«أسوشيتد برس»: «السبهان» سمع توبيخا أمريكيا بسبب إيران و«الحريري»

الخميس 30 نوفمبر 2017 11:11 ص

كشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي «ثامر السبهان»، سمع توبيخا أمريكيا، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، بسبب إيران ورئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري».

وفي تقرير لها، وصفت الوكالة «السبهان»، بأنه أكثر مستشاري ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، «استفزازا»، مؤكدة أن بصماته كانت واضحة على «الاستقالة المتسرعة وغير الموفقة للحريري».

ولفتت الوكالة إلى أن «السبهان»، أسهم بشكل بارز في تشكيل رهانات المملكة العالية ضد إيران، خاصة أنه بعث قبل أيام من استقالة «الحريري» المفاجئة، تهديدات عبر «تويتر» ضد لبنان وإيران و«حزب الله»، بشكل أثار قلق اللبنانيين الذي خافوا من جرهم مرة أخرى لحلبة التنافس السعودي- الإيراني للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط.

وكشف تقرير الوكالة، أنه قبل ثلاثة أشهر من التطورات الأخيرة، التقى «السبهان» في بيروت «الحريري»، وهدده من تقديم أي تنازلات لحلفاء إيران في لبنان.

وجاء تراجع «الحريري»، عن استقالته التي أعلنها من الرياض عبر قناة سعودية، بعد تدخل فرنسا وتأمين عودته إلى بيروت، يثبت الفشل الذريع للخطة السعودية ويترك آثارا عكسية بالمنطقة، بحسب الوكالة.

وجاءت زيارة «السبهان» إلى واشنطن، الشهر الجاري غير ناجحة، حيث التقى مسؤولين في وزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، وبدلا من تأييد الاستقالة، وجّه المسؤولون الأمريكيون توبيخا شديد اللهجة لـ«السبهان»، وضغطوا عليه لوقف تغريداته الاستفزازية، حسبما ذكرت تقارير إعلامية عربية وشخص مطلع على نتائج الاجتماعات، طلب عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام.

كما لن تنجح الزيارة، في تحقيق الهدف منها، وهو حشد الدعم للخطوة السعودية لإجبار «الحريري» على الاستقالة، وإنما جاءت بنتائج عكسية حيث وجه له المسؤولون الأمريكيون تساؤلات حول عمن أعطى له الحق ليقوم بتقويض استقرار لبنان، الذي تدعم الولايات المتحدة قواته الأمنية ويستقبل البلد 1.5 مليون لاجيء سوري.

وكثيرا ما يهاجم «السبهان»، إيران عبر تغريداته على «تويتر»، فيما وصف في واحدة منها «حزب الله» اللبناني بـ«حزب الشيطان».

كما حاول «السبهان» أن يصدر الأوامر، وطالب باستبعاد «حزب الله» من الحكومة ودعا اللبنانيين لمواجهة الحزب.

ووصفه الأمين العام للحزب «حسن نصرالله»، في واحد من خطاباته بـ«الزعتوت» (الولد الصغير الذي يعتقد أنه رجل).

ورد «السبهان» عليه بالقول بإن «نصر الله رجل عاجز».

كما كشف في مقابلة مع قناة تليفزيونية لبنانية، عن مفاجآت، وذلك قبل استقالة «الحريري» بأيام، وقال إن الحكومة التي يترأسها المفترض أنه حليف للسعودية ستعتبر عدوة للمملكة ويتم التعامل معها على هذا الأساس، بسبب دور «حزب الله» فيها.

وقال «السبهان» إن على القادة اللبنانيين الاختيار بين دولة إرهاب أو سلام.

وكانت العلاقات بين السعودية ولبنان شهدت توترا العام الماضي، على خلفية ما اعتبرته المملكة مواقف مناهضة لها ومزعزعة لاستقرارها من قبل «حزب الله»، وعلى خلفية ذلك جمدت الرياض مساعدات عسكرية لبيروت في فبراير/شباط من العام ذاته.

لكن العلاقات عادت للتحسن، وعادت معها المساعدات، مع انتخاب «ميشال عون» رئيسا للبنان، نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2016، وفق اتفاق برعاية سعودية تمخض عنه، أيضا، تولى «الحريري»، المقرب من الرياض، والذي يحمل جنسيتها، رئيسا لوزراء لبنان.

إلا أن «الحريري» فاجئ الجميع في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأعلن استقالته من الرياض، قبل أن يخرج مسؤولون لبنانيون على رأسهم «عون» باتهام الرياض باحتجاز «الحريري»، الذي خرج من المملكة بوساطة فرنسية، ليصل إلى بيروت ويعلن تعليق استقالته.

  كلمات مفتاحية

السبهان السعودية لبنان الحريري إيران أمريكا استقالة الحريري «حزب الله»

«السبهان»: لبنان بعد استقالة «الحريري» لن يكون كما قبلها