مرصد دولي: ترحيل الإمارات للعائلات السورية مخالف للقانون الدولي

السبت 14 أكتوبر 2017 05:10 ص

اعتبر مرصد حقوقي دولي، ترحيل الإمارات للعشرات من عائلات السوريين اللاجئين المقيمين بها، إثر تحقيقات غير مبررة، مخالفة لأحكام ومواثيق القانون الدولي.

وقال «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، إن الحكومة الإماراتية رحلت على مدار الأيام القليلة الماضية، ما يزيد عن 50 عائلة سورية من العائلات المقيمة في الإمارات بعد إجراء تحقيقات غير مبررة معها، «متعلقة بالتعامل مع قطر».

ولفت المرصد، إلى أن عددا من هذه العائلات «اضطروا للعودة إلى سوريا لعدم حصولهم على إذن إقامة في أية دولة أخرى» وهو ما اعتبره المرصد «مخالفة واضحة وصريحة لأحكام ومواثيق القانون الدولي ولا سيما قاعدة عدم الطرد الخاصة باللاجئين»، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وبين المرصد، والذي يتخذ من جنيف مقرا له، أن الإمارات اعتادت في السنوات الماضية على ترحيل العديد من العائلات السورية المقيمة على أراضيها بشكل قسري، غير أن هذه المرة شملت أكبر عملية ترحيل لعائلات سورية مقارنة بالفترة الماضية.

وأشار إلى أن الجهات الأمنية الإماراتية أبلغت العائلات بأنهم «أشخاص غير مرحب بهم على الأراضي الإماراتية»، وأمهلتهم مدة أقصاها 24 ساعة لمغادرة البلاد.

ولفت «الأورومتوسطي»، إلى أن عملية الترحيل جاءت على نحو مفاجئ وصادم، حيث «اتصلت الجهات الأمنية الإماراتية بالعائلات، ومعظمها من محافظة درعا جنوبي سوريا، وأبلغتهم بضرورة مراجعتها بشكل مستعجل مع اصطحاب أوراقهم الثبوتية كجواز السفر والإقامة، وعند حضور العائلات تم التحقيق معهم، ثم أبلغتهم الجهات الأمنية بضرورة مغادرة البلاد خلال 24 ساعة دون إعطاء أية توضيحات أو أسباب لهذا القرار، ودون إتاحة الفرصة لهم لجمع أموالهم أو الاستفسار عن سبب ترحيلهم».

وكشف المرصد، أن التحقيقات التي أجرتها الجهات الأمنية الإماراتية مع العائلات السورية كانت مرهقة واستمرت لعدة ساعات، و«تركزت في شقها الأول حول صلة المرحَّلين بالمعارضة السورية، وفيما إذا قامت هذه العائلات بتحويل أموال إلى أقربائهم في سوريا، بينما تركز الشق الثاني من التحقيقات حول قيام بعض هذه العائلات بالتعامل مع قطر من خلال تصدير البضائع والمنتجات لها بشكل غير قانوني في ظل المنع الذي فرضته الإمارات على التجارة مع قطر بعد أزمتها الأخيرة معها».

وذكرت العائلات أن «نتائج التحقيقات لم تؤثر بتاتا في قرار الطرد الذي كان جاهزاً منذ البداية».

ولم تقم الإمارات بإلغاء أو ختم أي من جوازات سفر العائلات السورية المرحلّة، و«ذلك فيما يبدو للتنصل من المسؤولية القانونية لعملية الطرد القسري لهذه الأسر التي تعيش في البلاد بشكل قانوني»، بحسب المرصد.

ونوّه «الأورومتوسطي» إلى أن بعض العائلات التي تم ترحيلها سافرت إلى دولتي السودان والأردن، فيما اضطر البعض الآخر إلى العودة إلى سوريا، وهو ما قد يشكل خطرا كبيرا عليهم.

واعتبر المستشار القانوني للمرصد الأورومتوسطي «إحسان عادل» أن «قرار الحكومة الإماراتية يمثل انتهاكًا لأحكام القانون الدولي حتى العرفية منها، حيث إن الترحيل القسري للأشخاص أو اللاجئين المقيمين بشكل شرعي ولا سيما إلى مناطق يُخشى فيها تعرضهم للاضطهاد يعد مخالفة لقاعدة «عدم الطرد»، والتي نصت عليها الاتفاقية الخاصة باللاجئين لعام 1951 وتعد قاعدة عرفية في القانون الدولي».

ولفت إلى أن هذا القرار يتعارض كذلك مع عدد من المواثيق الدولية التي تعد دولة الإمارات طرفًا فيها، والتي كفلت حق الإنسان في حرية الإقامة والتنقل، ومن ذلك المادة (13) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة (12) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

ودعا المرصد الحقوقي الحكومة الإماراتية للعدول عن قرارها وتجنب إصدار قرارات مشابهة والتي من شأنها تعميق المعاناة الإنسانية وزيادة البيئة العدائية ضد اللاجئين السوريين المقيمين في الإمارات، مطالبا باحترام أحكام ومواثيق القانون الدولي.

وقبل عامين، أعلنت الإمارات عن استقبالها لأكثر من 100 ألف سوري منذ 2011، وأنها منحتهم تأشيرات إقامة ليصل عدد المقيمين السوريين في الدولة لما يقارب 250 ألف سوري.

هذا الرقم كذبه ناشطون إماراتيون وسوريون وتساءلوا: «في أي معسكر أو مخيم لجوء يوجد هؤلاء وفي أي إمارة؟، ولماذا لا يذكر الإعلام الإماراتي الرسمي عنهم شيئا وهو حريص على إظهار الجانب الإغاثي للدولة الذي تقوم به اتجاه المنكوبين؟».

واستذكر الناشطون في هذا السياق أن العكس تماما هو ما حدث مع المقيمين السوريين الـ140 ألفا، فقد أقدمت أجهزة أمن الدولة بإبعاد عشرات العائلات منهم مطلع الثورة السورية عن الدولة بذريعة تسييرهم مظاهرة لإظهار التعاطف مع شعبهم في سوريا.

  كلمات مفتاحية

لاجئين سوريين الإمارات المرصد الأورومتوسطي

الإمارات تطرد 50 عائلة سورية بتهمة التعامل مع قطر

قطر وتركيا توقعان اتفاقية لبناء 1000 وحدة سكنية للاجئين السوريين في إدلب