"إعمار غزة" ينطلق في القاهرة وسط تشاؤم المانحين بسبب غياب أفق لحل سياسي

الأحد 12 أكتوبر 2014 10:10 ص

استقبلت القاهرة اليوم الأحد، بحضور الرئيسين المصري والفلسطيني، موفدين لأكثر من 50 دولة من بينها قطر وتركيا في إطار مؤتمر إعمار غزة والذى يمتد ليوم واحد، وسط شكوك حول قدرة المؤتمر على الإيفاء بالمبالغ التي تتطلع إليها فلسطين لإعادة إعمار القطاع.

وطالب الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، في كلمته، بتوفير أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، وناشد المجتمع الدولي لدعم الجهود الفلسطينية الرامية إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يضع سقفا زمنيا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ولفت إلى أن سبعين عائلة أبيدت كما أصبحت أحياء كاملة ركاما وشرد مئات الآلاف.

وقال مسؤول فلسطيني قبل بدء المؤتمر إن دولا عربية تعهدت بتقديم نحو ملياري دولار، في حين عبَّر دبلوماسي في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية عن أن «بعض التشاؤم يخيم على الأجواء» لأن المانحين «تعبوا من دفع المال في غياب حل سياسي في الأفق».

ويضم المؤتمر ممثلي أكثر من 50 بلدا،ً بينهم قرابة 30 من وزراء الخارجية، والأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون»، وأمين عام جامعة الدول العربية «نبيل العربي»، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى «كاثرين آشتون»، ومبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط «توني بلير»، وممثلو عدة هيئات إغاثية ومنظمات دولية وسياسية، مثل صندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية.

من جانبه، كشف الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» أن «خطة الأمم المتحدة بدعم إعمار قطاع غزة تقدر بنحو 2.1 مليار دولار»، وأشار إلى أن «نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية».

وتعهدت الولايات المتحدة الأميركية بتقديم 212 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، وأكد وزير خارجيتها «جون كيري» أمام مؤتمر المانحين في القاهرة أن التحديات الإنسانية هائلة، وقال إن «شعب غزة بحاجة ماسة إلى مساعدة ليس غدا وليس الأسبوع المقبل وإنما الآن».

وقد وجهت مصر والنرويج الراعيتان للمؤتمر، الدعوة إلى نحو 60 دولة من بينها تركيا وقطر، دون (إسرائيل)، التي لم تتم دعوتها بالأساس، ويهدف المؤتمر - طبقا للمعلن - إلى تثبيت وتعزيز أسس اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي تم التوصل إليه في أغسطس/ آب الماضي، و توفير الدعم الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، فضلا عن تعزيز آلية الأمم المتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع والمواد من وإلى قطاع غزة بما في ذلك مشروعات القطاع الخاص وتسهيل إزالة القيود وتوفير إمكانية الوصول لهذه البضائع بما يسهم في توفير المناخ السياسي المناسب للتوصل إلى حل إقامة الدولتين لإنهاء الصراع القائم.

وخلال مؤتمر المانحين الذي تنظمه مصر والنرويج، ستحدد الأسرة الدولية ما إذا كانت مستعدة لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته ثالث حرب تشنها إسرائيل خلال 6 سنوات.

من جانبه دعا الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»: «إسرائيل حكومة وشعبا لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون إبطاء»، وحث إسرائيل على إطلاق جهود جديدة للسلام استنادا إلى المبادرة العربية. وقال إن إعادة الإعمار تستند إلى التهدئة الدائمة المرهونة بتسوية عادلة وشاملة.

ويرى المراقبون أن مصر تستهدف من هذا المؤتمر تعزيز قوة السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وهو ما سيضع حدا لسيطرة حركة «حماس» على القطاع، حيث من المتوقع أن ينتهي المؤتمر إلى توصيات تمنح السلطة وحكومة التوافق إدارة عمليات إعادة الإعمار، وحركة المعابر، ومنها معبر رفح.

وبحسب الإحصاءات الموثقة، قد أسفرت الحرب الأخيرة التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين، و73 إسرائيلياً معظمهم من الجنود والعسكريين، كما تسببت فى تشريد ما لا يقل عن مائة ألف فلسطيني وتدمير ما لا يقل عن 80 ألف منزل كلياً وجزئياً، إضافة إلى تدمير العديد من مرافق البنية التحية وشبكات توزيع المياة والكهرباء، طبقا لبيانات منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».

هذا وقد وضعت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء رامى الحمد لله خطة تفصيلية لإعادة الإعمار بتكلفة مقدرة «أربعة مليارات دولار» على الأقل حيث تطلب «الأونروا » وحدها 1.6 مليار دولار لتغطية احتياجاتها العاجلة، بينما يتوقع الخبراء أن يعجز مؤتمر القاهرة عن الوفاء بكل هذه المبالغ.

ففى تصريحات صحفية أدلى بها أحد المسئولين الأمريكيين جاء فيها: «من الإنصاف أن نقول إن هناك تساؤلات جادة يثيرها المانحون»، مشيرا إلى مخاوف من «العودة إلى هنا وفعل الشيء نفسه من جديد خلال عام أو عامين«، وهى المخاوف ذاتها التى نقلها موقع «الجزيرة نت» على لسان أحد الديبلوماسيين الغربيين والذى تحدث عن إرهاق أصاب الجهات المانحة، موضحاً أن مشروعات البنية التحتية التي أسهمت في تمويلها هذه الجهات تم تدميرها في الحروب الإسرائيلية ضد القطاع وأن «بعض التشاؤم يخيم على الأجواء، إذ إن الناس تعبوا من دفع المال في غياب حل سياسي في الأفق»، وتوقع المسئول ألا تستطيع المؤتمر الإيفاء بالمبلغ المطلوب.

من جانبها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عن تقديم حزمة مساعدات  بقيمة 118 مليون دولار، وينتظر أن تعلن بعض دول أوربا أرقاماً للمساعدات بدورها، فى حين ستتحمل دول الخليج عبء النصيب الأكبر من هذه التركة الثقيلة.

بدوره، سيطلق «جون كيري» الذي توجه إلى القاهرة، دعوة إلى استئناف الحوار خلال المؤتمر الذي سيلتقي على هامشه رئيس السلطة الفلسطينية، كما قال دبلوماسيون أميركيون.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

إعمار غزة مصر السيسي حماس أبومازن

الحمدلله: السعودية تتبرع بنصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة

الإمارات تقدم 41 مليون دولار لإعادة إعمار غزة

مؤتمر إعادة إعمار غزة يجمع 5.4 مليار دولار لدعم الفلسطينيين منها مليار من قطر

الغياب العربي مطلق وللغرب الأمريكي حق القرار

«ملالا» الفائزة بجائزة «نوبل» تتبرع بإعادة ترميم مدرسة في غزة

قطر: لم ندخر جهدا في تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين

هل ستمحو غزة ظلام السيناريوهات السوداء؟

غزة بانتظار رد قطر

«قرقاش» يلتقي الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

عدم بدء إعمار غزة قد يدفع حماس إلى الحرب مجددا

مشروع قطري لتشغيل 20 ألف عامل من قطاع غزة

قطر ترسل 200 مليون دولار «دفعة عاجلة» لإعمار غزة

«وورلد تريبيون»: غزة علي وشك الانفجار في وجه الاحتلال ومصر والسلطة الفلسطينية

مصر تستنكر ما تضمنه بيان المبعوث الأممي «روبرت سري» حول غزة

معهد الأمن القومي الإسرائيلي: غزة وإسرائيل تقتربان من مواجهة "غير مرغوبة"

سلطة رام الله تخشى من تهميش دورها مع تسارع جهود قطر لإعمار غزة

البنك الدولي: اقتصاد غزة على حافة الانهيار

الحكومة الفلسطينية: تلقينا 30% من التمويل الدولي لإعادة إعمار غزة

120 طفلا في غزة يتسابقون بدراجات هوائية للمطالبة برفع الحصار