استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قراءة إسرائيلية لـ"الخطر الاستراتيجي" المتصاعد في العراق

الجمعة 20 يونيو 2014 04:06 ص

عاموس غلبوع، معاريف، 18/6/2014

«نحن سنواصل مساعدة الجيش العراقي الذي بات مسؤولا عن الأمن في معظم أرجاء العراق. التواجد المدني الأمريكي الشامل سيساعد العراق على التقدم في المستوى السياسي والاقتصادي. هذه لن تكون مهامة بسيطة، ولكنها تبدو ناجحة: العراق الذي لا يوفر ملجأ للإرهابيين؛ العراق الديمقراطي، ذو السيادة، المستقر، الواثق بنفسه». هذا كان تقدير الوضع الاستراتيجي للرئيس الأمريكي «براك أوباما» في ايار 2010.

بعد أربع سنوات من ذلك، لم يتبقَ من كل هذه الاستراتيجية سوى الخرائب. فقد اعتقد الأمريكيون بأنهم يقيمون جيشا عراقيا قويا ونظاما ديمقراطيا سيكون قدوة في العالم العربي ولم يفهموا بأنه ليس مناسبا على الإطلاق للتجربة العراقية. فالديمقراطية في العراق، حسب الأمريكيين، معناها أن الأغلبية الشيعية ستحكم الأقلية السنية. وهذا يتعارض مع أنظمة العالم التاريخية، حين كان الشيعة في العراق يخضعون منذ مئات السنين لحكم السنة، وفي عهد صدام حسين قمعوا بيد من حديد.

ما يحصل الآن في العراق هو تعميق الشرخ الكبير في العالم الاسلامي بين السنة والشيعة. رافعو العلم السني (تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام) هم من النوع المتطرف الوحشي والأكثر عنفا الذي انفصل عن القاعدة بسبب "اعتدالها"، وعلى بؤرة استهدافه توجد أيضا أنظمة سنية "كافرة". هذه قوة خلقت واقعا جديدا في الهلال الخصيب: مثابة إمارة اسلامية تمتد من شمال وغرب العراق الى شمال - شرق سوريا.

واضح منذ الآن بان هذا انجاز للإسلام المتطرف، وتشجيع لكل الجهاديين بصفتهم هذه. وقد أعلنت الولايات المتحدة بأن «كل الخيارات تدرس» من أجل مساعدة الحكم في بغداد على صد المتطرفين الإسلاميين. وحاليا قررت إرسال حاملة طائرات الى الخليج الفارسي. وبتقديري ليس لها أي خيار حقيقي من أجل تغيير الوضع الجديد الناشيء في العراق من أساسه. وهي أغلب الظن ستسلم به، مثلما سلمت باستمرار المذبحة في سوريا، ومثلما سلمت عمليا بضم القرم الى روسيا. ويطرح السؤال: على ماذا أضاعت الولايات المتحدة سنة كاملة في محاولة لإحلال تسوية نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين؟ فعندما يكون كل الجرن الشرق الاوسطي مشتعلا، حاولت البحث هناك عن كيس تبن على أمل يائس في أن يكون هذا هو ما يطفيء الحريق.

والان لإسرائيل. ما يحصل ليس جيدا لنا. أولا، هذا يعطي ريح اسناد لكل عناصر الإرهاب الاسلامي المتطرف. وفروعهم يحيطون بنا اليوم من كل حدب وصوب. وبشكل طبيعي يتنطح السؤال: ماذا سيكون مصير السلطة الفلسطينية عندما لا يكون الجيش الإسرائيلي هناك، وتغرق بـ"اللاجئين" ورجال الإسلام المتطرف؟ ثانيا، للنظام الأردني يكمن خطر، وليس فقط بسبب طوفان اللاجئين الذي يغمره وسيغمره ايضا. فقد شكل دوما لنا ذخرا استراتيجيا، ولكن الان أكثر من أي وقت مضى، ترفع الأهمية الأمنية لغور الأردن بقوة أعظم.

ثالثا، في كل حدث كبير تنعقد أحيانا أحلاف جديدة. وبشكل غريب نشأ الان تماثل مصالح بين الولايات المتحدة وإيران لحماية النظام العراقي. فهل سينضج هذا لدرجة التعاون بين الدولتين؟ بتقديري، نحن بالتأكيد لن نربح من هذا.

مهما يكن من أمر، يخيل لي أن هذه أزمنة لا يصار فيها الى الإسراع في التخلي عن ذخائر استراتيجية أو الاعتماد على مخدر في شكل "مبادرة عربية" وعالم عربي ليس موجودا مثلما كان حتى قبل بضع سنوات.

  كلمات مفتاحية