يعتبر هاشتاج «#انهيار_اسعار_النفط» أحد أكثر الهاشتاجات تداولاً بين الشباب الخليجي مؤخراً، حيث وصلت عدد التغريدات عليه إلى أكثر من 15 ألف تغريدة، وفجأة طغى هاشتاج ارتدادي آخر يشبه تسونامي توتير المتصاعد تحت عنوان «#انهيار_سوق_الاسهم_السعودي»  ليقترب حتى كتابة التقرير من 300 ألف تغريدة، ليعبر عن حالة من الذعر والرعب عبرت عنها المؤشرات الحمراء لأسواق المال الخليجية عامة والسعودية والإماراتية والبحرينية والكوتية منها بشكل خاص، كأحد تداعيات تلك الهزة الكبيرة والغير متوقعة في أسعار النفط العالمي.

إعصار الهبوط

اجتاح «إعصار الهبوط» مؤشرات أسواق المال الخليجية مجتمعة أمس وفي مقدمتها السعودية والإمارات وغاب البحرين في عطلة العيد الوطني للمملكة حيث تكبدت الأسهم المحلية 41.89 مليار درهم.

حيث تعرضت السوق المالية السعودية لأحد أكبر خسائرها خلال الأعوام الأخيرة، ومضت منهزمة لليوم الثامن على التوالي الذي أطلقت عليه «الثلاثاء الحزين»، بالخسارة هي الأكبر بنحو 7.27 %، وإذا ما مضت تطورات السوق بصورتها الراهنة، فإنّها تتجه إلى تسجيل أكبر خسارةٍ أسبوعية منذ مطلع مارس2011.

كما هبط مؤشر الأسهم دبي بنسبة 7.27 % ، وتبعه تراجع مؤشر سوق أبوظبي 6.90 %. كما هبط مؤشر سوق قطر بنسبة 3.51 % وتلاه مؤشر سوق مسقط بتراجع 2.92 % وتذيل مؤشر الكويت السعري بتراجع 2.08%.

وقد جاء هذا الهبوط على خلفية انخفاض أسعار النفط دون 60 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ يوليو 2009.

فيما أدى استمرار عزوف المستثمرين والمحافظ المحلية عن الشراء و«فوبيا» الخسائر المتلاحقة بأسواق المال العالمية التي أعادت للأذهان أجواء اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى تعرض أسواق الأسهم المحلية لموجة هبوط عنيفة أخرى فاقت حدتها كافة التوقعات وفقدت الأسواق أمس 41.89 مليار درهم من قيمتها السوقية متراجعة إلى 617.28 مليار درهم.

صندوق «التناقض»

هكذا أطلق النشطاء على صندوق النقد،من خلال هاشتاج خاص كتبت عليه  نحو 115 تغريدة فقط حملت سخرية من توقعات الصندوق خلال اليومين الماضيين، والتي أظهرت مدى التناقض الذي وقع فيه.

حيث غرد أحدهم نقلا عنه :«توقع صندوق النقد الدولي أمس تراجع الفوائض المالية للدول العربية المنتجة للنفط من 275 بليون دولار العام الماضي إلى 100 بليون العام المقبل، أي 175 بليون دولار، بسبب تراجع أسعار النفط بمعدل الربع تقريباً، وانخفاض توقعات نمو الاقتصاد العالمي، وتذبذب أسعار العملات».

وكتب «هداهيد» نقلا عن صندوق النقد: «دول الخليج قادرة على تحمل تراجع أسعار النفط»، أما «محمد العتار» فكتب تصريحاً جديداً لصندوق النقد يبدو ظاهره يتعارض من الأول حيث غرد قائلاً: «#صندوق_النقد: دول #الخليج لن تضطر إلى خفض الانفاق العام جراء تراجع أسعار».

وقالت حساب «بوابة أرقام المالية» نقلا عن «لاجارد»: «تراجع أسعار النفط أمر جيد للاقتصاد العالمي وأمريكا..وخطر بالنسبة لروسيا والدول المنتجة للطاقة»، فيما نقلت صحيفة «اقتصادنا» تصريحا آخر نقلاً عن الصندوق «#لاجارد: تراجع #سعر_النفط قد يؤدي لعجز مالي في #الخليج».

حتى أن المسؤولين الخليجيين عن النفط لم يثقوا كثيرا بتصريحات الصندوق فالمغرد «صالح أحمد الشيخ» نقل عن وزيرالنفط الكويتي – وهو نموذج لآخرين - قوله « ندرس رفع الدعم عن البنزين والكهرباء والماء».

مغردون ساخرون

وكمثل الساخر من دابته التي ماتت أو تعطلت به في منطقة نائية مظلمة، راح بعض الخليجيين يندب النفط والأسهم على توتير، فـ « راعي الغاط» كتب قائلاً:« تذكرت أنواع من التونة أغلا من بعض أسهم الشركات»، وأضاف مغرداً: «كل مظاهر القوة هبطت النفط ، الأسهم ، وكل مظاهر الفساد ظهرت ام رقيبة، المخدرات».

وكتب «سالم المالكي» قائلاً: «سياسة ثاقبة ..لأجل لا يفكر الأوغاد في أمريكا باستخراج بترولهم قبل ما نخلص بترولنا»، بينما قال  «محمد آل شملان»: « إن #انهيار_سوق_الاسهم_السعودي فأس .. قطع الخيط الرفيع من الربح والمكسب والمغنم ».

وعلق «البندري الحقباني» عبر حسابه قائلاً: «عقبال انهيار سوق العقار يارب»، ويتفق معه «الصقر» قائلا «#انهيار_اسعار_النفط أحسن. يمكن ترخص الأراضي».

وعلق «IBRAHIM» ساخراً :« #انهيار_اسعار_النفط تسبب بانهيار النادي الهلالي معه.. انهض يا هلال فخلفك جمهور تعب يطاردك ليأخذ بيدك إلى منصات التتويج..»، وعلى ذات النغمة كتب «أبو عزام»: «وش اللي صاير بالدنيا .. #النفط .. #الأسهم .. #الهلال هبوووط».

بينما كتب «جورج بطرس» جانبا من الكوميديا السوداء على توتير بقوله « الولايات المتحدة الأمريكيه من عام 2002 بدأت في زراعة نوع من القمح يستفاد منه في عمليات التصنيع التي ستحل محل النفط» فيما علقت « sh3olah_Alroogi»: «إنه على المدى البعيد راح يصير رأس مالنا النفط ماله فايده وراح يصنعّون الغرب البديل يعني وزعوه علينا صدقة»!،

إلا أن « فاصل مخه » رد ساخراً: «راح نوصل مرحلة تطلب برميل النفط من الانستغرام».

وعلق «م. عبدالرحمن بن محمد» بقوله : « إن برميل النفط الآن يعادل قيمة جوّالين أبو كشاف»، أما «م.عبدالرحمن الغامدي» فكتب: «هل في ٢٠١١ كان هناك من يتنبّأ بإنتقال "أوبك" الى ذمة الله،وهذا ما يحدث الآن !».

تأديب إيران وروسيا

فيما اتجه فريق آخر من المغردين إلى التأكيد أن الأزمة موجهة كنوع من التأديب الأميركي والسعودي لروسيا وإيران، فحساب «أفديك يا وطني» علق ساخرا:«قريبا  حسن روحاني بيجي السعودية على فيزة سائق خاص»،

وأضاف «السعودية في مرحلة تأديب لإيران بالدرجة الأولى وهذه الحرب تتقنها السعودية جيدا ، قريبا سوف ترون إيران مفلسة» ، وختم «السعودية تخنق ايران وتنحر الروس من الوريد الى الوريد».

وعلق حساب «meshariy» قائلاً: «كيف يستطيع الدب الروسي مقاومة البرد القارس في ظل انهيار النفط ضربة معلم»، وأضاف: « حرب أقتصاديه شرسه خسرت فيها ايران وروسيا والشركات الأمريكيه صاحبة النفط الصخري».

ونقل حساب «الخليج أونلاين» قول نائب الرئيس الإيراني: «انخفاض أسعار النفط وراءه مؤامرة ضد إيران».

ماذا لو جف؟

سؤال طرحه بأشكال مختلفة مغردون على «توتير» وأجاب عنه آخرون وممن طرح الأسئلة «محمد ابراهيم العُمري» قائلا: «انخفاض أسعار #البترول يربك الأسواق والميزانيات في #الخليج، ماذا لو جف #البترول؟ أما آن الأوان لدراسة البدائل الإقتصادية»، وقال «لايت » على حسابه: « لازم تستعد للأسوأ سوف يأتي زمان تعود كما كان أجدادك».

وطالبت « Hessa7»بالإجابة «سواءً كان منخفظ ولا عالي بعد ما البترول يخلص ابنحمي انفسنا بايش؟؟».

أما »تميمي حايل» فرأى أننا «نستطيع أن نتعايش مع الوضع الجديد لسنوات دون أن نتأثر بسبب وجود ٢ ترليون ريال فائض».

واعتبر «شخصية مستهدفة» أننا أمام «لعبة سياسية والتاريخ يعيد نفسه»، وأوضح «فؤاد العمري» قائلا: «لابد أن نعلم أن #النفط تحول إلى لعبة بيد القوى العظمى واحتكاراتها المسيطرة ، في إطار استراتيجياتها الطويلة الأمد».

وعن مستقبل ما بعد الانهيار كتب «الشيخ د. علي الربيعي» مغرداً: « ستسقط كثير من الدول في مستنقع الديون الخارجية ومستقبل قاتم سيجتاح المنطقة»، وجادا طالب «عبدالله الملحم» بلده بتنويع مصادر دخلها قائلاً: «أما آن للسعودية أن تنوع مصادرها ؟؟ متى يأتي وقت مصادر الطاقة البديلة؟».

الجزاء من العمل

تعليقات كثيرة عبر الهاشتاجات المرتبطة بالهبوط والانهيار اعتبرت أن ما يحدث إنما هو كما قال المغرد «meerabo »: «غيض من فيض يرزقهم الله من حيث لا يعلمون ويخرج لهم كنوز الأرض فاستخدمو رزقه لمحاربة دينه»، فيما رأى آخرون ومنهم «تميمي حايل» قائلا: «من يرى أننا سنتضرر فقط قارن وضعنا مع دول مثل روسيا و إيران الداعمين الرئيسيين للطاغية الذي يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة».

بينما قال «د. علاء الدين سعفان» عبر حسابه: « منتهى السفهة والحماقة: أن يفرط شيوخ #النفط في مليارات الدولارات الناتجة عن خسائر(متعمدة) لصالح دول العالم الأول؛ و #المسلمون لايجدون طعامهم!».

واسترشد «حمد الجاسر» أو في تغريدته بعبارة كان يرددها الشيخ كشك رحمة الله «إن الله لا يحارب إن الله لا يحارب.. #الخليج_يمول_السيسي #الخليج_يخذل_سوريا ».