السعودية تحذِّر إيران من التدخل في الشأن العراقي

الخميس 19 يونيو 2014 10:06 ص

رويترز - الخليج الجديد   

حذّرت السعودية، أمس الأربعاء، إيران من التدخل في الصراع الدائر بالعراق، والذي قالت إنه قد يتصاعد ويتفاقم ليصل إلى «حرب أهلية شاملة تتخطى آثارها الحدود العراقية»،كما استدعت الإمارات سفيرها في بغداد «للتشاور»، وانتقدت ما وصفته بالسياسات الطائفية للحكومة العراقية.

تزامن الموقفان السعودي والإماراتي، مع تهديد إيراني بأن طهران لن تتردد في ما وصفته بـ «الدفاع عن المواقع الشيعية المقدسة في العراق ضد القتلة والارهابيين» على حد وصفها، وذلك عقب مكاسب ميدانية حققها مسلحو السُنّة والعشائر هناك.

ويلفت تزايد حدة الخطاب بشأن العراق بين أكبر قوتين في الخليج، إلى أن طهرن والرياض قد جمدتا خططا حديثة لمحاولة تهدئة تنافسهما على جانبي الانقسام السني الشيعي في المنطقة.

كما ظهر البُعد السُنّي الشيعي في الصراع السعودي الإيراني في السنوات القليلة الماضية. حيث يعتبر البلدان نفسيهما ممثلين للمذهبين الرئيسيين في الإسلام.

وفي كلمة أثناء مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة أمس الأربعاء، حث الأمير «سعود الفيصل» الدول التي يعصف بها العنف على تلبية المطالب المشروعة لشعوبها وتحقيق المصالحة الوطنية من دون أي تدخل اجنبي أو جداول أعمال خارجية. وأضاف «هذا الوضع البالغ الخطورة الذي يجتازه العراق حاليا يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة»، ولم يذكر تفاصيل لكن يبدو أن تصريحاته تستهدف إيران الشيعية وهي أيضا من حلفاء حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وتابع «الفيصل» مؤكدا أن الحرب الأهلية المندلعة منذ ثلاث سنوات في سوريا زادت حدة الاضطراب الداخلي في العراق. وأضاف «يبدو أن إفرازات الوضع السوري قد أوجدت مناخا ساعد على تعميق حالة الإضطراب الداخلي السائد أصلا في العراق».

وحول استدعاء سفيرها في بغداد قالت الامارات انها قلقة من أن السياسات «الطائفية» للحكومة العراقية قد تؤدي إلى تصاعد حدة التوتر السياسي وتفاقم الوضع الأمني هناك.

وفي بيان نشرته وكالة أنباء الامارات الرسمية قالت وزارة الخارجية ان الامارات تعارض أي تدخل في شؤون العراق وتسعى نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية.وأضاف البيان إن الوزارة «تعبر عن بالغ قلقها من إستمرار السياسات الاقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي الكريم».

كما وجه رئيس الوزراء العراقي «نوري المالكي» مؤخرا، الحليف لإيران، نداء من أجل الوحدة الوطنية مع منتقدين سنة لحكومته التي يقودها الشيعة بعد تقدم كبير في شمال البلاد لمتشددين سنة على مدى الاسبوع الماضي.

ورغم اتهام «المالكي» السعودية بدعم مقاتلي تنظيم «داعش»، إلا أن السعودية حملت «المالكي» قبل أيام المسؤولية عن الأزمة العراقية مشيرة إلى ما أسمته سنوات من «السياسات الطائفية والإقصائية» لحكومته تجاه الأقلية السنية في البلاد.

وقال الرئيس الايراني «حسن روحاني» يوم السبت الماضي إن «جماعات ارهابية» تحصل على دعم مالي وسياسي وتسليح من دول في المنطقة ودول غربية قوية. ولم يذكر أسماء أي دول لكنه كان يشير جزئيا للعرب السنة في الخليج.

ويقول دبلوماسيون غربيون أن تمويل تنظيم الجبهة الاسلامية من الخليج يأتي على الأرجح من مانحين عرب خليجيين من غير الحكومات يتبعون نمطا شديد التحفظ من المذهب السني.

واشتبك تنظيم الدولة الاسلامية مع حلفاء للسعودية في الاقتتال الداخلي بين المقاتلين السنة في سوريا. واعتبرت الرياض الشهر الماضي الجماعة تنظيما ارهابيا مما يؤكد المخاوف من أن يعود شبان سعوديون صقلهم القتال إلى بلدهم لاستهداف الأسرة الحاكمة كما حدث بعد حربي أفغانستان والعراق.

وبدأت السعودية وايران في الشهور القليلة الماضية استكشاف طرق لخفض التوتر في علاقتهما. ويشترك البلدان في المخاوف من أن يتفكك العراق إلى دولة طائفية خطرة على الجميع، لكن المكاسب السريعة لتنظيم «داعش»ش يمكن على المدى القصير أن يزيد الشكوك بينهما.

  كلمات مفتاحية