تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام السوري ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط مطار دير الزور العسكري شرقي سوريا، في وقت ذكـر فيه ناشطون أن التنظيم استولى على جزء من مواقع الحماية التابعة للمطار.
وتضاربت الأنباء بشأن اقتحام المطار العسكري، فقد أعلن الجيش السوري صد الهجوم، بينما قال التنظيم إن مقاتليه يواصلون هجومهم على المطار الذي يعد من أكبر معاقل النظام شرقي سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» اقتحموا مطار دير الزور العسكري فجر اليوم السبت ولكنهم أجبروا على التقهقر، مضيفا أن عدد القتلى من الجانبين خلال القتال بلغ 119.
وكان نشطاء قالوا إن «الدولة الإسلامية» بدأ فجر اليوم باقتحام مطار دير الزور العسكري من الجهة الشرقية ومن جهة قرية الجفرة التي سيطر عليها التنظيم الجمعة، و بدأ الاقتحام بتفجير مقاتل من التنظيم نفسه بعربة مفخخة عند بوابة المطار الرئيسية، وذلك بعد قصف عنيف ومكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، على تمركزات قوات النظام في المطار، كما سمع دوي انفجار بالقرب من اللواء 137 قرب المطار، يعتقد أنه ناجم عن تفجير عربة مفخخة.
وأضاف النشطاء أن التنظيم تمكن من السيطرة على كتيبة الصواريخ الواقعة في جنوب شرق المطار.
على صعيد متصل استمرت الاشتباكات العنيفة على الجبل المطل على مدينة دير الزور، بين قوات النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية» عقب تمكن التنظيم من التقدم على الجبل والسيطرة على أجزاء منه، في حين نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في مدينة دير الزور وقرية الجفرة، كما دارت اشتباكات بين التنظيم وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني في أحياء الجبيلة والرشدية والموظفين ومنطقة حويجة صكر عند أطراف المدينة.
وقال نشطاء إن العشرات من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» قتلوا في اشتباكات مع قوات النظام السوري في محيط المطار العسكري.
وقد استمرت الاشتباكات العنيفة منذ ليلة الجمعة في المنطقة حيث حاول التنظيم السيطرة على جبل يطل على دير الزور وهو آخر منفذ لقوات النظام، بهدف قطع طريق الإمداد لقوات النظام المتمركزة داخل المطار العسكري.
الأهمية الاستراتيجية للمطار
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» توعد في وقت سابق بالهجوم على مطار دير الزور العسكري والقرى المحيطة به في سيناريو مشابه لسيطرته على مطار الطبقة في محافظة الرقة السورية.
وجاء الهجوم على أثر التقدم الملموس الذي أحرزته قوات النظام على جبهات عديدة على أطراف المطار.
تؤكد مصادر عسكرية سورية أن مطار دير الزور لن يكون مطار طبقة آخر، مستندة في جزمها على حجم وفاعلية القوة المدافعة عن المطار والتواجد العسكري لقوات النظام في نقاط واسعة خارج أسواره وفي مدينة دير الزور والمدعومة بضربات سلاح الجو.
ويشير مراقبون إلى أن خسارة المطار تعني نهاية تواجد قوات «الأسد» في المنطقة الشرقية وهو خط أحمر لن تسمح به قوات النظام بحسب المراقبين.