مسؤول أردني سابق: خياران أمريكيان لـ«صفقة القرن» أمام الفلسطينيين

الأربعاء 22 نوفمبر 2017 02:11 ص

شكك وزير الخارجية الأردني الأسبق «مروان المعشر» في جدوى المبادرة الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ(صفقة القرن) بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي يتم الحديث عنها في الآونة الأخيرة لحل الأزمة الفلسطينية.

وأبدى «المعشر»، تشاؤما حول الجهود الأمريكية لإتمام صفقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلا في مقال بصحيفة الغد الأردنية الأربعاء: «نتعامل مع إدارة لا تملك الحد الأدنى من المعرفة والخبرة حول القضية الفلسطينية، إضافة إلى موقفها العلني والمتشدد في دعم الجانب الإسرائيلي وعدم قدرتها حتى على التعبير عن أي تعاطف إنساني مع الفلسطينيين».

وقال «المعشر» إن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر ومسؤولين آخرين مغالون في دعمهم لإسرائيل»، متسائلا: «كيف لمن يغلق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الادعاء بأن لديه (صفقة القرن)؟».

وبحسب «المعشر»، فإن الولايات المتحدة وضعت خيارين لصفقة القرن أمام الفلسطينيين، وهما إما حكما ذاتيا لا يتضمن القدس الشرقية أو غور الأردن، أو الأراضي المقامة عليها المستوطنات.

والخيار الآخر وفقا لـ«المعشر» هو كونفيدرالية مع الاْردن للأراضي المشار إليها أعلاه.

واعتبر «المعشر» أن كلا الحلين يصبان في مصلحة (إسرائيل) فقط دون أن ينهيان الاحتلال الإسرائيلي كاملا أو يرجع القدس أو يحقق حق الفلسطينيين في دولة مستقلة على ترابهم الوطني.

وأكد أن الكونفيدرالية لا تتحقق إلا بين دولتين، وبعد استشارة كل من الشعبين الفلسطيني والأردني، وليست لحل القضية على حساب كل من الشعبين، بحد قوله.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعول في إتمام الصفقة على الدول العربية التي تقاربت مع (إسرائيل) ضد إيران مؤخرا، في إشارة على ما يبدو للسعودية.

وقال «أتمنى أن تكون كل هذه الترشيحات غير صحيحة، وأن يخرج علينا أحد من الحكومة أو الجانب الفلسطيني ليطمئننا بأن هذا الكلام عار عن الصحة».

وأضاف «المعشر» أن «(إسرائيل) تهدد اليوم بوقف التعاون بخصوص قناة البحرين حتى نوافق على إعادة السفيرة الإسرائيلية. وها هي الأيام تثبت صعوبة إبقاء أي نوع من الدفء مع دولة لا تضمر لنا الخير لا من قريب ولا من بعيد».

وختم قائلا «فلنقف وراء هذه الجهود ولندع (إسرائيل) تغرق في مستنقع إصرارها على أخذ كل شيء، لأن العامل الديمغرافي بات يهددها بخسارة كل شيء، بعد أن تجاوز عدد الفلسطينيين داخل المناطق التي تسيطر عليها (إسرائيل) مثيله من مواطنيها اليهود».

وتابع «(إسرائيل) تشنق نفسها بنفسها، فلا يرمي لها أحد طوق نجاة»، بحد قوله.

ضغط بن سلمان

وقبل أيام، كشف تقرير إسرائيلي عن تدخل سعودي وضغط قوي يقوده ولي العهد «محمد بن سلمان» لدفع الفلسطينيين للقبول بمبادرة أمريكية تنتقص كثيرا من حقوقهم، وفي مقدمتها قضية حق عودة اللاجئين، وحدود دولتهم المستقبلية.

ووفق التقرير، فإن خطة «ترامب» تتضمن سلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مقابل دعم سخي من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، للسلطة الفلسطينية.

وبشأن الحدود النهائية لحل الدولتين، تسعى الولايات المتحدة لأن تضمن «أمن إسرائيل» مقابل «حرية التنقل للفلسطينيين وحرية التصدير والاستيراد»، لكنها مع ذلك تشمل مطلبا إسرائيليا صريحا، وهو أن يبقى الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والمناطق الحدودية في غور الأردن.

وبخصوص ملف اللاجئين الفلسطينيين، يرى الجانب الأمريكي أنه يجب تسوية هذه المسألة عبر «منح مواطنة» وحقوق كاملة للفلسطينيين في الدول التي يعيشون فيها اليوم، بينما يساهم المجتمع الدولي بتمويل التعويضات للاجئين الفلسطينيين.

وردا على تلك الخطة، أكد «عباس» لـ«بن سلمان»، خلال اللقاء، معارضته لأي حل سلمي لا يضمن حلا مرضيا لمسألة اللاجئين، ولا يعترف بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وطالب بوقف الاستيطان وتجميده كليا كشرط لإطلاق أي عملية تفاوضية جديدة.

ونقل التقرير عن مصدر فلسطيني مقرب من متخذي القرار، قوله إن «الرئيس عباس عبر عن امتعاضه من الخطة»، وطالب بالضغط لتحسين الشروط.

ووصف المصدر الصفقة، التي تحدث عنها «ترامب»، والتي عولت عليها القيادة الفلسطينية كثيرا، بأنها «فقاعة» تم تضخيمها وتهويلها، مؤكدا أنها «ليست تاريخية، ولا هي صفقة أصلا».

كان «بن سلمان» استقبل، الشهر الماضي، بشكل سري، مبعوثي الإدارة الأمريكية لعملية السلام، وهما كبير مستشاري الرئيس الأمريكي «جاريد كوشنر»، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط «جيسون غرينبلات».

وجرى وقتها الكشف عن أن هذه الزيارة هي الثالثة للطاقم الأمريكي هذا العام للسعودية، وأنها جاءت بعد أربعة أيام من زيارة هذا الطاقم لتل أبيب.

وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن الدور السعودي المرتقب في المنطقة لدعم التوجه الأمريكي الذي ينادي بـ«صفقة القرن»، وأحد أهم بنودها التطبيع العربي مع «إسرائيل»، قبل إنجاز التسوية الكاملة مع الفلسطينيين.

وكثيرا ما أعلن مسؤولون فلسطينيون في أوقات سابقة اعتراضهم على «صفقة القرن»، وحذروا من خطورة التطبيع العربي مع «إسرائيل»، قبل حل القضية الفلسطينية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل صفقة القرن فلسطين أمريكا السعودية