أعلن «حزب الله» صباح الجمعة مقتل «مصطفى بدر الدين»، القائد العسكري للحزب، بانفجار لم تحدد طبيعته بعد قرب مطار دمشق الدولي.
وأضاف الحزب في بيان إعلان وفاة «بدر الدين» أنه شارك في معظم عمليات الحزب منذ 1982، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.
وأوضح البيان أنه قتل ليل الثلاثاء، وأن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة طبيعة الانفجار، وما إذا كان قد نجم عن قصف صاروخي أو مدفعي أو جوي.
وقال الحزب في بيانه «بعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة يختتم السيد ذو الفقار حياته بالشهادة».
وأضاف «عاد شهيدا ملتحفا راية النصر الذي أسس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكل رأس الحربة في المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة».
وبمقتل «بدر الدين» يكون الهدف رقم ثلاثة في ميليشيات «حزب الله» قد سقط قتيلا في سوريا.
«مصطفى بدر الدين» يحاكم غيابياً في لاهاي بتهمة قتل رئيس الوزراء اللبناني «رفيق الحريري».
وهو معروف بـ «ذو الفقار» للمقربين منه، و«إلياس فؤاد صعب» للسلطات الكويتية التي حكمت عليه بالإعدام في العام 1984، بعد اتهامه بتفجيرات استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية والمطار.
وخسر الحزب المئات من مقاتليه في سوريا منذ بدء النزاع الدامي العام 2011، اخرهم القيادي العسكري «سمير القنطار» الذي قتل بغارة إسرائيلية في ديسمبر/ كانون أول الماضي قرب دمشق، وفق ما أعلن الحزب.
كما قتل 6 عناصر آخرون من الحزب في غارة إسرائيلية في يناير/ كانون ثاني 2015 على منطقة القنيطرة جنوب سوريا.
وكان بين القتلى «جهاد مغنية» نجل القائد العسكري لحزب الله «عماد مغنية» الذي قتل في تفجير سيارة مفخخة استهدفه في دمشق العام 2008.
من هو «مصطفى بدر الدين»؟
تعددت الأسماء والشخص واحد، ولد «بدر الدين» في منطقة الغبيري في لبنان في 6 أبريل/ نيسان عام 1961.
يُعتقد أنه خليفة القائد العسكري لحزب الله «عماد مغنية» (الهدف رقم اثنين) الذي اغتيل عام 2008 في دمشق، وهو عضو في مجلس شورى «حزب الله».
وأكدت وزارة الخزانة الأمريكية في تقاريرها الاستخباراتية أنه يقود التدخل العسكري لـ«حزب الله» في الميادين السورية، ويحضر شخصياً الاجتماعات التي تكون بحضور رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، أو أمين عام حزب الله «حسن نصر الله».
وآخر مرة شوهد فيها «بدر الدين» حين كان حاضرا في جنازة «جهاد مغنية، ابن نسيبه ورفيق دربه الطويل في «حزب الله» «عماد مغنية»، الذي قتلته غارة نفذتها طائرة إسرائيلية بلا طيار على قافلة عسكرية كان جهاد في عدادها، إلى جانب مستشارين إيرانيين، في الجزء السوري من هضبة الجولان.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز حينها إن «بدر الدين» نفسه كان المستهدف في الغارة، حيث كان من المفترض أن يواكب الضباط الإيرانيين، لكنه غيّر خططه في آخر لحظة.
وحتى العام 1982 كان بدرالدين ومغنية ضمن صفوف ما يعرف بقوات 17، التي كانت جزءا من حركة فتح الفلسطينية في لبنان، لينضم لاحقا إلى حزب الله ويصبح عضواً في ما يسمى مجلس الشورى فيه، ورئيسا لوحدة العمليات في الخارج، إلى جانب كونه مستشارا للأمين العام للحزب حسن نصر الله، بحسب ما تذكر مواقع مقربة من الحزب.
وجنده الحرس الثوري مع «عماد مغنية» عام 1982 قبل تأسيس «حزب الله» رسميا.
شارك عام 1983 مع «عماد مغنية» في استهداف السفارة الأمريكية بالكويت ومقري المارينز والجنود الفرنسيين في بيروت، حيث اعتقل في الكويت في العام نفسه، وحكم عليه بالإعدام.
ومن أجل الضغط على السلطات الكويتية لإطلاق سراحه، قامت خلية من «حزب الله» بقيادة «عماد مغنية» باختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية عام 1988، قبل أن يفرّ من السجن في عام 1990 أثناء غزو العراق للكويت، ليعود لاحقا إلى لبنان بمساعدة من الحرس الثوري الإيراني.
كما لـ«بدر الدين» علاقة بتفجير الخبر عبر ما يدعى حزب الله في السعودية عام 1996.
أسس «حزب الله العراق» عام 2003، وهو متهم بعدد من الاغتيالات في بيروت.
ولا تتوفر معلومات كثيرة أو موثّقة عن «بدر الدين أو غيره من قيادات «حزب الله» كون تلك المعلومات تحاط بسرية تامة.