قال وزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند» الثلاثاء، إن بريطانيا تجري تحقيقاً عاجلاً بشأن تقارير عن استخدام قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، ذخائر عنقودية بريطانية الصنع في اليمن
وورد في تقرير نشرته منظمة العفو الدولية الاثنين، فإن المنظمة وثقت استخدام قنابل عنقودية في اليمن صنعت ببريطانيا في السبعينات.
وقال «هاموند» للبرلمان «تجري وزارة الدفاع الآن تحقيقا عاجلا في المزاعم التي أثيرت».
وأضاف أن «الأسلحة التي وصفت في التقرير، تعود إلى عقود مضت وأن القانون البريطاني يمنع تزويد أحد بمثل هذه القنابل».
وأوضحت منظمة «العفو» الدولية في تقريرها، أن الأطفال والمدنيين في اليمن «باتوا يُقتلون ويشوهون» جراء القنابل العنقودية غير المنفجرة، مطالبة التحالف بوقف استخدام هذه الذخائر، والمجتمع الدولي بالمساعدة في تنظيف المناطق.
وقالت إن «الأطفال وعائلاتهم العائدين إلى منازلهم في شمال اليمن بعد أكثر من عام على النزاع، في خطر شديد من التعرض لاصابات خطرة أو الموت جراء آلاف الذخائر العنقودية غير المنفجرة».
وأشارت المنظمة إلى أن تقريرها يستند إلى مهمة استمرت عشرة أيام في محافظات صعدة وحجة وصنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق، «علي عبدالله صالح»، منذ عام 2014.
وتعرضت هذه المناطق بشكل دوري لغارات جوية من «التحالف العربي» بقيادة السعودية، والذي بدأ التدخل في اليمن دعما لقوات الرئيس، «عبد ربه منصور هادي»، منذ أواخر مارس/ آذار 2015.
وفي تقريرها، رأت الباحثة في منظمة «العفو»، «لمى فقيه»، إنه «حتى مع تراجع وتيرة الأعمال القتالية، لا تزال حياة المدنيين، وبينهم الأطفال، على المحك في اليمن مع عودتهم إلى حقوق ألغام بحكم الأمر الواقع».
وأضافت أن هؤلاء «لا يمكنهم العيش بأمان إلى حين تحديد المناطق المتضررة في منازلهم وحقولهم ومحيطها، وتنظيفها من القنابل العنقودية القاتلة والذخائر الأخرى غير المنفجرة».
وأوضحت المنظمة أنها عثرت في مهمتها الأخيرة باليمن، على قنابل عنقودية مصنعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل، مستخدمة من قبل التحالف.
وأشارت إلى أنها وثقت عشر حالات أدت إلى مقتل وإصابة 16 مدنيا جراء القنابل العنقودية، بين يوليو/تموز 2015 وأبريل/نيسان 2016.
ووجد باحثو منظمة العفو قنابل متفجرة جزئيا من أحد النماذج BL-755، والتي تم تصنيعها من قبل شركة (HE Ltd) البريطانية في السبعينات، وذلك في محافظة «حجة» اليمنية على بعد ستة أميال من الحدود السعودية.
وتم تصميم هذا النموذج ليتم إطلاقة بواسطة طائرة تورنادو التي باعت بريطانيا العشرات منها إلى السعودية في العقود الأخيرة.
وأضاف «بالنظر إلى أن هذا النوع من القنابل العنقودية من المرجح جدا أن تكون قد استخدمت في تركيبة طائرات تورنادو الحربية التي باعتها المملكة المتحدة إلى السعودية، فإن هناك احتمال أيضا بأن موظفي الدعم البريطاني قد تورطوا في تفجير القنابل العنقودية في اليمن»، وأضاف «سبراغ» «في حال تأكد هذا، فإن الفضيحة قد تكون مدوية».
وأدى النزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من عام، إلى مقتل أكثر من 6400 شخص وتهجير 2.8 مليون آخرين، حسب أرقام الأمم المتحدة.