الأمين العام لـ«حزب رابطة أبناء الجنوب العربي»: جنوب اليمن حسم أمره نحو الاستقلال

الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 11:12 ص

قال القيادي البارز والأمين العام لـ«حزب رابطة أبناء الجنوب العربي» (الرابطة) «محسن بن فريد»، إن الجنوب حسم أمره نحو الاستقلال، لكنه أشار إلى أن ما يجري في الشمال من اجتياح «حوثي» قد يؤثر على القضية الجنوبية.

وأكد «بن فريد» في حديث صحفي، على وجود خلافات وتباينات بين المكونات الجنوبية حول كثير من الرؤى والقضايا من أبرزها هوية الجنوب، موضحا أن هذه المسألة تتأرجح وقد يختلف معه البعض بشأن بعض التسميات التي يطرحها، إلا أنه أشار إلى أنها وجهات نظر، يحترمها البعض الآخر ويعتقد أنها حالة موجودة ويجب التعاطي معها.

ويأتي هذا الحديث في ظل خروج الجنوب من سلطة الدولة بصورة شبه تامة، فيما أقر القيادي في «الرابطة» الذي يتزعمها السياسي المخضرم والمعروف «عبدالرحمن بن علي الجفري»، بارتباط بعض الأشخاص أو المكونات الجنوبية بإيران، كما أقر أيضا بسعي هذه المكونات إلى التحالف مع «الحوثيين» لإقامة إقليمين شمالي وجنوبي.

كما أشار إلى أن أوضاع الجنوب باتت على حافة الانفجار، مبينا أن «الرابطة» تنظر للأوضاع في اليمن بقلق وألم ودهشة، قائلا: « لدينا قلق أكثر مما هو قادم، فكل احتمالات الانفجار لا تزال قائمة والتوتر والاحتقان يسودان البلاد، والانفجار أمر وارد في أي وقت. وللأسف فإن الشعب اليمني العصامي الصابر في الجبال والسهول هو الذي يدفع ثمن الفلتان وغياب الدولة بعد ما قيل إنها ثورة، مرجحا أن تستمر حالة ما أسماها "اللادولة" لفترة مقبلة من الزمن».

وقال «بن فريد» إن صراع مراكز القوى المتنفذة في صنعاء سيؤثر على قضية الجنوب، معربا عن أمله من أن تستفيد الحركة «الحوثية» من تجربة نظام «صالح» وأركان نظامه البائد، فيما يتعلق بالنظرة والتعاطي العادل والمحترم مع إرادة الأغلبية الساحقة من شعب الجنوب، وأضاف أن «الرابطة» تعلم بوجود مشاورات مع أطراف جنوبية حول المسألة إقامة دولة من إقليمين، مشيرا إلى أن الأغلبية الساحقة من شعب الجنوب ليست مع هذا الاتجاه، وموضحا أن  خيار شعب الجنوب اليوم هو التحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي الاتحادية الجديدة، على حد قوله.

كما أوضح «بن فريد» أن من ينادي الآن بخيار فيدرالية الإقليمين من أبناء الجنوب لا يستطيع أن يعبر عن ذلك في أي تجمع جماهيري في أي مدينة أو قرية من قرى الجنوب، لافتا أن الحكام في صنعاء عليهم أن يدركوا عمق جرح الجنوب وأن شعب الجنوب قد أقفل ملف الوحدة مع الشمال.

وأضاف أن هناك بعض الخلافات والتباينات بين بعض المكونات الجنوبية معتبرا ذلك أمر طبيعي في العمل السياسي وهي ليست ظاهرة خاصة في الجنوب فقط، مشيرا إلى الحالة السورية والحالة الليبية.

وأكد «بن فريد» على وجود تحضيرات بشأن المؤتمر الجنوبي الجامع والذي قال إنه أصبح حديث الساعة الآن، بطول الجنوب وعرضه، موضحا أن هناك آمالا واسعة تعلقها أغلبية شعب الجنوب على هذا الحدث الوطني الكبير في هذه اللحظة التاريخية المفصلية من تاريخ الجنوب الحديث.

وأوضح أن المؤتمر الجنوبي الجامع يهدف إلى تحقيق أمرين أساسيين: الأول هو الاتفاق على رؤية سياسية واحدة هي «قيام دولة الجنوب العربي الاتحادية الجديدة»، كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية»، والثاني: هو اختيار قيادة جنوبية واسعة من مختلف الأحزاب والمكونات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال، تكون هي المرجعية لشعب الجنوب من الآن حتى قيام الدولة الجنوبية الجديدة.

وأعلن أنه قد حددت عقد المؤتمر في النصف الأخير الشهر الجاري، كما تم تحديد قوام المؤتمر، وأكملت وثائقه وحددت المعايير الواجب توافرها في مندوبي المؤتمر، بحيث يشمل كل مناطق الجنوب والمهجر.

وذكر «بن فريد» أن هناك حديثا عن أن بعض المكونات وبعض الأفراد الجنوبيين على علاقة مع إيران، إلا أنه أشار إلى أن هؤلاء خارج المجرى، وأن التوجه العام في الجنوب يعتقد أن الجنوب جزء من نسيج جزيرة العرب وأن مصلحة الجنوب تكمن في الجزيرة العربية، لافتا أن هذا النفر من أبناء الجنوب سيؤثر على السير تجاه استقلال وتحرير الجنوب.

وقال «إن فزاعة القاعدة تم استخدامها بطريقة جهنمية من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأركان حكمه وحلفائه في السنوات الماضية لتشويه الجنوب وتشويه الحراك الجنوبي السلمي وكذا لابتزاز الإقليم والعالم، ولكن هذه اللعبة انكشفت الآن»، مبينا أن الجنوب أبعد ما يكون عن التطرف والغلو الديني، ومؤكدا أن الجنوب هو الأقدر على إقامة الدولة المدنية المتحررة والمنفتحة على الآخر وعلى مختلف الديانات والحضارات.

وحول المخاوف من نشوب اقتتال جنوبي- جنوبي، قال «بن فريد» إن هذه تعتبر فزاعة أخرى استخدمها الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» وأركان حكمه وحلفاؤه ليفتوا من عضد الجنوب وشعبه، مشددا على أن أبناء الجنوب عقدوا العزم على التصالح والتسامح وأقسموا بأن دم الجنوبي على الجنوبي حرام وإن حدثت بعض الخلافات والتباينات، فسيتم حلها بالحوار والتفاهم، موضحا أن أبناء الجنوب فقد وعوا الدرس وأدركوا جميعا أن اللجوء إلى العنف في إدارة الخلافات لا يورث غير النكبات ودورات العنف الدامية.

المصدر | الخليج الجديد + يمن برس

  كلمات مفتاحية

اليمن الحراك الجنوبي شمال اليمن الحوثيين علي عبدالله صالح القاعدة

هل تلجأ السعودية للالتفاف على «الحوثي» بدعم «الحراك الجنوبي» في اليمن؟

الحراك الجنوبي يبدأ خطة الانفصال بإنشاء حرس حدود وتفعيل الجمارك

«الحراك الجنوبي» يستعد لـ«جمعة الغضب» للمطالبة بالانفصال عن اليمن

الحراك الجنوبي يطالب حكومة "اليمن الشقيق" بسحب موظفيها وقواتها ويلوح بوقف تصدير النفط