«ولدي الحبيب الغالي.. سعود: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. صبر جميل والله المستعان على مايصفونز أسال الله أن يرضى عنك ويثبتك، ويرفعك في الفردوس الأعلى.. والدتك خيرية سقا».

تلك كانت الكلمات الأخيرة لوالدة الناشط السعودي المعتقل الداعية الدكتور «سعود الهاشمي»، والتي بعثتها إليه من خلف الأسوار.

إنها قصة في مأساة، ومأساة ترويها قصة «دعاة الإصلاح» في السعودية، التي عادت إلى دائرة الضوء مرة ثانية بعد أن أشعل خبر وفاة والدة «الهاشمي»، يوم الاثنين الماضي، مواقع التواصل الاجتماعي، التي حمل نشطاؤها السلطات السعودية مسؤولية جريمة حرمان أم من وداع ولدها، وحرمان شعب بأكمله من نسيم الحرية.

وتعود أولى فصول القصة حينما اعتقل «الهاشمي» في 15 محرم 1428 - 2 فبراير 2007، بصحبة 9 شخصيات أخرى مرموقة في المجتمع السعودي منهم «المحامي سليمان الرشودي، والدكتور عبد العزيز الخريجي، والشيخ موسى القرني، والدكتور عبد الرحمن الشميري، والشريف سيف آل غالب غالب الشريف ،والسيد فهد القرشي، والأستاذين عبد الرحمن صديق خان وعصام بصراوي» في استراحة «سارة» بمدينة جدة، حيث كان اجتماعهم من أجل صياغة بيان إصلاحي يوجه للملك يطالبون فيه ببعض الحقوق للشعب السعودي.

ومن باب حسن الظن بالسلطات تقدم بعض الشخصيات كـالشيخ «ناصر العمر»، والداعية «محمد العريفي» والدكتور «يوسف الأحمد»، بالتوقيع على بيان أرسل سراً لوزير الداخلية، يدافعون خلاله عن الموقوفين العشر، ويرجون الحكومة الإفراج عنهم، كما كان هناك زيارات شخصية من بعض المعروفين للحكومة للتوسط في قضيتهم.

وردت السلطات على تلك المساعي في 2012، أي بعد 5 سنوات من السجن، بالحكم على «الهاشمي» بالسجن لمدة 30 عاماً، والمنع من السفر لـ30عاماً أخرى، إضافة إلى مليوني ريال كغرامة، ومن فرط الصدمة بالحكم وعدم اعترافه بإجراءات المحكمة لم يشرع «الهاشمي» في الاستئناف على الحكم حتى الآن.

وتتوالى فصول المأساة ويقضى «الهاشمي» ثلاث سنوات من حبسه في السجن الإنفرادي، وإمعاناً في التنكيل به، تم منعه من استقبال زيارات أهله لأكثر من عامين ، ثم سمح له بزيارة واحدة شهرياً، وقد تردت حالته الصحية في السجن وأجريت له عمليتين جراحيتين خلال سنوات اعتقاله.

وعلى وقع مأساة رحيل والدة «الهاشمي» غرد عبر الهاشتاج الذي دونه نشطاء وشهد تفاعلاً كبيراً: (#وفاة_والدة_سعود_الهاشمي) العديد من الشخصيات، كان أبرزهم د. سلمان العودة، والناشط عمر بن عبد العزيز، وكثيرون غيرهم على اختلاف التوجهات.

وغرد الناشط السعودي والمغرد الشهير «عمر بن عبد العزيز» قائلاً: «أنتم شهود الله في أرضه.. قالتها الفقيدة: بيننا وبينكم الله»، في إشارة غضب على السلطات السعودية التي كانت تمنع زيارة والدة «الهاشمي» له في المعتقل.

وسمح وزير الداخلية السعودي الأمير «محمد بن نايف»، للمفكر السعودي المعتقل منذ العام 2007 بالخروج المؤقت من السجن لحضور جنازة والدته.

ويعد «الهاشمي» أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان، كما اشتهر بمناصرته للقضية الفلسطينية، حيث استضاف بديوانيه في جدة وزير الخارجية الفلسطيني السابق «محمود الزهار»كما كان على رأس وفد طبي شارك في علاج أطفال العراق إبان الغزو الأمريكي في2003، وتلقى تكريماً من عدد من الأمراء بعد عودته من بغداد.

وكان الدكتور «الهاشمي» على اتصال مع بعض الشخصيات المعروفة في الحكومة السعودية، فقد كان يراسلهم كلما أتيحت له الفرصة ودعت الحاجة، وقد أعد دراسة بعد الغزو الأمريكي للعراق عن ضرورة قيام نظام «آل سعود» بعمل «خطة إنقاذ طوارئ شعبية».

كما كان للدكتور «الهاشمي» حضوره البارز في مؤتمر الفكر العربي الذي تنضمه مؤسسة الفكر العربي، والذي يشرف عليه الأمير «خالد الفيصل»، وكان حريصاً على المشاركة لإيمانه بالتعددية، وكان له لقاءات شخصية مع الأمير «خالد الفيصل»، كما شارك الدكتور «سعود» في حلقات الحوار الوطني، هذا غير اتصالاته الشخصية مع العديد من الشخصيات الحكومية.

وتخرج «الهاشمي» كطبيب عام بدرجة امتياز عام 1409 هـ 1988 م من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، كما انه حاصل على درجة الدكتوراه في تخصص طب الأسرة والمجتمع عام 1414 هـ 1993 م من جامعة الملك فيصل بالخبر.

وتعلم العلوم الشرعية على يد الشيخ «عبد العزيز بن باز»، والشيخ «سفر الحوالي»، والشيخ «ناصر العمر» وغيرهم، وذلك بدروس متفرقة وحلقات متنوعة منذ أن كان شاباً، وقرأ ودرس كثيرًا من الكتب في شتى العلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي حتى أصبحت القراءة هوايته المفضلة.

وتقلد عدة مناصب منها:

- عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.

- استشاري طب الأسرة بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة.

- استشاري طب الأسرة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة.

- مدير التدريب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة.

- رئيس لجنة برامج تأهيل الشباب السعودي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة.

- رئيس لجنة خدمة العملاء بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة.

- عضو الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع.

- عضو الجمعية العالمية لأطباء الأسرة.

- عضو جمعية أساتذة طب الأسرة الأمريكية.

- عضو الجمعية العربية للموارد البشرية والإدارية.

- عضو المجلس السعـــودي للجودة.

- أشرف على عدة رسائل دكتوراه في مجال تخصصه.

- ألقى عدداً من الدورات التدريبية في المجالات الطبية ومجالات التطوير الأخرى (في الاتصال، واستخدام الحزم الإحصائية، وإعداد وتصميم المواد والحقائب التدريبية، وفى مجال تخصصه الدقيق في الطب الصناعي النفسي.

- ألقى عدداً من الأبحاث العلمية المحكمة في مؤتمرات محلية وأخرى خارجية.

- عمل محرراً للنشرة التابعة لمجلة الممارس البريطانية.

- عمل مستشاراً لمعالي وزير الصحة أثناء فترة حج عام 1418 هـ.

- شارك وحضر دورات في دول مختلفة منها الولايات المتحدة.

- عمل مدير عام النخبة للتدريب والتنمية منذ عام 1418 هـ.

- عمل مستشار سابق في العيادات العامة ER بالمستشفى العسكري بتبوك.

- عمل مستشار سابق بمستشفى الحرس الوطني بجدة.

- عمل مستشار سابق بشعبة طب الأسرة في الرعاية الأولية بالمستشفى العسكري بتبوك.