أعلنت مصر استعداد قواتها البحرية لحماية أمنها الاقتصادي ومياهها الإقليمية وذلك بعد سيطرة ميليشيات الحوثي على الحديدة، فيما شدد مسؤول يمني أن مضيق باب المندب سيحميه كل يمني.
أعلن قائد القوات البحرية المصرية الفريق «أسامة الجندي» أمس الاثنين أن بلاده «تتابع الموقف في اليمن يوميا» وتأثيره على مضيق «باب المندب»، مشيرا إلى أن «أي خطورة على الأمن القومي المصري سيتم التعامل معها طبقاً للموقف»، كما شدد على «جاهزية القوات البحرية لحماية المياه الإقليمية والاقتصادية والسواحل المصرية في الاتجاهات كافة».
وردا على سؤال جول الأوضاع في اليمن خلال مؤتمر صحفي بمناسبة اليوم السنوي للقوات البحرية قال «الجندي»:«قناة السويس خط أحمر... ندرس المنطقة والدول وطبيعة العدائيات في حال تعرض مصالح مصر للخطر»، مؤكدا على تأمين المجري الملاحي للقناة في الاتجاهين ومناطق انتظار السفن العابرة باستخدام الوحدات البحرية. وأشار إلى أن «القوات البحرية تمتلك حالياً وحدات ذات تقنية عالية للعمل في المجالات كافة وحماية المسرح البحري للبلاد».
جاء ذلك في الوقت الذى سيطرت فيه ميليشيات الحوثي على «الحديدة» التي تعد من أكبر المدن اليمنية وعلى مينائها الاستراتيجي على البحر الاحمر في خطوة تؤكد استمرار الميليشيات الشيعية في توسيع رقعة نفوذهم في اليمن، فيما يبدأ الحراك الجنوبي تحركا جديدا للمطالبة بالانفصال.
وتسهم السيطرة على «الحديدة» في تعزيز الشبهات بسعي ميليشيات الحوثي للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الأحمر ما يؤمن لهم السيطرة على مضيق «باب المندب»، الأمر الذي قد تستفيد منه إيران المتهمة من قبل السلطات في صنعاء بدعم ميليشيات الحوثي.
سيطرت ميليشيات الحوثي على المدينة الاستراتيجية من دون مقاومة تذكر من السلطات، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية.
وبدأت الميليشيات الحوثية منذ الاثنين قبل الماضي الانتشار بالزي العسكري في «الحديدة» التي تعد من أكبر مدن اليمن، وفي المناطق المحيطة بها، بحسب مصادر أمنية، وتاتي هذه التطورات غداة تكليف «خالد بحاح» بتشكيل حكومة توافقية بموجب اتفاق السلام والشراكة الذي وقعته ميليشيات الحوثي مع الرئيس اليمني في 21 سبتمبر/أيلول.
من ناحية أخرى، قال المحلل السياسي اليمني «فهد العريقي»، «إن مضيق باب المندب شريان حيوي لا يمكن لأي جهة التأثير فيه، خاصة أن هناك التزامات دولية على كل الأطراف الالتزام بها سواء من الجانب المصري أو اليمني»، مشيرًا إلى أن «لغة التصعيد غير مطلوبة في هذه المرحلة».
وأضاف «العريقي»، خلال مداخلة تلفزيونية، أن «اليمن في وضع حساس خاصة في ظل غياب الدولة، والأمن، وعدم تشكيل الحكومة، وهذه العوامل تركت مجالًا للفوضى أن تتدخل، لكن في الوقت نفسه هناك عوامل استراتيجية، وشئون إقليمية، لا يمكن المساس بها».
وأشار إلى أنه «مهما تدهورت الأحوال في اليمن، فالشعب اليمني هو الذي سيحمي مضيق باب المندب؛ لأن العلاقات بين مصر واليمن تاريخية، والشعب اليمنى يحمل للشعب المصرى كل القيم والمعانى الطيبة والعديد من الذكريات التي لا يمكن أن ينساها».
كما أبدى «العريقي» تفاؤله على الرغم من تأزم الأمور في اليمن، مؤكدًا أن «الأمور لن تصل إلى تهديد الأمن القومي المصري»، مشددًا في الوقت ذاته، أنه «لا يمكن لفصيل أو جهة التحكم في مصير اليمن، وأملنا في الحكومة القادمة أن تحل كل الخلافات».