أرسل الرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح» رسالة نصية إلي «الملك عبدالله» عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين واصفا إياه بـ «القائد العربي الكبير» وذلك علي «لفتته الكريمة بإصدار توجيهات بتخصيص مقاعد كبيرة في ملعب الملك فهد بمدينة الرياض، للمنتخب اليمني ضمن بطولة خليجي 22، وتوجيهاته بتخصيص طائرة لنقل أعضاء المنتخب إلى مدينة جدة ومن ثم التوجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة». بحسب الرسالة.
وبحسب مراقبون، فإن صالح أقدم علي تلك الخطوة لمغازلة السعودية و«الملك عبدالله» بعد تضييق الخناق عليه وصدور عقوبات دولية ضده، مؤكدين أن المخلوع لم يجد مناسبة لمحاولة استجداء المملكة وإعادة العلاقات القديمة معها بعد توترها الفتر الأخيرة، فلجأ إلي الحديث عن خليجي 22.
للمفارقة، فإن قرار تخصيص مقاعد كبيرة لمشجعي المنتخب اليمني صدر عن اتحاد كرة القدم السعودي، ولا علاقة لـ«الملك عبدالله» به ولم تصدر أي توجيهات ملكية بذلك، وهو ما يعزز أن «صالح» اختلق الأمر لاستغلاله فى صالحه.
وفي رسالته قال «صالح»: «هذا ليس غريبا على خادم الحرمين الشريفين الذي يكن له الشعب اليمني كل التقدير والاحترام على مواقفة الاخوية ودعمة المستمر لبلادنا»، وأضاف «صالح»: «باسمي شخصيا وباسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وكل جماهير الشعب اليمني في الداخل والخارج نثمن تثمينا عاليا لخادم الحرمين الشريفين واخوانه في القيادة السعودية هذه اللفتة الكريمة والرعاية الأبوية التي حظى بها منتخبنا أثناء مشاركته في خليجي 22 الذي اقيم في السعودية».
وكانت مصادر سياسية رفيعة المستوى قد أكدت مؤخرا أن تحركات ووساطات تجري بين الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» والمخلوع «علي عبدالله صالح» لإيجاد حلول لتفادي توجه جنوبي بإنشاء حزب مؤتمر جنوبي يمني.
وأوضحت المصادر أن الجنوبيين يخططون خلال الأسابيع القادمة لبدء تحركاتهم إن لم يستجب «علي صالح» ويدعو لمؤتمر ينتخب على ضوئه الرئيس «عبد ربه منصور هادي» أو الدكتور «عبدالكريم الإرياني» رئيسا للحزب بدلا عن «صالح».
وأشارت المصادر إلى أن «صالح لا يزال يرفض ويتحصن بعدد من مستشاريه الذين تربطهم علاقة المصلحة، متوقعة بأنه في حالة قيام الجنوبيين بتأسيس حزب المؤتمر الجنوبي اليمني فإنه سيلقى قبول الكثير من المتضررين جراء ما أسمته المصادر بالعصابات التي سيطرت على قيادات الحزب وخاصة قبيل أحداث 2011 وحتى اليوم»، كما ألمحت مصادر إعلامية مقربة من حزب المؤتمر إلى أن «صالح» يخطط لتوجيه طلب إلى واشنطن للمغادرة إليها.