهي الإمارة الأكبر في الدولة، تقوم ثروة دبي على التجارة وعلى السمعة في المحافل الدولية، وليس على النفط، ولذلك فإن دبي ستتكبد خسائر جمة إذا ما أخفقت مغامرات أبو ظبي الخارجية في كل من مصر وليبيا، وكذلك في اليمن،فضلا عن أن تعرض أبو ظبي للنقد الداخلي أيضاً بسبب تمويله للتدخل الفرنسي في مالي.

يبدو الشيخ «محمد بن زايد»، المولود عام 1961، ولي عهد إمارة أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي، متورطا مع «دحلان» الذي حول السياسية الخارجية الإماراتية إلى سياسة أمنية، ويكشف تقرير صادر عن مركز الإمارات للدراسات (ايماسك) عن «عملية تخبط حقيقي في سياسة الإمارات الخارجية» خصوصا أن الرأي الخليجي والعربي أظهر سخريته من دبلوماسية الإمارات، بعد استدعاء السفير القطري في الوقت الذي تهرول فيه نحو إيران.

 كما أكد التقرير افتعال الإمارات للأزمات مع عمقها الخليجي والعربي - على حد سواء - يكشف سياسة تخبط لحظية، تنتهج نهج الصدام مع التيارات والحكومات المضادة لسياستها بدون أدنى دبلوماسية أو دراسة تخطيطية للأوضاع ومستقبل الدولة القادم. منوها بأن جهاز الأمن (الذي يسيطر عليه دحلان) يمارس صداما ورفضا مع أي رؤية إصلاحية في البلاد.

 والمناصب الحساسة التي يتولاها محمد بن زايد تضعه في موقف حساس أمام سيطرة الجانب الأمني على الدولة بعد المشاركة في ملفات خارجية لا تربطها بالإمارات أية روابط وثيقة، فهو نشأ في كنف والده الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان» الرجل العربي الكبير، وأكمل تعليمه النظامي في الإمارات وثم المملكة المتحدة وتخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية عام 1979. ويتولى منذ عام 1993 منصب رئيس أركان القوات المسلحة للدولة، وترفع إلى رتبة فريق في عام 1994.

ويقوم «محمد بن زايد» بمهام المستشار الرئيسي لرئيس دولة الإمارات في مجالات الأمن القومي، وعضو نشط في المجلس الأعلى للبترول الذي يتمتع بسلطات واسعة في مجال البترول والطاقة، وكذلك رئيس شركة مبادلة، وأيضا نائب رئيس جهاز أبوظبي للاستثمار الذي يعتبر أكبر صندوق سيادي في العالم، وهو أيضا ولي عهد أبوظبي، ورئيسًا للمجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي عام 2004. الإمارات لا تحتاج لأعداء بالمجان، وسياستها الخارجية الحالية، وماكينتها الإعلامية التي يقودها فريق، من المتنفعين، فريق كاره لجميع التيارات الإسلامية ولحراكات التحرر في العالم العربي سيكون في ميزان الربح والخسارة كارثيا.

النظام في مصر سيستنزف أموال الشعب الإماراتي دون أن ينجح في برنامجه السياسي، فقد كشفت الانتخابات الرئاسية الأخيرة هشاشة هذا النظام وضعف التأييد الشعبي له، كما أن وصول اللواء «خليفة حفتر»، المدعوم من أبو ظبي، إلى السلطة في ليبيا لن يكون مصدر استقرار في بلد فيه 25 مليون قطعة سلاح، وهو الرجل الذي تسبب في مقتل أكثر من سبعة آلاف ليبي في حروب تشاد العبثية في عهد «معمر القذافي».

من يلعب بالنار سيكوى بها، والإمارات التي كانت دائما للأمة العربية بحاجة إلى إعادة بناء علاقاتها الخارجية بعيدا عن الماكينة الإعلامية "الجشعة" التي تتحدث بنفس وسائل ومصطلحات الإعلام الرسمي المصري وإعلام (رجال الأعمال) الذي انحدر إلى الدرك الأسفل من أخلاقيات المهنة. 

أبو ظبي بحاجة إلى مراجعة هادئة لكل ما جرى منذ بداية "الربيع العربي" وحتى اللحظة التي انكشف فيها غطاء «عبدالفتاح السيسي» الشعبي، وذلك بعيدا عن "الضيوف" العرب الذين لفظتهم شعوبهم في مصر وليبيا وفلسطين وتونس واليمن بعيدا.

 

(المصدر: السبيل الأردنية - الأحد 1/6/2014)

  كلمات مفتاحية

«الدولة الإسلامية» تسحب الإمارات لقتال المُتطرفين

إلى آل سعود وآل زايد: افرحوا.. إلا قليلا !