استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«صفقة القرن» الأمريكية

الأربعاء 22 نوفمبر 2017 05:11 ص

يكثر الحديث هذه الأيام عن جهود واتصالات أمريكية حثيثة للوصول إلى ما وصفته بعض التسريبات الأمريكية بصفقة القرن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ما قد يوحي للبعض بأنها صفقة ستحوز على رضا الجانبين وتسفر عن حل معقول للنزاع العربي الإسرائيلي.

ويذهب البعض من الجانب العربي لمدح الجهود الأمريكية والإيحاء بأن الإدارة الأمريكية جادة ومصممة على إيجاد حل يحوز على رضا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

باعتقادي أن هذه تمنيات بعيدة عن الواقع تماما، فنحن نتعامل مع إدارة لا تملك الحد الأدنى من المعرفة والخبرة حول القضية الفلسطينية، إضافة إلى موقفها العلني والمتشدد في دعم الجانب الإسرائيلي وعدم قدرتها حتى على التعبير عن أي تعاطف إنساني مع الفلسطينيين.

إضافة لذلك، فإن جميع أركان هذه الإدارة المعنيين، ابتداء من الرئيس الأمريكي «ترامب» إلى صهر الرئيس «جاريد كوشنر» إلى سفير أمريكا في (إسرائيل) «دافيد فريدمان»، إلى ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة «نيكي هيلي» وغيرهم الكثير مغالون في دعمهم لـ(إسرائيل).

كيف لمن يغلق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الادعاء بأن لديه «صفقة القرن»؟ وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار بأن القضية الرئيسية لهذه الإدارة في المنطقة هي إيران، فمن الصعب التصور أن عملا جادا ومقنعا يجري العمل عليه لحل القضية بما يحقق الحد الأدنى من الطموح الفلسطيني.

ورغم المعلومات القليلة حول هذه الصفقة، فما قد رشح حتى الآن يشير إلى أن الجانب الأمريكي قد عرض على الفلسطينيين إمّا حكما ذاتيا لا يتضمن القدس الشرقية أو غور الأردن أو الأراضي المقامة عليها المستوطنات، أو كونفدرالية مع الاْردن للأراضي المشار إليها أعلاه.

كلا الحلّين يَصْب في مصلحة (إسرائيل) فقط دون أن ينهي الاحتلال الإسرائيلي كاملا أو يرجع القدس أو يحقق حق الفلسطينيين في دولة مستقلة على ترابهم الوطني، كما أن الكونفدرالية لا تتحقق إلا بين دولتين، وبعد استشارة كل من الشعبين الفلسطيني والأردني، وليست لحل القضية على حساب كل من الشعبين.

بالطبع، تقل صفقة القرن هذه الكثير الكثير عما قدم للجانب الفلسطيني في طابا مثلا، وإذا صحت هذه الترشيحات، فيبدو أن الجانب الأمريكي يعوّل على التقارب الحاصل اليوم بين بعض الدول العربية و(إسرائيل) ضد إيران لتمرير مثل هكذا صفقة، وهو يظهر جهلا فاضحا بطبيعة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، إذ لا يمكن مقايضة مواجهة إيران بالتخلي عن الحق الفلسطيني أو القدس مثلا.

أتمنى أن تكون كل هذه الترشيحات غير صحيحة، وأن يخرج علينا أحد من الحكومة أو الجانب الفلسطيني ليطمئننا أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة.

غني عن القول إنه ليس من مصلحتنا الدخول بأي شكل من الأشكال بمثل هذه الصفقة، أو الاشتباك الإيجابي مع (إسرائيل) في موضوع كالغاز مثلا، وهي التي تهدد اليوم بوقف التعاون بخصوص قناة البحرين حتى نوافق على إعادة السفيرة الإسرائيلية.

وها هي الأيام تثبت صعوبة إبقاء أي نوع من الدفء مع دولة لا تضمر لنا الخير لا من قريب ولا من بعيد.

لقد فشل جيلنا في حل القضية، ولنعترف بذلك، برغم الكثير من الجهود المضنية والصادقة لفعل ذلك، للجيل الجديد مقاربة مختلفة ليست معنية بشكل الحل بقدر ما هي معنية بالتركيز على الحقوق المدنية والسياسية ورفع كلفة الاحتلال من خلال حملات مقاطعة (إسرائيل)، مثل BDS.

فلنقف وراء هذه الجهود ولندع (إسرائيل) تغرق في مستنقع إصرارها على أخذ كل شيء، لأن العامل الديمغرافي بات يهددها بخسارة كل شيء، بعد أن تجاوز عدد الفلسطينيين داخل المناطق التي تسيطر عليها (إسرائيل) مثيله من مواطنيها اليهود.

(إسرائيل) تشنق نفسها بنفسها، فلا يرمي لها أحد طَوْق نجاة.

* د. مروان المعشر نائب رئيس وزراء الأردن الأسبق، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط.

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية إسرائيل النزاع العربي الاسرائيلي إدارة ترامب إغلاق مكتب منظمة التحرير القضية الفلسطينية دونالد ترامب جاريد كوشنر دافيد فريدمان نيكي هيلي كونفدرالية مع الأردن الحكم الذاتي

الرئاسة الفلسطينية: تصريحات «مجدلاني» لا تمثل موقفنا الرسمي

«بنس» في مهمة استطلاعية بالشرق الأوسط