نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، تقريرا تناولت فيه أبعاد الحكم في سلطنة عُمان حال رحيل السلطان «قابوس» المصاب بسرطان القولون، وأثر غيابه عن الحكم على العلاقات العربية مع السلطنة وفي المنطقة بشكل عام.
وقالت الصحيفة إن السلطان «قابوس بن سعيد» سلطان عمان يحكم البلاد منذ ما يقرب من 45 عاما، مشيرة إلى أن السلطنة تعد أكثر بلدان العالم العربي استقرارا، إلا أن استمرار علاجه في ألمانيا أثار المخاوف بشأن عملية التحول السياسي في السلطنة من بعده خاصة أنه لم يختر ولي عهد.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي تحول أو تغيير في القيادة العمانية سيكون له تأثير كبير على الشرق الأوسط وسياسات أمريكا ودول غربية أخرى تعاونت عن قرب مع السلطان في قضايا خاصة بعملية السلام بين العرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وتأمين شحنات الطاقة العالمية، وذلك منذ وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري غير دموي على والده في العام 1970م.
كما لفتت إلى الدور الكبير الذي لعبه السلطان «قابوس» للتقريب بين الإدارة الأمريكية وإيران، حيث ساعدت جهوده في المفاوضات الحالية التي تهدف تقنين تطلعات البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت عن محللين صعوبة الحصول على سلطان جديد يحل محل «قابوس» الذي يعمل كوزير للمالية والخارجية وقائد عسكري كذلك.
جدير بالذكر أن مسؤولون غربيون في مسقط قد رجّحوا أن السلطان يعاني من سرطان القولون، وهو ما جعله يتوجه لألمانيا منذ يوليو/تموز الماضي وحتى الآن للعلاج هناك.
وبالرجوع إلى أن السلطان ليس لديه أبناء ولم يختر علنا ولي عهد، إلا أن محللين سياسيين عمانيين ودبلوماسيين تحدثوا عن أن الحاكم الجديد سيكون من المرجح واحدا من الأبناء الثلاثة لعمه «طارق».
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن «مارك فاليري» الدبلوماسي الفرنسي السابق في مسقط والمحاضر بجامعة إكستير بدول الخليج، أن التحديات التي ستواجه السلطان القادم ستكون هائلة، مشيرا إلى أن السلطان الجديد لن تكون لديه القدرة على إدارة نظام مشابه لما أداره السلطان «قابوس» خلال فترة حكمه الطويلة.