قال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أمس الأربعاء إنه يسعى للحصول على تفويض جديد من «الكونجرس» في الأسابيع القليلة القادمة للحملة العسكرية الأمريكية ضد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» متخذا نهجا جديدا للحصول على دعم «الكونجرس» للقتال.
وأدلى «أوباما» بهذا الاعلان في مؤتمر صحفي بعد أن تعرض حزبه الديمقراطي لخسارة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي يوم الثلاثاء والتي أسفرت عن هيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.
وقال «أوباما»: «العالم يحتاج أن يعرف أننا متحدون وراء هذا الجهد وأن أفراد جيشنا من الرجال والنساء يستحقون دعما واضحا وموحدا».
وتقول الإدارة الأمريكية منذ بدء الحملة في أغسطس/آب الماضي إن لديها التفويض للتحرك ضد «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا بموجب تفويضات من «الكونجرس» أقرت بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على أمريكا وقبل غزو العراق عام 2003.
وقال «أوباما»: «لدينا الان عدوا من نوع مختلف، الاستراتيجية مختلفة ويجب تنظيم الشراكة مع العراق ودول الخليج الاخرى والتحالف الدولي بشكل مختلف».
وأضاف أن الأمر يحتاج إلى تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية ليعبر على أن هذه «ليست استراتيجيتنا خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة فحسب لكنها استراتيجيتنا في المستقبل».
وتابع انه سيبحث الأمر مع الزعماء الديمقراطيين والجمهوريين في اجتماع في «البيت الأبيض» يوم الجمعة.
وقال بعض الاعضاء من الحزبين ان الامر يحتاج إلى تفويض جديد من «الكونجرس» ليشمل الحملة الجوية ضد متشددي «الدولة الإسلامية» وفرق المستشارين العسكريين التي ارسلت إلى العراق للمساعدة في اعادة بناء القوات المسلحة العراقية.
«كيري»: إبرام اتفاق نووي إيراني سيكون أصعب بعد 24 نوفمبر
وفي سياق التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، قال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» أمس الأربعاء إن التوصل لاتفاق نووي بين ايران والقوى العالمية الست سيكون أصعب إذا امتدت المفاوضات بعد الموعد النهائي المحدد بيوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف «كيري» الذي كان يتحدث قبيل محادثات مقررة في مطلع الاسبوع مع وزير الخارجية الايراني إن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يبحثون -في الوقت الحالي- تمديد المفاوضات.
وقال: «اعتقد ان الأمر سيزداد تعقيدا اذا لم يمكنك» الالتزام بالموعد النهائي، مضيفا أن الامر ليس مستحيلا.
ويسابق المفاوضون الزمن لاكمال اتفاق يمكن أن يكبح البرنامج النووي لايران -الذي تخشى القوى الغربية أن يكون ستارا لانتاج قنابل ذرية- مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية.
ويبدو أن تصريحات «كيري» تهدف جزئيا الى زيادة الضغط على طهران لقبول الاتفاق الذي سيقيد تخصيبها لليورانيوم وسيفرض عمليات تفتيش للتأكد من التزامها ببنود الاتفاق.
وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية صرفة.
وقال «كيري»: «ليست لدينا حاليا نية التحدث عن مد.. لا ننظر في مد».
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي الذي اجتمع في وقت سابق مع نظيره الفرنسي «لوران فابيوس» في باريس بعد يوم من سيطرة الحزب الجمهوري على الكونجرس الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي.
ويقول كثير من الجمهوريين الى جانب بعض المشرعين من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له «أوباما» إنهم يخشون أن يقبل اوباما باتفاق ضعيف مع ايران.
وسيكون على «الكونجرس» الأمريكي أن يقر أي رفع دائم للعقوبات الأمريكية على ايران رغم أن اوباما لديه السلطات في بعض الحالات لتعليق العقوبات.
وتوقع «كيري» ألا يؤثر التغيير في مجلس الشيوخ على المحادثات النووية الايرانية.
وقال: «الأمر المعقد هو ادارة التوقعات الداخلية في أماكن أخرى»، ولم يذكر مزيدا من التفاصيل لكن بدا أنه يشير الى حلفاء امريكيين مثل اسرائيل والسعودية اللتين ما زالتا تشعران بالقلق من أي اتفاق مع ايران.
ومن المقرر أن يجتمع «كيري» في العاصمة العمانية مسقط يوم التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني مع وزير الخارجية الايراني «محمد جواد ظريف» و«كاثرين آشتون» التي أكملت حديثا فترتها كمسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي.
ومن المقرر ان تلي هذه المحادثات رفيعة المستوى يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني مفاوضات فنية بين ايران والقوى العالمية الست الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا.
وقال «كيري إنه يمكن أن يتوقع مدا للمحادثات «اذا كنا على مسافة بوصات» من التوصل لاتفاق وتتبقى التفاصيل فقط.
لكنه قال انه اذا كانت توجد «قضايا كبيرة ما زالت معلقة... فلا.. لن افعل (اتوقع المد)».
«أوباما»: ليس واضحا إن كان الاتفاق النووي الإيراني ممكنا
من ناحية أخرى، وفي تكامل للأدوار مع وزير خارجيته، قال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أمس الأربعاء إنه ما زال من غير الواضح ما إذا كان بمقدور الغرب أن ينجح في التوصل لاتفاق مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وقال إن التكهنات بشأن الاتفاق ينبغي أن تتضح خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، مضيفا أنه يوجد تراث طويل من عدم الثقة بين البلدين، في إشارة إلى علاقة إيران بالولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكي أن عدم التوصل لاتفاق سيكون أفضل من التوصل لاتفاق سيء.