بريطانيا تحيي الذكرى المئوية لـ«وعد بلفور» بصورة رمزية واعتراضات فلسطينية

السبت 25 فبراير 2017 08:02 ص

قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط «توبياس الوود»، أمس الجمعة، أن بلاده ستحيي ذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور «بشكل رمزي».

وأضاف خلال لقاء عقده مع السفير الفلسطيني في لندن «مانويل حساسيان» أن الحكومة البريطانية «لن تنظم أي احتفالات لكنها في الوقت نفسه لن تستطيع تجنب إحياءالمناسبة»، بحسب «روسيا اليوم».

وأكد «الوود» التزام الحكومة البريطانية بموقفها ودعمها لحل الدولتين، وأنها ستبذل قصارى جهدها لجعل إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» تلتزم به، كإطار وحيد لحل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي).

وأعرب الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط عن قلق الحكومة البريطانية من الوضع الحالي في فلسطين، مؤكدًا أن تصويت الحكومة البريطانية لصالح قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 2334 جاء تأكيدًا على اعتراض حكومة المملكة المتحدة على المستوطنات (الإسرائيلية).

تجدر الإشارة إلى أن السفير الفلسطيني تحدث في كلمة ألقاها في البرلمان البريطاني عن السياسة البريطانية الخارجية في الشرق الأوسط، وعن توجيه رئيسة الحكومة البريطانية دعوة إلى رئيس الوزراء (الإسرائيلي) «بنيامين نتنياهو» للمشاركة في إحياء ذكرى «وعد بلفور».

جدير بالذكر أن «وعد بلفور»، أو «تصريح بلفور»، هو الاسم الشائع الذي أطلق على الرسالة التي أرسلها وزير الخارجية البريطاني الأسبق «آرثر جيمس بلفور» بتاريخ 2 من نوفمبر/تشرين الثاني 1917 إلى اللورد اليهودي البريطاني «ليونيل روتشيلد، الذي أكد فيها تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

«وعد بلفور»

كما انتقد السفير الفلسطيني عدم اعتراف المملكة المتحدة حتى الآن بدولة فلسطين رغم اعتراف 140 دولة بها، ولفت إلى عدم قيام الحكومة البريطانية باتخاذ أي إجراءات ضد (إسرائيل) بسبب استمرارها في بناء المستوطنات.

إلى ذلك، أطلق مركز العودة الفلسطيني ومقرة لندن، الاثنين الماضي، حملة للتوقيع على عريضة بموقع الحكومة البريطانية تطالبها بالاعتذار عن «وعد بلفور».

ووصل عدد المُوقعين على العريضة حتى إعداد التقرير إلى 3326 شخصًا، وإذا بلغ عددهم 10 آلاف فإنه سيتعين على الحكومة البريطانية، وفق قوانينها، مناقشتها، فيما إذا وصل العدد إلى 100 ألف فسيكون بذلك البرلمان الريطاني أيضًا ملزمًا بمناقشتها.

من جهته، دعا المنتدى الفلسطيني الجاليات العربية والإسلامية في بريطانيا إلى إنجاح الحملة الداعية إلى اعتذار الحكومة البريطانية عن «وعد بلفور»، عبر التوقيع على العريضة المنشورة على موقع البرلمان.

كما دعا إلى نشر العريضة على أوسع نطاق لتأمين أكبر قدر ممكن من التواقيع، ليس فقط من أجل ضمان مناقشتها في مجلس العموم البريطاني، بل أيضا من أجل إعطاء إشارة لا لبس فيها مفادها أن الحق لا يسقط بالتقادم.

يشار إلى أن الائتلاف التونسي لمناهضة الصهيونية أعلن مطلع شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أنه يعتزم تنظيم حملة توقيعات عالمية للضغط على بريطانيا من أجل الاعتذار عن «وعد بلفور» الذي أيد إقامة وطن لليهود في فلسطين.

حملة فلسطينية تطالب بالاعتذار

وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية، قد قالت في 27 من يوليو/تموز الماضي إنها تتوقع خطوات أولى من بريطانيا لتصحيح الظلم التاريخي الذي حل بالشعب الفلسطيني، جراء «وعد بلفور» وما تمخض عنه.

وقالت الوزارة في بيان صحفي «إذا ما أرادت بريطانيا أن تساعد نفسها في التخفيف من عبء المسؤولية التاريخية ونتائجها، فهناك خطوات أولى يمكن أن تقوم بها، وتتمثل في تقديم اعتذار رسمي، من أعلى الهيئات الرسمية البريطانية، إلى الشعب الفلسطيني، نتيجة لما حل به بسبب وعد بلفور والانتداب، من تشريد ودمار وتهجير وقتل ومعاناة مستمرة حتى يومنا هذا».

وأضاف البيان أن الوزارة تطالب بتقديم اعتراف رسمي بريطاني بدولة فلسطين على حدود الرابع من من يونيو/حزيران عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها.

وأكدت الدبلوماسية الفلسطينية أن بريطانيا فشلت في إظهار حسن النية على مدار مائة عام، ولم تبد أسفها على نتائج «وعد بلفور» التي ألحقت معاناة كبيرة بالشعب الفلسطيني، منددة بقرار لندن الاحتفال بالذكرى المائة لهذا الوعد بمشاركة (إسرائيل)، وكأنه إنجاز مشترك ضمن هذه الصيغة المقترحة.

وكان الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، تحدث في خطابه أمام مؤتمر القمة العربية الـ27 الذي انعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، عن «الظلم التاريخي» الواقع على الشعب الفلسطيني جراء «وعد بلفور».

  كلمات مفتاحية

وعد بلفور بريطانيا احتفال رمزي اعتراض فلسطيني