غاب اعتقال الناشطة السعودية شبه المعارضة سعاد الشمري عن وسائل الإعلام السعودية المرئية الحكومية والخاصة ، فيما اكتفت بعض المواقع الإلكترونية المحلية بنقل خبر تأكيد اعتقالها بتهمة الإساءة للإسلام في جدة ، وإيداعها في سجن "بريمان".
تهمة الإساءة للإسلام في المملكة السعودية تبدو وكأنها تتمتع بأسقف عالية ، وصلاحيات واسعة ، يستطيع ضمنها صاحب الشكوى أن يودع الشخص الذي يريده ويتهمه فيها بالسجن فوراً ، دون الاطلاع على حقيقة تلك التهمة ، والأسباب الفعلية للاعتقال المباشر ، وكأن المسألة تصفية حسابات تحركها بعض المنظومات والهيئات الدينية عبر شكاوى شخصية لا تتعلق بتدخل مؤسسات الدولة ذاتها وفرض هيبتها بشكل آخر ، وهذا ما يؤكده بعض النشطاء السعوديين في الخارج على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” .
تحاول بعض المؤسسات الدينية النافذة ، في مملكة تستمد دستورها من الشريعة الإسلامية ، وتطبقه باختلاف أشكاله أن تفرض طوقاً حديدياً شديد الصلابة والمرونة في آن واحد ، حيث يخدم تشريعاتها وقوانينها فقط التي لا تتوافق في غالب الأحيان مع إطار المطالبات الإصلاحية الاجتماعية والثقافية ، وتعزيز دور المرأة ، بالإضافة لكف يد تحكم السلطة الدينية بحرية المواطن السعودي كفرد ومجتمع ، البعيدة بالتأكيد عن تلك السياسية التي قد تأخذ طريقة التعامل معها منحاً آخر ، وتعد الناشطة الشمري أحد أعمدة تلك المطالبات التي تستجلب لها دائماً تهم التكفير والخروج من الملة .
يحتاج الإعلام السعودي إلى أن يكون أكثر جرأة بطرح تلك الإصلاحات الاجتماعية ، نشطائها ، وأصحابها ، يتحدث عنهم ، ويناقش طلباتهم ، ودعواتهم للانفتاح بمنظور ديني لا سياسي ، يسلط الضوء على تهمهم وأسباب اعتقالهم ، وليس بالضرورة أن يتبناها ويدافع عنها ، لكن طرحها والدخول في تفاصيلها يعطيه شرف المحاولة والمصداقية ، وهذا باعتقادي يكفيهم ويكفيه.
تعازينا الحارة "للقرني والهلال"
قال المقدم الرياضي ذو العصبية الدائمة والانفعال المفرط وليد الفراج في برنامجه “أكشن يادوري” على قناة “إم بي سي” أكشن ، معلقاً على خسارة منتخب الهلال السعودي أمام ويسترن سيدني الأسترالي في نهائي كأس آسيا وخسارته اللقب ، أن خسارته كانت مشرفة ، وحاول بكل طاقاته أن يفوز بالمبارة ، المهم بحسبه تواصل تواجد الأندية السعودية ، بمثل تلك البطولات .
يبدو أن مشجعي المنتخب الأسترالي من السعوديين كانوا محقين في تفضيلهم له على منتخبهم المحلي “الهلالي” الذي ضيع لقب البطولة ، وحرك مشاعر الشيخ الداعية عائض القرني الذي هب لنصرته قبل المباراة بتغريدة “تويترية” ، ودعا لتشجيعه ، بغض النظر عما قاله زميلنا الفراج ، وافتخاره المزعوم هذا بخسارة منتخب يحمل جنسية بلاده .
علمي بعالم الرياضة كما علم الخباز بالنجارة ، لكن تعليق الفراج المفعم بكرامة المهزوم المزعومة ، ذكرني بحماسة الشيخ القرني المفرطة لفريق بلاده “الهلال” من باب العقيدة والوطنية كما قال قبل خسارة المباراة من الفريق “الأجنبي” ، فأين هو منهم ، ولماذا لم “يغرد” مواساة لهم بعدها ؟! الظاهر أنه نسيهم كما تناسى “الأقصى” ومرابطيه في تغريداته ، فأين هي الوطنية المزعومة يا شيخ التي تظهر في الانتصارات ، وتختفي عند الهزائم ؟ كل تعازينا الحارة “للهلال” ، واللهم في الرياضة ، لا شماتة !
"العربية" حقاً .. أم "العبرية"؟!
كنت أثناء عملي كمحرر في إحدى الصحف المحلية السعودية الورقية ، استمع لمسميات يتداولها الزملاء على اختلاف جنسياتهم في الصحيفة ، كتوصيف لبعض القنوات الإخبارية ، ومستمدة من بعض أفعالها اللامهنية بحق العروبة والإسلام وغيرها من الأمور التي تدعو للاندهاش والانذهال ، وكل ما إلى هنالك .
قناة “العربية” مثلاً كانت أبرز تلك القنوات في أروقة الصحيفة السعودية باعتبارها منبراً إعلامياً سعودياً ، وكان يطلق عليها الزملاء لقب “العبرية” بدلاً من اسمها الفعلي “العربية”، وذلك باعتبار أن أجنداتها لا تخدم مصالح “العرب” ، وإنما تدور في فلك المصالح الأمريكية والإسرائيلية وخدمتها .
بعد عدد من السنوات القليلة في العمل الصحفي ، اكتشفت أن كل الإعلام “العربي” إلا ما ندر بشقيه المكتوب والمرئي على اختلاف بلده وانتماءه وتوجهاته ، له أجندات يتبعها ومصالح يطبقها ، وأحمق من يظن كما كان يقول الزملاء أن للكلمة وأمانتها مصداقية يتبعها الكثيرون لأجلها ولأجل احترام عقل القارئ والمشاهد “كرماله” فقط ، فالصحيفة التي عملت فيها سابقاً ، وزميلتها القناة تلك المسماة بالعربية “كل يغني على ليلاه” ، حتى وإن لم تكن الأجندات والمصالح واحدة في خدمة الدول والجهات التي تتهم بها قناة “العربية” .
تنفيذ الأجندات ومصالح دول بعينها تكون عبارة فضفاضة يختلف مفعولها من وسيلة إعلامية لأخرى ، فقد تظهر مخفية بإحداها ، وفاضحة مؤسفة بشكل علني بالأخرى فقناة “العربية” يبدو أنها تتوافق مع الاتهامات التوصيفية لها ، وتتفاخر بأجنداتها العلنية الفاضحة ، فها هي مؤخراً “تتحفنا” عبر موقعها الإلكتروني الإخباري باستبدال اسم المسجد “الأقصى” باسم “المجمع المقدس″ لدى المسلمين واليهود ، وكأنها إحدى القنوات “العبرية” التي سارعت لتغطية فعاليات إغلاق المسجد “الأقصى” لأول مرة بالتاريخ في وجه المسلمين أو الفلسطينيين بالأحرى على يد قوات جيش “الاحتلال” ، ومن غير المستبعد أن يسموه الجيش “العربي” الإسرائيلي !
في مقابل هذا التحريف للقناة المذكورة الذي يخدم تطلعات الكيان الصهيوني وأطماعه التاريخية ، ومحاولاته البائسة في نزع أحقية المسلمين عن مقدساتهم ومسرى نبيهم الكريم ، يواصل البعض بالتراقص على أنغام صوت المشتركين الفلسطينيين في برنامج “آراب آيدول” على قناة “إم بي سي” إحدى أخوات قناة “العربية” في مجموعة الشرق الأوسط السعودية للإعلام ، لا بل تجعلهم بعض الأقلام الصحفية بارقة الأمل ، والبسمة الشافية لآلام وأحزان الشعب الفلسطيني ، والقوة الناعمة في إعادة فتح أبواب “الأقصى” ، كيف هذا والأخت الأولى “إم بي سي” استبدلت فلسطين بإسرائيل ، والأخت “العربية” الثانية شوهت الأقصى وغيرته واختزلته بمجمع مقدس ؟! .. لا ملامة ، فإلا العمالة والحماقة أعيت من يداويها!