تلقى حزب الله ضربة موجعة إثرعملية نوعية استهدفت قيادات ميدانية بالحزب الله وخبراء إيرانيين في القنيطرة السورية، مساء اليوم، وأسفرت عن مقتل 6 أفراد على الأقل، بينهم «جهاد عماد مغنية»، وقيادي بحزب الله اللبناني.
وأكد مصدر عسكري إسرائيلي أن الهجوم قتل فيه أيضا عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
واغتيل «عماد مغنية» في دمشق عام 2008 وكان على قائمة الولايات المتحدة لأكثر الأشخاص المطلوب القبض عليهم لدوره في هجمات على أهداف إسرائيلية وغربية.
قصف إسرائيلي
وقال مصدران قريبان من «حزب الله» اللبناني، إن نجل القائد العسكري للحزب «عماد مغنية» قتل اليوم الأحد، والقيادي العسكري الكبير بالحزب الحاج «محمد عيسى» الملقب بـ«أبو عيسى» في القنيطرة السوريّة عندما أطلقت طائرة هليكوبتر إسرائيلية صواريخ على سيارته بمحافظة القنيطرة السورية قرب مرتفعات الجولان التي تحتلها (إسرائيل).
وأضاف المصدران أن «جهاد مغنية» قُتل مع أربعة أعضاء آخرين من حزب الله عندما قصف موكبهم.
وقال تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله، إن طائرة هليكوبتر إسرائيلية أطلقت صاروخين على محافظة القنيطرة السورية قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة، اليوم الأحد.
يأتي الهجوم بعد ثلاثة أيام من قول الأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله» أنه يعتبر الهجمات الإسرائيلية المتكررة في سوريا بمثابة عدوان كبير وأن سوريا وحلفاءها لهم الحق في الرد.
ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعقيب على الخبر ولم تنشر وسائل الإعلام الرسمية السورية أي شيء عن الهجوم.
وأعلن «حزب الله»، في بيان، عن (استشهاد) عدد من عناصره في الاعتداء الإسرائيلي، موضحاً أنّه «أثناء قيام مجموعة من مجاهدي الحزب بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الإسرائيلي، مما أدى إلى استشهاد عدد منهم».
ومن جهتها، نقلت وكالة أنباء «رويترز» عن مصادر لبنانيّة إشارتها إلى «مقتل خمسة من حزب الله بينهم قيادي في غارة إسرائيليّة في سوريا».
وقال مصدر أمني إسرائيلي في وقت سابق لوكالة فرانس برس للأنباء إن مروحية إسرائيلية أغارت الأحد على ”إرهابيين“ في الجولان.
ولم يحدد المصدر هوية المستهدفين، ولكنه قال إنهم كانوا يعدون العدة لتنفيذ هجوم على (إسرائيل) دون الادلاء بالمزيد من المعلومات.
وأوردت القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة لاحقا عن مصدر رسمي إسرائيلي تأكيده أن إسرائيل نفذت غارة داخل الأراضي السورية يوم الأحد.
ونقل موقع«Ynet» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن الهجوم استهدف «إرهابيين كانوا ينوون مهاجمة إسرائيل».
وتحتل إسرائيل 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية منذ العام 1967 وأعلنت ضمها إليها، في حين لا يزال 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت سلطة الدولة السورية.
اعتداءات متكررة دون رد
وأغارت إسرائيل على سوريا عدة مرات منذ بدء الحرب الأهلية وغالبا ماكان القصف يستهدف تدمير أسلحة مثل صواريخ قال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت في طريقها إلى حزب الله العدو القديم لإسرائيل.
وقالت سوريا الشهر الماضي إن طائرات إسرائيلية قصفت مناطق بالقرب من مطار دمشق الدولي وفي بلدة الديماس بالقرب من الحدود مع لبنان.
وقال «نصر الله» يوم الخميس «القصف المتكرر الذي حصل على أهداف متنوعة في سوريا هو خرق كبير... ونحن نعتبر أن ضرب أي أهداف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة وليس فقط استهدافا لسوريا».
وردا على سؤال عما اذا كان ”محور المقاومة“ يمكنه ان يتخذ قرارا بالرد قال «نعم قد يأخذ قرارا من هذا النوع... يمكن لهذا المحور ان يرد. هذا أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت».
وأضاف «أحدا لم يقدم التزاما بأن الاعتداءات على سوريا ستبقى من دون رد هذا حق محور المقاومة وليس حق سوريا فقط ... لكن متى يمارس هذا الحق؟ هذا خاضع لمعايير ستؤخذ بالاعتبار».
«جبهة النصرة» تتبنى الهجوم
يأتي هذا بينما ادعت حسابات تابعة لـ«جبهة النصرة»، خبرًا يفيد بأن «جهاد عماد مغنية»، و6 ضباط إيرانيين قد لقيوا مصرعهم في كمين مُحكم أعده جنود الجبهة في جرود بمنطقة القلمون جنوبي سوريا، اليوم الأحد.
وغرد الحساب الإخباري «سورية الآن»، الذي يُعد متحدثًا بالنيابة عن قيادات «جبهة النصرة» قائلا: «فطائس من حالش (حزب الله) قتلوا في الاشتباكات في جرود القلمون ومنهم القيادي #جهاد_عماد_مغنية، واليوم يدِّعي الحزب أنه قتل بغارة إسرائيلية».
على الجانب الآخر، أضاف السوري «أبو عزام الإدلبي»، أحد عناصر «جبهة النصرة» قائلا: «مقتل القيادي في حالش #جهاد_عماد_مغنية في كمين بجرود القلمون. سوريا مقبرة المشروع الفارسي بإذن الله».
وتحدى «الإدلبي» في تغريده عبر حسابه الشخصي على تويتر، حزب الله اللبناني أن يظهر صور مقاتليه وضباطه، قائلًا: «من هون ليومين إذا عرضت صور لجثث قادة حزب اللات (حزب الله) فيكون صحيح استهدافهم من قبل اليهود. أما اذا لم يعرض، فاستبشروا، فإنهم قد قتلوا على يد المجاهدين».
يُذكر أن مصادر إعلامية تابعة لحزب الله اللبناني، كانت قد أعلنت أن غارة إسرائيلية على منطقة القنيطرة أدت إلى مقتل القيادي الحركي «محمد عيسى»، و«جهاد» نجل القائد العسكري للحزب «عماد مغنية» الذي كان قد اغتيل أيضًا في دمشق عام 2008.