استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

موشيه أرنز: فشل أوباما في الشرق الأوسط

الأربعاء 25 يونيو 2014 11:06 ص

بقلم: موشيه أرنز، هآرتس - 24 يونيو/حزيران 2014

ملخص: الكاتب هو وزير دفاع الكيان الصهيوني الأسبق ومن اليمين الصهيوني الليكودي العنصري. يناقش أرنز الكاتب الأمريكي اليهودي توماس فريدمان ويرى أن إدارة أوباما أخطأت خطأ شديدا عندما أعرضت عن التعاون مع اسرائيل ومشاورتها في كيفية التعامل مع قضايا الشرق الاوسط - هذه النغمة تسود الكتابات الصهيونية وتعكس قلقا حادا من تراجع إسرائيل استراتيجيا.

يزعم صاحب العمود الصحفي المعروف توماس فريدمان أن الموجه الذي يوجه سياسة براك اوباما الخارجية هو "لا تفعل فعل حماقة". ويتبين أن ذلك غير كاف حينما يكون الحديث عن هذا الجزء من العالم على الأقل. فليست خطط اوباما المتعلقة بالشرق الاوسط قد انتهت الى لا شيء فقط بل خسر آلاف الامريكيين حياتهم وضاعت تريليونات الدولارات وزادت الفوضى فقط. وما نشر أنه انجاز أصبح فشلا. وأصبح أعداء واشنطن يسيطرون الآن على أجزاء كبيرة مما كان في الماضي العراق وسوريا. وتتجه ليأسها لمساعدة ايران لا غيرها وهي التي تسميها "الشيطان الاكبر".

من الواضح أن اوباما لم يقصد ذلك حينما خطب في القاهرة في 4 حزيران 2009 خطبة "البدء الجديد". وقد أكد اسمه الأوسط حسين وآباءه المسلمين كي يقنع سامعيه أنه يملك الخلفية والصفات المطلوبة ليفهم العالم الاسلامي وليقود الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بينه وبين الولايات المتحدة. وكانت تلك خطبة عبرت عن أحلام كبيرة وآمال بر لكن لم يكن يوجد فيها تقدير واقعي للشرق الاوسط والتطورات في العالم الاسلامي.

وتبين أن فهمه ومعرفته للاسلام كنواياه الخيرة ايضا لم تكن كافية له في العالم الاسلامي. فلم تكن الخطبة في القاهرة في نظر المسلمين المتطرفين من الشيعة والسنة على السواء سوى دليل وعلامة على أن الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة آتت أُكلها.

إذا أردنا أن نكون منصفين قلنا إن ادارة اوباما لم تكن الادارة الامريكية الاولى التي اخطأت اخطاء شديدة في الشرق الاوسط، فقد كان هاري ترومان في الحقيقة أول رئيس امريكي اعترف بدولة اسرائيل لكنه فرض على الدولة الشابة حظر سلاح في فترة كانت تحارب فيها الجيوش العربية الغازية، واضطرها الى التوجه الى تشيكوسلوفاكيا الشيوعية للحصول على سلاح. واستعمل دوايت آيزنهاور ضغوطا ثقيلة على دافيد بن غوريون كي تنسحب اسرائيل من سيناء وقطاع غزة بعد عملية كديش، وكان ذلك قرارا ندم عليه بعد ذلك. وأيدت ادارة ريغان صدام حسين عندما اجتاح العراق ايران.

إذا استثنينا عددا من الشواذ هنا وهناك، فان سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط كانت على مر السنين سلسلة اخفاقات وليس في ذلك عجب. لأنه كيف يستطيع الامريكيون أن يفهموا تعقد العالم العربي والاسلامي؟ والفروق بين حزب الله وفتح وحماس والجهاد الاسلامي والقاعدة وجبهة النصرة وداعش؟ وتفكير المتطرفين الاسلاميين في طهران الذين يطمحون الى الحصول على سلاح ذري؟ لقد طور كثير من الدبلوماسيين والخبراء الامريكيين بعلم السياسة قدراتهم الاستراتيجية والسياسية في فترة الحرب الباردة، ونجحوا في تأدية اعمالهم جيدا في اثنائها الى أن انهار الاتحاد السوفييتي لكن الشرق الاوسط أمر مختلف تماما.

هل كانت اخطاء اوباما محتومة؟ ليس ذلك بالضرورة. فقد كان للولايات المتحدة صديقة واحدة في المنطقة وهي دولة مستقرة وديمقراطية وحليفة استراتيجية. وهي دولة فيها أعلى مجموع في العالم من الخبراء بالعالم العربي وبمكافحة الارهاب، وفيها ايضا قيادة ذات خبرة طويلة بمواجهة الارهاب. وكانت الخبرة الاسرائيلية يمكنها أن تخدم الولايات المتحدة جيدا وربما كانت تستطيع منع عدد من الأخطاء التي اخطأتها ادارة اوباما. 

لكن اوباما استقر رأيه على مشاجرة أفضل صديقة للولايات المتحدة في المنطقة. وقد أرسل اليها في خطبته في القاهرة رسالة واضحة حينما دعا الى وقف الاستيطان في يهودا والسامرة. وفي السنوات التي تلت ذلك أوحى بأنه يتوقع من اسرائيل أن تنسحب الى خطوط وقف اطلاق النار في 1949 والتي فضل أن يسميها "خطوط 1967". ولم تتوقف لحظة واحدة الضغوط التي استعملها على اسرائيل والانتقاد الذي وجهه الى حكومتها. وهذا الجو لا يشجع التعاون والتشاور في مواضيع اخرى. فقد تكون  أُضيعت فرصة هنا.

 

  كلمات مفتاحية