وزير ومفكر بحريني: دول الخليج مصادر تنفيذ لإرادة الخارج بالوكالة

الجمعة 17 أكتوبر 2014 02:10 ص

وجه كاتب بحريني محل ثقة لقيادات خليجية انتقادات لاذعة لقادة الخليج متهما إياها بأنها أصبحت بقصد أو بغير قصد، مصدر تنفيذ لإرادة الخارج بالوكالة، ومصدر تمزيق وخلط أوراق في الساحة السياسية القومية، بل مصدر وأداة لكل أنواع الجنون القبلي والإثني والمذهبي الطائفي.

الكاتب البحريني «على فخرو» في مقاله الأسبوعي والذي ينشر عادة في عدة صحف خليجية وعربية ومن بينها صحيفة الخليج الإماراتية والتي لم تنشر هذا المقال لخطورة ماتناوله من تساؤلات واتهامات مبطنة للإمارات والسعودية على وجه التحديد ونشرته صحيفة «القدس العربي» تحت عنوان مجلس التعاون ودوامة المخططات جاء فيه:

«من حق المواطن في دول مجلس التعاون أن يطرح السؤال التالي: ما الهدف الوطني أو القومي من وراء إقحام هذه الدول نفسها في كل صراع أو خلاف أو تنافس سياسي يظهر في أي بقعة من الوطن العربي، بل وأحياناً خارج هذا الوطن؟».

وفي أول دليل يوثق به تساؤله الاستنكاري، يشير إلى دور بعض الدول الخليجية في دفع الشباب الخليجي للجهاد في أفغانستان تحت «مظلة الاستخبارات الأمريكية وذلك باسم حماية الدين»، حسب «فخرو».

وتساءل «فخرو»: «هل تستطيع سلطات الدول، التي أقحمت نفسها في ذلك العبث الدولي أن تقول لنا ما الذي استفادته دولها على المستويين الوطني والقومي من المساهمة في تدمير الاتحاد السوفييتي؟».

وفي دفقة أخرى من توصيف الدور الخليجي يقول:«اليوم تمارس ذات الدول وتجر معها بقية دول مجلس التعاون، إقحام النفس العبثي ذاته، والسًّماح لأن تكون بلدانها وأموالها الأداة ذاتها في يد اللاعبين الدوليين الكبار، وعلى الأخص في يد استخباراتهم»

ويتطرق «فخرو» لبعض النماذج التي «تعبث بها أيدي خليجية»، قائلا: «هذا الإقحام متواجد في الصراعات الليبية، في الانتخابات التونسية، في الخلافات اللبنانية، في التجاذبات المصرية، في الصراع التدميري السريالي في سوريا والعراق، في الانقسامات والمؤامرات في اليمن، في السودان والأردن وباكستان والداخل الخليجي نفسه والعديد من دول العالم».

ويستطرد «فخرو» معددا مظاهر العبث : «هذا الإقحام يشمل ساحات الاقتتال الدموية، ساحات التنافس السياسي الانتهازي، ساحات الإعلام البذيء، ساحات المساجد ومدارس الفقه وحفظ القرآن وساحات مؤسسات المجتمع المدني بكل أشكالها».

ويعود «فخرو» لطرح التساؤلات التي يموج بها عقل كل خليجي وعربي قائلا : «كيف تستطيع دول متواضعة في أحجامها السكانية وقدراتها العسكرية والصناعية والاقتصادية والثقافية والعلمية أن تدخل نفسها في كل تلك الساحات وتتصرف وكأنها كتلة دولية كبرى؟ ذلك أن الكثير من التواجد غير المفسَر، بل والمحير، لدول المجلس في ساحات كثيرة ليس لما يحدث فيها أي ارتباط مباشر بمصالح دول المجلس الحيوية، هذا التواجد الذي لا يهدأ على حال آن له أن يطرح للنقاش بموضوعية تامة حتى يعرف المواطنون إلى أين يسير هذا المجلس؟».

وفي موضع آخر، يقول «فخرو»: «فهناك الضغط الغربي الدائم على دول مجلس التعاون لتسدد فواتير الحروب والصراعات في هذا الإقليم ولتساهم بشكل كبير في إعادة إعمار ما تهدمه تلك الحروب والصراعات. ومن أجل ذلك تطورت الضغوط لإقحام دول المجلس في تجييش وتسليح التكفيريين من جهة وفي دفع الرشاوى وشراء الذمم لهذه الجهة السياسية أو الإعلامية أو الدينية أو تلك من جهة أخرى»، على حد قوله.

وعن دور دول المجلس بالوكالة، يوجه «فخرو» اتهامات خطيرة للغاية لدول الخليج، فيقول: «وتكتمل الصورة ويتضاعف الإغراء عندما تتناغم الرغبة الخارجية الخبيثة مع الأسباب الانتهازية الداخلية، وما أكثر صورها وبلاداتها ومهازلها، لتصبح دولنا الخليجية، بقصد أو بغير قصد، مصدر تنفيذ لإرادة الخارج بالوكالة، ومصدر تمزيق وخلط أوراق في الساحة السياسية القومية، بل مصدر وأداة لكل أنواع الجنون القبلي والإثني والمذهبي الطائفي».

وفي خضم غضبه يذكر «فخرو» الحكومات الخليجية بوجود شعوب خليجية، فيقول: «هناك ثروة عامة تخص المواطنين الساكنين في هذه الأرض العربية تحرق وتبعثر دون رقابة أو محاسبة برلمانية وإعلامية ومجتمعية، ودون أن يعرف المواطنون لماذا وكيف وإلى أين وماهو الثمن ؟».

ويختتم «فخرو»: «مأساة غياب الديموقراطية الحقة، إنها مأساة الضعف التاريخي للمجتمع ومؤسساته المدنية، إنها التهميش المتعمد للمواطن، إنها جريمة بحق الأجيال القادمة". 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية