أصيب العشرات من الفلسطينين ، اليوم الأربعاء، بحالات اختناق وبشظايا القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، خلال مواجهات عنيفة اندلعت صباح اليوم في الأقصى ومسجده القبلي، وعلى أبوابه المغلقة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين الموجودين في المسجد وحاصرتهم داخله.
أما قاضي القضاة الفلسطيني، «محمود الهباش»، فقد أكد أن ما تقوم به إسرائيل سيؤدي إلى حرب دينية لا تحمد عقباها، بينما واستدعى الأردن السفير في إسرائيل احتجاجاً على الانتهاكات في القدس.
وأضاف وزير شؤون القدس بالحكومة الفلسطينية «عدنان الحسيني» قوله إن الشرطة الإسرائيلية منعته وجميع المصلين من دخول الأقصى واعتدت عليهم.
عملية دهس بالقدس
من ناحية أخري، استشهد شاب فلسطيني وقتل إسرائيليين وأصيب 13 آخرون، في عملية دهس بشارع «شمعون» بالقرب من الشيخ جراح في القدس، وأشارت المواقع العبرية إلى أن إسرائيليا قتل وأصيب 13 آخرون بينهم أربعة بجراح خطيرة وواحد متوسط والآخرون بسيطة.
وجرى نقل بعض المصابين الى مستشفيات «شعاري تصديق» و«هداسا عين كارم»، في حين قامت طواقم الاسعاف بمحاولات لانقاذ حياة من وصفت جراحهم بالميؤس منها.
ومنفذ العملية هو الشهيد «إبراهيم محمد داود العكاري»(48 عاما)، استشهد برصاص جنود الاحتلال بعد إطلاق الرصاص على رأسه ورقبته بصورة مباشرة.
والشهيد «العكاري» هو شقيق الأسير المحرر «موسى العكاري»، الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى «صفقة شاليط- وفاء الأحرار» وأبعد الى تركيا.
وفي تفاصيل العملية ذكرت أن السائق الفلسطيني الذي كان يستقل سيارة تجارية من نوع «فورد ترانزيت» بيضاء اللون اقتحم موقف القطار الخفيف في شارع «شمعون» في الشيخ جراح، مما تسبب بوقوع عدة اصابات في صفوف المستوطنين، وبعد ذلك ترجل من السيارة وأخذ بضرب عدد من المارة بقضيب حديد، قبل ان يطلق عليه النار جنود "حرس الحدود" ما تسبب في استشهاده.
ووصل لإلى موقع العملية وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي «يتسحاق أهرونوفيتش» والقائد العام للشرطة الاسرائيلية ورئيس بلدية الاحتلال في القدس «نير بركات».
في حين قالت نائب وزير الاسكان «تسيبي حتطبولي» إن «الارهاب يرفع رأسه في القدس بسبب فقدان الحكومة الاسرائيلية للأمن في المسجد الأقصى، وبسبب ذلك تظهر هذه العمليات، وقد حان الوقت كي تعمل الحكومة بقوة على فرض الأمن في القدس، كوننا نتعرض لهجمات متوالية من قبل الفلسطينيين في القدس».
القيادة الفلسطينية تتوجه إلي مجلس الأمن
من جانبه، أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية «نبيل أبو ردينة»، ان القيادة الفلسطينية قررت «التوجه إلى مجلس الأمن فورا» لطرح مسالة التصعيد الاسرائيلي في المسجد الاقصى.
وأضاف «أبو ردينة» في تصريح صحفي وزعه مكتب الرئاسة الفلسطينية «إن القيادة بدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن».
ويأتي الاعلان عن هذا القرار الفلسطيني في ظل اشتداد مواجهات بين شبان فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية في باحات الاقصى عقب محاولة متطرفين يهود اقتحام الاقصى.
وقال «أبو ردينة» في بيانه أن «الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي».
وأضاف أن هذا «يؤكد اننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى، الأمر الذي حذرنا مراراً بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخلياً وإقليمياً، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة».