الفتيات السعوديات يزاحمن سوق العمل بقوة.. واتجاه حكومي لمزيد من الفرص

الخميس 8 يناير 2015 09:01 ص

أكثر من 35 عاما مرت على اتجاه الحكومة السعودية لمنح المرأة الحق في العمل، والتحاقها بالوظائف سواء في المؤسسات الحكومية أو في القطاع الخاص، ولكن في السنوات الأخيرة تسارعت وتيرة توظيف المرأة واتسعت فرص وسوق العمل أمامها بشكل ملحوظ.

منذ يومين، قال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إنه «لا مانع من تعيين سفيرة سعودية تمثل المملكة خارجياً»، مضيفاً أنه «سيكون هناك لقاء بين مسؤولين من الوزارة ومجلس الشورى في إحدى جلسات المجلس المقبلة لمناقشة كل الأمور الواردة في التقرير الأخير المطروح في المجلس، ومن بينها تعيين السفيرات».

وأكد مدير الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية، السفير «أسامة أحمد نقلي»، أن «الوزارة لا تمانع في تعيين سفيرة سعودية تمثل الوطن خارجياً، وذلك عن طريق التدرج الوظيفي للسلك الدبلوماسي وامتلاك الخبرة اللازمة في التعامل السياسي والاقتصادي لتمثيل السعودية في الخارج».

وهناك أسباب عديدة ربما تقف وراء توسع سوق العمل السعودي في توظيف الفتيات، منها عزوف الشباب عن العمل في القطاع الخاص إما لتدني الراتب أو طول ساعات العمل أو لنظرة المجتمع السعودي لموظف القطاع الخاص رغم تزايد المزايا التي يمنحها هذا القطاع عن الحكومة في السنوات الأخيرة، كما أن هناك بعض الوظائف التي تتطلب وجود العنصر النسائي بها خاصة في قطاعات الصحة والتعليم، بل ووصل الأمر إلى وظيفة الحراسات الأمنية الخاصة (سيكيورتي) التي تتطلب وجود فتاة لتفتيش النساء، وبجانب ذلك ، وبحسب المراقبين والمحللين الاقتصاديين هناك أيضا أسباب اجتماعية لإتاحة مزيد من فرص العمل أمام المرأة السعودية منها زيادة أعداد (المعيلات) سواء من الأرامل أو المطلقات وضرورة مساعدتهن على مواجهة الأعباء والالتزامات المالية الأسرية، خاصة مع ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع السعودي .

 كان تقرير أعدته «غرفة الرياض»، قد أوضح أن 44 شركة كبرى شاركت في حملة توظيف العاطلين التي نظمتها «غرفة الرياض» الأسبوع الماضي - لم تتمكن من شغر كامل الوظائف التي طرحتها نتيجة عدم حضور أعداد كافية من العاطلين لمقر حملة التوظيف، رغم التزام تلك الشركات طرح وظائفها، حسب المعايير التي حددتها لجنة الموارد البشرية بـ«غرفة الرياض»، التي تناسب رغبات طالبي العمل من الشباب.

وتخشى الكثير من الشركات المشاركة من تعثر خطط توطين الوظائف لديها نتيجة عدم حضور الشباب العاطلين للتقديم على الوظائف التي طرحتها، مما سيحد من نموها وقدرتها على التوسع.

وأكدت «غرفة الرياض» أن حملة التوظيف العاجلة التي نظمتها بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية واستمرت 3 أيام - عرضت خلالها 44 شركة أكثر من 2758 وظيفة، برواتب تتراوح بين 5 آلاف ريال (1333 دولارا) و15 ألف ريال (4 آلاف دولار)، بجانب الكثير من المزايا الأخرى مثل إجازة اليومين والتأمين الطبي، وتوفير بيئة عمل جاذبة للسعوديين.

مزايا كثيرة.. ووظائف شاغرة

ووفق الغرفة، ظلت 1947 وظيفة شاغرة نتيجة عدم حضور أعداد كافية من العاطلين لشغر تلك الوظائف المطروحة رغم الحملة الإعلانية القوية التي سبقت انطلاقة حملة التوظيف، مشيرة إلى أن صندوق الموارد البشرية تأكد من أنها دعت لها العاطلين وكل المسجلين لديه.

أكد «منصور الشمري» رئيس لجنة الأعمال الصغيرة والمتوسطة بالغرفة التجارية بالرياض أن جميع التقارير الصادرة عن مراكز التوظيف المعتمدة لدى الشركات تشير إلى عزوف كبير من قبل الشباب عن وظائف القطاع الخاص في معظم مناطق المملكة.

وقال في حديثه لـصحيفة «اليوم»: إن هناك فريق عمل متخصصا بدأ بدراسات ميدانية حول الأسباب التي دعت الشباب إلى عدم تقبل العمل في القطاع الخاص والذي نعول على نتائجه الشيء الكثير، مبينا أن الرواتب التي تمنح لطالبي العمل في القطاع الخاص متساوية مع القطاع الحكومي إن لم تكن في بعضها أعلى بكثير.

وأضاف: «نعاني من نظرة المجتمع السعودي لموظف القطاع الخاص والتي لم تتغير منذ وقت طويل، رغم التغيرات والتقلبات التي حدثت في جميع القطاعات الخاصة من تحسين في الأنظمة وتعديلها فيما يتوافق مع متطلبات الحياة الوظيفية من تأمين صحي في بعض الشركات، وهذا غير موجود في الوظائف الحكومية، بالإضافة إلى البدلات المتنوعة والتي تعتبر مغرية لبعض الشباب الذي لديه طموح ورغبة في تكوين نفسه بالصورة المثالية».

ومن جانبه كشف مسئول بصندوق تنمية الموارد البشرية عزوف 65% من المتقدمين للبرامج الوظيفية التي يقدمها الصندوق من خلال التعاون مع شركات القطاع الخاص، مبينا أن الكثير منهم لا يراجع الصندوق لاستكمال إجراءات توظيفه بعد الاتصال عليهم. 

الأمير «تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز» أمير منطقة الرياض قال إن هناك خططا عديدة لتوظيف الفتيات في الرياض، خاصة في مشروع مترو الرياض، وإن الفرص والاجتهاد مطلوب من الجميع، وطالب خلال افتتاحه معرض «منتجون» الذي أقيم أخيرا في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات تحت شعار «أنت المستقبل»، بأن تقوم غرفة الرياض برعاية مشروع فتيات يقمن بصيانة أجهزة الحاسب الآلي، قائلا: «إن صيانة أجهزة الحاسب الآلي من قبل فتيات سعوديات أفضل وأكثر أمانا وثقة من أن تذهب السيدات لعمالة وافدة لتقوم بالعمل»، بحسب صحيفة «الاقتصادية».

ركود في برنامج «حافز»

وبحسب تقرير برنامج التوظيف «حافز» زاد عدد الباحثات عن العمل لأكثر من مليون باحثة يمثلن 77% من إجمالي الباحثين عن العمل منهن 265 ألف سيدة يمثل نسبة قدرها 13% يرغبن العمل في القطاع الحكومي و417 ألف سيدة بنسبة 45% يرغبن العمل في قطاع التعليم، بينما 33% من أعداد الباحثات لديهن الرغبة في عمل آخر غير قطاع التعليم بإجمالي 674 ألف سيدة.

وكان عدد النساء العاملات في برامج التوظيف، التي سنتها وزارة العمل والمؤسسات الشقيقة قد قفز إلى نحو 454 ألف عاملة مع نهاية عام 2013 مسجلا ستة أضعاف ما كان عليه العدد خلال الثلاثين عاما الماضية، والذي لم يتجاوز عدد النساء العاملات في القطاع الخاص أكثر من 55 ألف سيدة

التقرير أوضح كذلك أن نسبة 49% من الباحثات عن عمل تتراوح أعمارهن بين 18 وأقل من 20 عاما بإجمالي 534 ألف سيدة وأن الحاصلات على شهادة جامعية تخطى 232 ألف سيدة يمثلن نحو 21% من العاطلات عن العمل بينما الحاصلات على الثانوية العامة تجاوز 343 ألف سيدة بنسبة 31% ليبقى 14% لمن يحملن تعليما متوسطا بإجمالي 175 ألف سيدة و16% لحاملات الشهادة الابتدائية

حارسة «سيكيورتي»

وفي إطار فتح مجال عمل جديد أمام الفتيات السعوديات تعكف جهات حكومية مختصة حاليا على دراسة الاستعانة بالسعوديات في مجال الحراسات الأمنية، وفق ضوابط محددة، مشيرة إلى أنها ستتركز حول توظيف الفتيات كـ«سكيورتي» بالمستشفيات ومدارس البنات وبعض مراكز التسوق المغلقة وقاعات الأفراح.

وكشفت مصادر مطلعة، حسبما أوردت صحيفة «الوطن»، أن لجنة مختصة من وزارات العمل والداخلية والتربية والتعليم والصحة، إضافة إلى مؤسسة التدريب التقني والمهني، تعمل على إعداد هذه الدراسة، وسترفع للجهات الشرعية والعليا فور انتهائها.

وأضافت أن هذا المشروع في حال اعتماده وتطبيقه سيوفر فرصاً وظيفية كبيرة لذوات الشهادات الدنيا من الفتيات، مشيرة إلى أن هناك مواقع تتطلب وجود المرأة كحارسة أمن للتعامل مع السيدات، نظراً لصعوبة تعامل الرجال معهن في بعض المواقف، ولا سيما مع الحالات التي تستدعي تدخلا أمنيا نسائيا.

ومنذ ثلاث سنوات أطلق مؤخرا أول موقع إنترنت لتوظيف المرأة السعودية باسم «جلوورك Glowork»، للاستفادة من المؤهلات الكبيرة لخريجات الجامعات في السعودية حيث يستحوذن على غالبية الشهادات الجامعية في المملكة.

ويشير القائمون على الموقع إلى أن الشركات في السعودية تضيع فرصا كبيرة في إهدار المهارات والإمكانيات التي تمثلها المرأة السعودية (تقدر بحوالي 10 ملايين فتاة وسيدة بشهادات جامعية) والتي لا تزال غير مستثمرة في سوق العمل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية المرأة السعودية المرأة

مسؤول سعودي: لا مانع من تعيين المرأة السعودية كسفيرة للمملكة في الخارج

وظائف نسائية في «السجون» السعودية براتب 3 آلاف ريال .. وقرارت وزارية تدعم عمل المرأة عن بعد

السعودية: «كفاية إحراج» لم تفلح في انتزاع حقوق المرأة في القطاع الخاص

معضلة السعوديين: النساء في سوق العمل

رئيس ديوان المظالم بالسعودية: عمل المرأة في السلك القضائي غير وارد

العمل السعودية تطبق قرارات جديدة لدعم عمل المرأة في القطاع الخاص

«الشورى السعودي» يتهم «الخدمة المدنية» بظلم المرأة في التوظيف

«رايتس ووتش» تستنكر تهميش المرأة السعودية في المجالات الرياضية

"المصلحة العامة" تمنع الشورى السعودي من "تمكين المرأة"

الشورى السعودي يحذف مادة حقوق المرأة من الخطة الوطنية

بائعات سعوديات: مفتشو «العمل» يتعاملون أفضل من «الأمر بالمعروف»

محاكم خليجية ترفض زواج «قاصرات» سعوديات قبل الحصول على موافقة رسمية

غرامة ألف ريال على الموظفة المخالفة لضوابط «الحجاب الشرعي»

سعودية تتمكن من صيانة 48 ألف جهاز نقال وحاسب آلي

سعوديات يرفعن 16 قضية ضد وكلائهن العام الماضي

«العمل»: 298 ألف سعودية مسجلة في 6 قطاعات لا تعمل بها نساء

«العمل السعودية» تنفي صحة ما تردد عن وجود 300 ألف وظيفة نسائية وهمية

«هارفارد بيزنس ريفيو»: المهمة الشاقة لإصلاح سوق العمل في السعودية