منظمة حقوقية: 208 سجون سرية باليمن تديرها الإمارات والحوثيون و«صالح»

الجمعة 8 سبتمبر 2017 08:09 ص

كشفت منظمة حقوقية يمنية، الخميس، أن الإمارات والحوثيون والرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح« يحتجزون مدنيين في 208 سجون سرية غير قانونية بالبلاد، يخضع المعتقلون فيها للتعذيب الجسدي والنفسي، مطالبة بضرورة وقف تلك الانتهاكات وإغلاق هذه السجون على الفور.

وقالت منظمة «سام» للحقوق والحريات (مقرها جنيف)، في تقرير لها، إن «انتشار تلك السجون السرية أصبح ظاهرة في عموم المناطق اليمنية».

وأشارت إلى أن القضاء لا يشرف على تلك السجون التي «تفتقر إلى أبسط الشروط القانونية والمعايير الإنسانية، ما يزيد من معاناة المدنيين المحتجزين بصورة تعسفية».

وأضافت أن «السجون ومراكز الاعتقال السرية تخضع إلى سلطة أطراف الصراع، سواء بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، أو جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائها من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح».

وذكرت المنظمة الحقوقية أنها «وثقت صنوفاً شتى من التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين في تلك السجون».

وأوضحت أن باحثين وراصدين يتبعون لها التقوا ضحايا سابقين وذويهم وأصدقاء محتجزين حاليين ومحامين وناشطين، واطّلعوا على وثائق ومقاطع فيديو مسجلة وصور ورسائل، تكشف ما يتعرض له المعتقلون في تلك السجون، من «تعذيب وحشي وممارسات غير إنسانية».

وأوردت المنظمة في تقريرها طرقا للتعذيب داخل تلك السجون؛ من أبرزها: احتجاز المعتقلين لفترات طويلة في غرفة ضيقة للغاية شديدة الحرارة، إضافة لوضع السجناء في حفر وإطلاق النار بالقرب منهم ومن فوق رؤوسهم، وضربهم بشكل مبرح، وحرمانهم من الطعام لفترات طويلة.

ورصد التقرير وجود 24 سجنا سريا في محافظة الحديدة، غربي اليمن، و27 سجناً في إب (وسط)، وسجونا أخرى (لم يحدد عددها) في محافظات ذمار والبيضاء وعمران وحجة وصعدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وذكرت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غربي) الخاضعة لسيطرة الحكومة والحوثيين يوجد فيها 53 سجنا سريا، إضافة لرصدها وجود العديد من المعتقلات (لم تحدد عددها) التي يشرف عليها قيادات بالجيش اليمني في مأرب (شرق) التابعة لسيطرة الحكومة الشرعية.

وأكدت المنظمة في ختام بيانها إدانتها لكافة تلك المعتقلات والسجون واستنكارها لجميع الانتهاكات التي ارتكبت فيها، وطالبت مليشيات الحوثي و«صالح»– كسلطة أمر واقع- والحكومة الشرعية ودولة الإمارات العربية المتحدة الالتزام بالاتفاقيات الدولية المُنظمة لحقوق الإنسان، حيث تعد تلك المعتقلات انتهاكاً للقانون الدولي، كما تعد تلك الأفعال بحق المدنيين المختطفين جرائم ضد الإنسانية.

 

وكانت كل من وكالة «أسوشيتد برس» ومنظمة «هيومن رايتس ووتش» قد نشرتا تقارير عن وجود شبكة سجون سرية تديرها الإمارات في اليمن، يخضع فيها المعتقلون لصنوف مختلفة من التعذيب.

وقالت «هيومن رايتس ووتش» في وقت سابق، إن الإمارات تقدم الدعم لقوات يمنية احتجزت تعسفا وأخفت قسرا عشرات الأشخاص خلال عمليات أمنية.

وأشارت المنظمة إلى أنها وثقت حالات 49 شخصا، من بينهم 4 أطفال، تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الاختفاء القسري بمحافظتي عدن وحضرموت العام الماضي، وأن قوات أمنية مدعومة من الإمارات اعتقلت أو احتجزت 38 منهم على الأقل.

فيما نشرت «أسوشيتد برس» تحقيقا عن سجون سرية في اليمن تديرها الإمارات، يتعرض المعتقلون فيها لعمليات تعذيب يوميا، تصل أحيانا إلى شواء السجين على النار، وتحدثت عن عمل محققين عسكريين أمريكيين في تلك السجون.

في المقابل، نفت الحكومة الإماراتية الاتهامات الموجهة إليها، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن دولة الإمارات وكجزء من «التحالف العربي» لا تقوم بإدارة أو الإشراف على أي سجون في اليمن، وإن هذا الأمر من اختصاص السلطات الشرعية اليمنية، مشددة على أن قواتها هناك تلتزم بالمواثيق الدولية في ما يتعلق بالحروب والصراعات.

ويشهد اليمن، منذ خريف عام 2014، حرباً بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة بتحالف عربي من جهة، ومسلحي الحوثي، والقوات الموالية لـ«صالح» من جهة أخرى.

وخلّفت الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.

  كلمات مفتاحية

الإمارات تعذيب سجون سرية اليمن التحالف العربي الحوثيين

وقائع جديدة لفظائع التعذيب بالسجون الإماراتية في اليمن

الحكومة اليمنية تشكل لجنة بادعاءات «السجون السرية» المدعومة إماراتيا

قيادي قبلي يمني: إيرانيون شاركوا في تعذيبي

مقتل فلسطيني بسبب التعذيب في سجن إماراتي باليمن

51 نائبا فرنسيا يوقعون عريضة لمنع الإمارات من استخدام مقر توتال كسجن باليمن

منظمتان حقوقيتان تتهمان الحوثي بارتكاب انتهاكات بحق المعتقلين